أوغلو: تطبيع العلاقات مع موسكو لا يعني تغيير موقفنا من الأسد

رأى وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السعودي عادل الجبير، أن «تطبيع العلاقات مع روسيا لا يعني تغيير موقفنا من سورية والأسد». داعيا «موسكو للقيام بدور إيجابي في حلب». كما دعا إيران إلى لعب دور إيجابي في المنطقة «بعيداً عن المذهبية» والتدخل في شؤون الدول الأخرى. بحسب قوله.

بدوره، أعرب الوزير السعودي، عن «أمله في أن يسهم تحسن العلاقة التركية – الروسية في حل الأزمة السورية».

من جهة ثانية، أعلن الناطق باسم الخارجية التركية، أن أنقرة وموسكو تجريان مشاورات، عبر قنوات مفتوحة، حول الوضع في مدينة حلب السورية. وقال: نحن مرة أخرى نبحث وضع سورية. بالنسبة لنا، من المهم معرفة موقف روسيا بشكل مباشر. ولذلك، الجهود الرامية إلى تحسين التفاهم المتبادل مستمرة. وبطبيعة الحال، القنوات المفتوحة بشأن القضايا المتعلقة بالوضع في حلب، فقط، تزيد من أملنا.

أضاف، إن بلاده تتفق مع روسيا على ضرورة فصل المعارضة المعتدلة في سورية، عن الإرهابيين، لكنها تدعو إلى عدم إطلاق تسمية «الإرهابيين» على الجميع. مشيراً، إلى أن هناك قائمة للمنظمات الإرهابية التي وضعتها الأمم المتحدة وأن تركيا تعتبر تلك المنظمات إرهابية أيضا وتعتبرها عدوة لها. وقال: إذا كانت هناك تشكيلات مرتبطة بالمنظمات الواردة أسماءها، في تلك القائمة، فيجب فصلها عن المعارضة. وستتخذ بحقها التدابير اللازمة. لكن من المهم عدم إطلاق تسمية «الإرهابيين» على الجميع من دون تفريق.

وكانت الخارجية التركية أكدت، في وقت سابق، أن أنقرة ستشارك في اللقاء حول سورية، الذي يعقد غدا في لوزان. وقالت: الوضع في حلب يثير قلقا كبيراً والوضع في سورية بشكل عام كارثي. مضيفة: نحن سنشارك وسنطرح أفكارنا وكيفية التوصل إلى تسوية في حلب.

إلى ذلك، أكد الكرملين أنه سيرحب بانضمام بريطانيا، المحتمل، لمحاربة الإرهاب في أراضي سورية. لكنه شدد على أن استخدام القوات البريطانية ضد السلطات السورية الشرعية، أمر مرفوض.

وقال دميتري بيسكوف، الناطق الصحافي باسم الرئيس الروسي، في تعليقه على دعوة وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، لدراسة انضمام لندن للعمليات القتالية في أراضي سورية: «بأي هدف؟ لماذا؟ ويجب علينا أن ننتظر توضيح كل هذه النقاط». مضيفاً: إن جهود أي دولة لمحاربة الإرهاب تستحق أعلى تقييم، لكن إن كانت تلك الجهود رامية لمواجهة السلطة الشرعية في بلد آخر، فلن يحصل مثل هذا الدور على تقييم إيجابي.

وامتنع بيسكوف عن التنبؤ بالنتائج المحتملة للقاء لوزان، المقرر غدا لبحث فرص استعادة وقف إطلاق النار في سورية. لكنه وصف هذا اللقاء بأنه الساحة الوحيدة المتبقية لتبادل الآراء ووضع مقاربات مشتركة.

بدوره، أكد جونسون، إنه لا يجوز لبريطانيا أن تتمسك بـ «الآمال الكاذبة» في فرض منطقة حظر جوي فوق حلب، لإيقاف القصف الجوي على أحياء المدينة الشرقية. وقال: يجب أن أقول لكم، إنه في المرحلة الراهنة الشيء الأساسي هو ألا تكون لدينا آمال كاذبة. إننا نعرف الصعوبات والعواقب المرتبطة بفرض منطقة حظر طيران، أو منطقة حظر قصف.

ولوح الوزير البريطاني بأنه «إن كان هناك مزيد من الإجراءات يمكننا أن نتخذها، مع حلفائنا بطريقة عقلانية وعملية، فعلينا، طبعا، أن ندرس تلك الإجراءات».

جاء ذلك في وقت، حذرت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، من أن أي أعمال عدوانية ضد القوات الروسية في سورية، لن تبقى من دون رد مناسب. وقالت: روسيا لن تسمح لأحد بتعريض حياة مواطنيها، بمن فيهم العسكريون، للخطر. وأي أعمال غير ودية حيال روسيا، لن تبقى من دون عواقب.

وأكدت زاخاروفا، في إيجاز صحافي، أمس: إن الدعاية الغربية حول أحداث حلب تخدم، في الواقع، مصالح الإرهابيين. وإن القضاء على بؤرة الإرهاب في سورية بفعالية، يتوقف على توحيد جهود الحكومة السورية وكل القوى البناءة للمعارضة السورية الداخلية والخارجية.

وأعلنت انفتاح بلادها للتعاون بفعالية مع شركائها في المنطقة والعالم، من أجل إحلال السلام، في سورية، بأسرع ما يمكن والقضاء على الإرهاب هناك والمساعدة على تسوية الأزمة الداخلية في هذا البلد، على أساس القانون الدولي.

