الراعي: ننتظر صوتاً نبوياً يخرجنا من الفراغ
أشار البطريرك الماروني بشارة الراعي، إلى أنه ينتظر من السياسيين المسيحيين «صوتاً نبوياً يخرج بلادنا من أزمة الفراغ في سدة رئاسة الجمهورية، ومن شلل المؤسسات، ويدفع بأصحاب الإرادات الوطنية إلى مواجهة التحديات الاقتصادية والإجتماعية والأمنية».
وشدّد الراعي في عظة قداس الأحد على ضرورة وجود المسيحيين في العالم العربي اليوم أكثر من أي وقت مضى، لافتاً إلى «أنّ دور الكنيسة والمسيحيين، في لبنان وبلدان الشرق الأوسط، هو المحافظة على صورة الله في كل إنسان». وأضاف: «حيث تتكرر الشرور، كما هو حاصل في عالمنا العربي، حروب ونزاعات وإرهاب وعنف، وقيام تنظيمات أصولية تكفيرية وإرهابية، هناك تكثر الحاجة إلى وجود الكنيسة والمسيحيين».
وفد مسيحي ـ إسلامي
وكان الراعي استقبل في الصرح البطريركي في بكركي وفداً مسيحياَ – إسلامياً من عائلات وعشائر بعلبك – الهرمل والبقاع الأوسط ووادي خالد وبشري وعكار، سلمه «وثيقة وطنية لترسيخ العيش المشترك والسلم الأهلي» وقعها البطريرك وأعضاء الوفد «لكي تبقى هذه الوثيقة محفوظة من جيل إلى جيل ولحماية بنودها».
وحذّر من «التدخلات الخارجية في منطقة الشرق الأوسط وخصوصاً في لبنان لضرب العصب الأساسي فيه الذي هو العيش معاً»، مؤكداً: «أنّ مشروع الشرق الأوسط الجديد لم يمت وهو جاهز خصوصاً بعد ما شهدناه من ربيع العالم العربي وقد اختفت التحركات الشعبية وحلت مكانها التنظيمات الأصولية والهدف تفتيت الشرق الأوسط وتقسيمه وخلق دويلات طائفية لتسلم «إسرائيل» وتعطى مبرّراً لتكون دولة لليهود».
وطالب المسؤولين في المجلس النيابي وفي الحكومة وفي مواقع المسؤولية وأولهم النواب بأن ينتخبوا رئيساً جديداً للجمهورية في أسرع وقت، وقال: «نحن لا نقبل بأن يقطعوا رأسنا، دولة من دون رئيس يعني جسماً نمن دون رأس، وأقول هذا الكلام للذين ينزعجون من كلامي وسأظلّ أزعجهم».
واختتم الراعي متسائلاً: «لماذا يقفل القصر الجمهوري بعد 6 سنوات وقد استفاق الجميع الآن على الإصلاحات، فيما الجوهر يكمن في انتخاب رئيس جديد وهم يفتشون عليه ولا يجدونه»؟
الوثيقة
ونصت الوثيقة على «اعتبار العلاقات التاريخية القائمة بين العائلات والعشائر منطلقاً لتعزيز الولاء الوطني وبناء الدولة والانسان في لبنان بعيداً من الاعتبارات السياسية الضيقة»، والتأكيد على أنّ «المؤسسة العسكرية الدرع الحامية للوطن والالتفاف حولها واجب»، معتبرة: «أي تطاول عليها جرماً بحق الوطن والشعب».
ودعت الوثيقة إلى «مواجهة الإرهاب التكفيري وتجريمه ومحاربته بكافة الوسائل»، وإلى «صياغة آلية عمل موحدة من شأنها تعزيز الوحدة الوطنية والعيش المشترك لما لهما من أهمية كبرى على مساحة الوطن».
كما طلبت: «من الحكومة إرساء مفاهيم الوحدة الوطنية بين جميع اللبنانيين والطلب من كل الأطراف عدم التصعيد في الخطاب السياسي»، إضافة إلى «العمل على صياغة قانون انتخابي مرتكز على أسس وطنية»، و«تسريع انتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية».
وأكدت الوثيقة الوطنية على «دعم المؤسسات الأهلية والمدنية وتفعيل دورها في بناء التواصل بين كافة شرائح المجتمع»، مؤكدة ضرورة «وضع عجلة التنمية لتخفيض البطالة واستثمار الموارد الطبيعية والطاقات الاقتصادية والبشرية».
ودعت إلى تشجيع المغتربين على العودة «للاستفادة من طاقاتهم وخبراتهم للنهوض في بناء الوطن»، وطلبت من الحكومة اللبنانية «التنسيق في قضية النازحين السوريين، للحفاظ على حقوقهم الانسانية والعمل على عودتهم الى المناطق الآمنة في سورية، بعيداً من الصفقات والاعتبارات السياسية الضيقة»، داعية إلى «التنبه في صورة دائمة ومستمرة لأخطار العدو «الإسرائيلي» الذي يهدّد لبنان أرضاً وشعباً والمحافظة على قوة الردع».
دعوة لاحتفال تنصيب دريان
وتسلم البطريرك من وفد يمثل مفتي الجمهورية المنتخب عبداللطيف دريان برئاسة المستشار الشيخ القاضي محمد أحمد عساف وعضوية المشايخ بلال المنلا ويوسف إدريس ومروان كاصك ومصطفى الجعفري ومحمد الخانجي في حضور الأمير حارث شهاب، دعوة إلى حضور احتفال تنصيب المفتي الجديد الذي سيقام عند الخامسة من عصر الخميس 16 الجاري في جامع محمد الأمين.