«المنار»
هل استفاقَ العالمُ بعدَ سُباتِه الطويل، أم أنَّ حجمَ أفعالِ القتلِ والتضليلِ لم يَعُد ينفعُ معه تبرير؟
مقدّمة نشرة أخبار قناة المنار المسائيّة قرأَت هيومن رايتس ووتش في واقعِ مجزرةِ الصالةِ الكبرى في صنعاء، وإنْ تجاوزت مثيلاتِها، فرأت فيها جريمةَ حرب..
وقرأتِ الأونيسكو في شواهدَ تاريخيّة، فصوَّتت على قرارٍ يؤكّدُ أنْ لا صِلةَ للصهاينةِ بالقدسِ ولا بما يسمونَه جبلَ الهيكل.
فهل وقعَ هيكلُ الكَذِبِ على مُدَّعيهِ، أم أنّنا سنشهدُ قريباً معاقبةً لوكالةِ التربيةِ والثقافةِ والتعليم؟ وهل سيعاقِبُ العالمُ القتلةَ السعوديّينَ في صنعاء، أم أنَّ العقابَ بحقِّ هيومن رايتس ووتش حاضرٌ عبرَ ثقافةِ البيعِ والشراء؟
لم يكن اليمنيّون والفلسطينيّون ومعهم الكثيرُ من العربِ والمسلمينَ وأحرارِ العالمِ بحاجةٍ لهذه القراءاتِ ليتأكّدوا أنَّ العدوانَ السعوديَ الأميركيَ يَرتكبُ جرائمَ حربٍ في اليمنِ وغيرِه، وأنَّ الصهاينةَ الممتهِنينَ لكلِّ لغاتِ الإجرام، يرتكبونَ جرائمَ بحقِّ التاريخِ ضدَّ فلسطينَ ومقدّساتِها الإسلاميّةِ والمسيحيّة.
لكنَّ هذه القراءات، شواهدُ إضافيةٌ تُظهرُ حجمَ الضِّيقِ الذي يعيشُه أبناءُ الثقافةِ نفسِها، الممسكونَ بأطرافِ المنطقةِ لسنوات، المختلفونَ بالتسميةِ واللغات، المتطابقونَ بالأفعال؟
في لبنانَ تطابقت المواقفُ والأفعالُ حكومياً، فَفُعِّلَ مجلس الوزراء بجلسةٍ أنتجت عشرينَ بنداً بمشاركةِ التيّارِ الوطني الحر، لتخطُوَ الحكومة بالمشهدِ السياسي خطوةً جديدةً على سكّةِ الإيجابيّة، على أملِ الوصولِ إلى المحطةِ النهائيّةِ نهايةَ الشهر.
«أن بي أن»
اشتدّي أزمة تنفرجي أو تنفجري، هكذا هو حال التطوّرات السوريّة المتسارعة على وقع الكباش الروسي الأميركي، فبعد التصعيد بالكلام والقذائف ضدّ موسكو وسفارتها في دمشق، حذّرت الأخيرة من أنّ أيّ أعمال عدوانيّة ضدّ القوات الروسيّة لن تبقى من دون ردّ مناسب، إلّا أنّ هذا التحذير لم يقفل بشكل نهائي الأبواب الخلفيّة للتفاوض.
«ويك إند» لافروف وكيري يتوزّع بين لوزان ولندن بمشاركة دول أوروبية وإقليميّة كالسعودية وتركيا، وفيما لم يتأكّد بعد الحضور الإيراني، كانت أنقرة تنسّق الجهود مع دول مجلس التعاون الخليجي اليوم أمس .
وفي تصريح لافت، قال الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة مع صحيفة روسيّة إنّه ينظر بإيجابيّة إلى العلاقة الروسيّة التركية، متمنّياً أن تتمّكن روسيا من إحداث تغييرات في السياسة التركيّة.
في لبنان، عقد مجلس الوزراء جلسة جديدة نصف منتجة اتّسمت بطقس هادئ ومستقر لفحه تجدّد الخلاف حول ملف أمن الدولة الذي أطلّ مرة أخرى من نقاش البند المتعلّق بصرف المخصّصات السريّة للجيش وقوى الأمن الداخلي والأمن العام، ما أثار اعتراض الوزيرين ميشال فرعون والياس بو صعب لعدم شمولها أمن الدولة.
على أيّ حال، فإنّ الجيش والأمن العام جنّبا لبنان موجة جديدة من التفجيرات الإرهابيّة كان يُراد لها أن تستهدف أماكن عدّة من بينها مجالس عاشورائيّة، معلومات الـ»أن بي أن» تشير إلى أنّ الشبكة الموقوفة مؤلّفة من أشخاص من التابعيّة السوريّة، وتمّ رصدهم وتتبّعهم بعد الاشتباه بحركتهم في حيّ السلّم والضاحية وبيروت. الموقوفون اعترفوا بالانتماء إلى جماعات إرهابيّة كانت تخطّط لاستهداف الأمن اللبناني عبر عمليات انتحاريّة، والتحقيق لا يزال جاريا.ً
الأجهزة الأمنيّة تداركت الإرهاب في الضاحية، فيما فاجأتها جريمة مروّعة راح ضحيتها شاب ووالداه وأحد المارّة في منطقة عشقوت، أمّا الخلفيّة فهي كلب، نعم صدّقوا إلى أين وصلنا.
«او تي في»
على عكس ماكينات الكذب والتضليل والتشويش، خصوصاً تلك الموروثة من عهود بائدة، تبدو الأمور سائرة في اتّجاه واضح … لا بل تبدو الرؤية منقشعة إلى حدّ ما، وهي منفتحة على معالم طريق شبه معلنة: أولها عودة الرئيس سعد الحريري إلى بيروت، بما ستحمله من مضامين ودلالات، خصوصاً بعد محطّتها السعودية وبعد برَكتها الفرنسيّة المطلّة على بعد إقليميّ آخر. بعدها، ستكون كلمة العماد ميشال عون يوم الأحد المقبل، وهي التي تؤكّد معلومات الـ «أو تي في»، أنّها ستكون أقرب ما يكون إلى مشروع عهد، إذا صدقت العهود، أو قسم وعد للذين مضوا، باستعادة وطنٍ للّذين صمدوا. بعد العودة والكلمة، ستتّجه الأنظار إلى الكلمة النهائيّة للرئيس الحريري، في اجتماع لكتلته النيابيّة، أو في إطلالة إعلاميّة خاصة، لتنطلق بعدها عمليّة إنجاز آخر التفاهمات على قاعدة أنّ الوطن يتّسع للجميع، وأنّ التسوية الميثاقيّة التاريخيّة لا يمكن أن تستثني أحداً. هذه المحطات يترقّبها كلّ اللبنانيين، بلا عوارض أوهام، ولا أمراض إحباط … بل بدقّة وتحفّظ وحذر … وبأمل وصلاة وعمل. وهو ما بدأته ماكينة التيار الوطني الحر، تحضيراً لاحتفال 16 تشرين … في هذا الوقت، تعود حكومة تمام سلام إلى العمل جزئيّاً، بين حسن نيّة العائدين إليها، ولا ميثاقيّة مهرّبي جدول جلساتها والمستفيدين من انتقائيّة قراراتها. وفيما يحبس اللبنانيّون أنفاسهم تطلّعاً إلى الحل، خُطفت أنفاس أربعة مواطنين في شجار بين أمني وجيرانه ومصلح مسكين بينما السبب كلب. تفاصيل جريمة عشقوت، التي تفرّدت محطتنا بوقائعها ومشاهدها الأولى، في تقرير خاص ضمن نشرة الـ»أو تي في».
«الجديد»
بلدٌ الكرامةُ فيه غضب والمحبة غضب، يثورُ العونيّونَ على تِشرينِهم فيقعُ الغضبُ بينَ تيّارِهم والمنشقّينَ. بالإكراه يغضبُ أباً عُواءُ كلبٍ أزعجَ ابنتَه فيقتلُ أربعةَ أشخاصٍ من دونِ تردّد وبلا التفاتةٍ إلى أنّه ابنُ دولةٍ يُحافظُ على أمنِها العام. سلّم القاتلُ نفسَه وحَزِنت عشقوت على أبنائِها المتمدّدين أرضاً، لكنَّ الجريمةَ شخصيّةَ الدوافعِ ظلّت في أرضِها الخاصة، ولم تُنسَبْ إلى مديريةٍ كان أمنُها أكثرَ مِن عام، وظيفتُها اعتلت مراتبَ عُليا في ملاحقةِ الإرهاب، وحِيالَ ذلك أكّد المديرُ العامّ عباس إبراهيم، أنّ ما باتَ لدينا من خِبرةٍ بمواجهةِ الإرهابيّين مكّننا مِن أن نكونَ متقدّمينَ على بعضِ الأجهزةِ الأجنبيّة بكلِّ ثقة، ووضعَ عمليّةَ توقيفِ الشيخ بسام الطراس في إطار «صُنع في لبنان» مئةً في المئة. لبنانُ يتقدّمُ أمنيّاً ويتخلّفُ سياسياً بالتعطيلِ والمقاطعةِ والزوربة وسدِّ الأبوابِ بالسلال. وإذا كان التيارُ الوطنيُّ صاحبَ قضيّةٍ في ذكرى الثالثَ عَشَرَ مِن تِشرين، فإنّه لم يُعرفْ حتى تاريخِه ماذا يريد، فالإغراءُ الرئاسيُّ يُسيلُ لعابَه ويدفعُه إلى نِصفِ شارع، إلى نِصفِ حضورٍ وزاريّ، نِصفِ موقف، وهذا الأداءُ قد يُبقيه عند منتَصَفِ جسرِ الموتِ السياسيِّ بينَ بعبدا والرابية، فيما المطلوبُ هو الحَسمُ واتخاذُ قرارٍ لا يستجدي جوائزَ رئاسيّة، فإما أنتُم في مجلسِ الوزراءِ وإما خارجَه، إمّا في مجلسِ النوّاب وإمّا مستقيلون منه، إمّا في الشارعِ وإمّا في بيوتِكم تفاوضون على حقِّكم، لكن «إجر بالبور الرئاسي وإجر بالفلاحة السياسيّة» لن يوصلَكم إلى بعبداكم، والحلُّ الأكثرُ تحقيقاً لعدالتِكم بعد تعبِ السنين هو الخروجُ من عضوية المجلس والحكومة معاً، عندئذ سيلحقُ بكم الناسُ إلى الشارع، لكنّ انتظارَكم على قارعةِ الحريري لن يفيدَ في القضيّة، فالحريري أيضاً ينتظرُ غيرَكَم، والمِسكينُ قرارُه ليس ملكَه فهو قصدَ الرياضَ مَسوّقاً مبايعةَ عون الرئاسيّة، فعُثرَ عليه في الخارجيّةِ الفرنسيّة يلتقي جان مارك إيرولت. ما يعني أنّ انتظارَه صاحبَ القرارِ في المملكةِ سوف يَطول، والمقرّرُ المنُتظرُ إذا ما سُئل عن الحريري وعون معاً، فإنّه يُبدي علاماتِ التأفّفِ المصحوبةَ بعدمِ الرضى. وعليهِ، فإنّ كلَّ ما أُشيع عن إيجابيّات سابقاً، وعن لقاءٍ جمعَ الحريري بأطراف سُعوديّةٍ، كان مِن نسيجِ الخيال. حيث أنّه لتاريخِه، ووَفقَ معلوماتٍ موثوقٍ بها للجديد، لم يجرِ أيُّ لقاءٍ بينَ زعيم المستقبل وأيِّ أميرٍ في المملكة. وبناءً على هذه النتيجةِ، فإنّ عون يخرجُ بلا ثورةِ في 13 تِشرين، وبلا رئاسةٍ في الحادي والثلاثينَ مِن تِشرين.
«ال بي سي»
تتعدّد المآسي والموت واحد، وتتعدّد الحوادث والذهول واحد، هل هو تفلّت السلاح؟ هل هو استسهال القتل؟ أم هي الانفعالات الخارجة عن كلّ ضوابط، أو التقصير في إنجاز المعالجات في الوقت المناسب ليوضع المختلفون وجهاً لوجه؟ الجريمة عنصر من الأمن العام يقتل أربعة من جيرانه، والأسباب وفق المعلومات الأوليّة خلاف على تربية الكلاب، يُقتل مربي الكلاب واثنان من أفراد عائلته وجاره، ويُلقى القبض على الجاني لكنّ المعالجة لم تتحقّق. هذه المأساة تطرح قضيّة معالجة الخلافات والتإخر في إيجاد الحلول لها إلى درجة أنّ المختلفين يصبحون أمام بعضهم البعض.
ومن عشقوت إلى الضاحية، أشقاء عروس يستردّون العريس لإجراء مصالحة فيعاجلونه برصاصة في رأسه، المأساة أنّ القاتل والقتيل أبناء عم من آل مشيك، والقاتل عسكري في الجيش.
ومن مأساة عشقوت إلى السياسة اليوم أمس ، الذكرى 26 لعملية 13 تشرين 1990 التي انهت حقبة العماد عون في قصر بعبدا رئيساً للحكومة الانتقالية. رئيس تكتّل التغيير والإصلاح يستخدم الذكرى منصّة سياسيّة لتأكيد أحقيّته في العودة إلى قصر بعبدا رئيساً للجمهورية. على الأرض تحضيرا للأحد الكبير، وفي الكواليس اتصالات لتكون جلسة 31 تشرين الأول مختلفة عن سابقاتها.
«ام تي في»
زرع حزب الله الكثير من الألغام على درب الرئيس سعد الحريري الذي توجّه إلى الرياض سعياً إلى استبدال ضوئها البرتقالي على ترشيح العماد عون بآخر أخضر. الألغام لم تُحبط سعي رئيس المستقبل الذي توجّه إلى فرنسا والتقى وزير خارجيّتها، ولم تفقد التيار الحر الأمل في الحصول قريباً على تأييده، فبحسب معلومات التيار أنّ الحريري بات يخوض في تفاصيل ما بعد ترئيس عون، شكل رئاسة الحكومة ومشاركة حزب الله فيها وضمانات بقائها. في الانتظار، يواصل التيار الحر استعداداته لنزول ناجح إلى الشارع.
أمّا مجلس الوزراء الذي اجتمع فلم يتمكّن من ترجمة دعوة السيد نصرالله إلى استئناف العمل، فهو ما كاد يصل إلى البند 290 الذي يعالج مسألة أمن الدولة، حتى تكربجت اندفاعته وتفرّق وزراؤه وتوقّفت الآلة الإجرائيّة لمصلحة وعد جديد من رئيس الحكومة بحلحلة العقدة العاصية.
وانقضى الأمر بصرف بعض الأموال للمزارعين المتضرّرين وللوزارات والأجهزة كي تتمكّن من تسيير شؤونها، وفي الوقت الضائع جريمة رباعيّة مروّعة في عشقوت، والدوافع كلب مزعج.