وقالت: إن مبادرة المبعوث الأممي الخاص لسورية، حول إخراج مسلحي «جبهة النصرة» من حلب، تتطلب التدقيق. وأن موسكو، إلى جانب دمشق والأمم المتحدة، تبحث عن مخرج للوضع الإنساني المتدهور في سورية ، وحلب بشكل خاص. ودعت إلى التخلي عن النظرة السطحية للوضع وتبني رؤية شاملة له، لإيجاد مخرج من الأزمة.

أضافت زاخاروفا: إن واشنطن وغيرها من القوى الدولية، التي تهاجم روسيا بسبب خطواتها في سورية، لا تستطيع، في المقابل استعراض نتائج أفعالها هناك، بعد قضاء سنوات في سورية، من دون موافقة دمشق وبذريعة مكافحة الإرهاب. مشيرة إلى أن الإعلام الغربي، يتبنى موقفا منحازاً لتغطيته معاناة المدنيين والأطفال في سورية ويتجاهل معاناتهم نتيجة أفعال مسلحي المعارضة.

بدوره، أعلن رئيس دائرة العمليات في هيئة الأركان الروسية سيرغي رودسكوي، استعداد الجيش الروسي لضمان خروج آمن للمسلحين بأسلحتهم وإخراج المدنيين من شرق حلب. منوهاً بأن موسكو وبهدف إنجاح هذه المهمات، مستعدة لبحث ومناقشة أي مبادرات وعروض.

وشدد رودسكوي، على أن روسيا مستعدة للمساعدة في عملية نقل المساعدات الإنسانية إلى المنطقة الشرقية من حلب. مشيراً إلى ضرورة توفير ضمانات أمنية من جانب المسلحين العاملين هناك، لتجنب تكرار الهجمة التي تعرضت لها قافلة الأمم المتحدة يوم 19 أيلول الماضي.

ونوه بأن سبع ممرات إنسانية فتحت في حلب، بهدف ضمان الانتقال الآمن والحر للسكان المدنيين، من الأحياء الشرقية. وذكر بأن ذلك يشمل إخلاء الجرحى والمرضى وتقديم المساعدة الطبية اللازمة لهم. مؤكداً على ضرورة قيام المسلحين بنزع الألغام، في مناطق الممرات الإنسانية. والتوقف عن إطلاق النيران على المدنيين الراغبين بمغادرة الأحياء الخاضعة لسيطرتهم، في شرق حلب.

وقال رودسكوي: إن الدول الغربية تتجاهل استخدام المسلحين، في سورية، للمدنيين كدروع بشرية. مشيراً إلى أن المسلحين يقصفون الأحياء في غرب حلب، بشكل دوري، بما في ذلك بـ»قذائف جهنم» وهو ما يؤدي إلى مقتل العشرات وإصابة المئات يوميا.

أضاف: الغرب يشن حملة إعلامية ضد روسيا، من خلال اتهامها بقصف حلب بشكل عشوائي، من دون تقديم أي دليل حقيقي ملموس، يثبت صحة ذلك. مؤكدا أن استخدام القاذفات من طراز «سو-24» المزودة بمنظومات تحديد الهدف «سترلتس»، يضمن تحقيق إصابات بنسبة مئة بالمئة تقريبا، ضد المواقع والأهداف التي تتعرض لضرباتها في سورية.

وذكر بأن الطيران الحربي الروسي يوجه ضربات دقيقة، خارج حلب وخارج مناطق البناء السكني، قائلا: نحن لا نقصف الأعراس ومجالس العزاء. ويجري تسجيل وقائع كل الغارات الجوية بدقة بواسطة وسائل المراقبة الموضوعية. ولدى الجانب الروسي اتصالات وثيقة وتبادل للمعلومات مع قيادة القوات الحكومية السورية وفصائل المقاومة الشعبية.

وشدد على أنه يجري التحقق بدقة، من صحة المعلومات الواردة حول مواقع ومراكز «داعش» و«جبهة النصرة» والفصائل المتحالفة معهما. وتشطب، من القائمة، جميع الأهداف الواقعة في المناطق السكنية والقريبة من المدارس والمستشفيات والأسواق والجوامع وغيرها، من المنشآت حيث يمكن تواجد المدنيين.

وقد تزامنت التصريحات الروسية، مع اعلان الأمم المتحدة أن تنظيم «جبهة النصرة» رفض مبادرة مبعوثها ستيفان دي ميستورا، حول تقديم الضمانات لخروج مسلحيه من أحياء حلب الشرقية، باتجاه ريف إدلب.

وقال نائب المبعوث الأممي، رمزي عز الدين رمزي: رفض تنظيم «النصرة» الاقتراح. وهو أمر لا يثير الدهشة. وأشار إلى أن الامم المتحدة ما زالت تأمل تنفيذ مبادرة دي ميستورا. موضحا أن دعوة المبعوث الأممي كانت موجهة إلى أولئك الذين يمكنهم أن يساهموا في تنفيذ الخطة. وكشف عن أن الدول التي قبلت مبادرة دي ميستورا، تعمل حاليا في هذا الاتجاه. مضيفا: توجد في سوريا أطراف قد تساعد في تنفيذ ذلك.

وأشار إلى ضرورة إجلاء قرابة 600 شخص، بينهم 400 طفل من حلب، بصورة عاجلة. لكنه أضاف: إن من المستحيل إجلاء المرضى والمصابين، حتى استعادة نظام وقف إطلاق النار في المدينة.

كما أكد رمزي، أن دي ميستورا سيشارك في لقاء لوزان حول سورية. وأنه يجري، في الآونة الأخيرة، مناقشات مكثفة مع جميع الأطراف المعنية، حول العديد من المواضيع الملحة ومنها الوضع الإنساني في سورية وسبل تخفيف مستويات العنف وإطلاق العملية السياسية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى