الفلسطينيون… الخاسرون الأكبر في الأزمة السورية
الفلسطينيون… الخاسرون الأكبر في الأزمة السورية
الفلسطينيون، كأيّ شعب عربيّ، انقسموا حول الأزمة السورية بفعل الضخّ الإعلاميّ والتعبئة الإخوانية، وإساءة فهم طبيعة الخلافات التي حصلت ما بين الدولة السورية وبعض الفلسطينيين. وهذا أمر طبيعي. فليس الشعب الفلسطيني وحده من انقسم حول الأزمة السورية. فالسوريون أنفسهم أوّل من انقسم حول أزمته. ولكن لحبّ البعض في تحميل شعبنا الفلسطيني، وهو جبل المحامل وزر أزمته وكما تعودنا على مرّ السنين، أن تحمل في الشام وتلد في حجرنا، فلا الصفحات الوطنية أنصفتنا ولا حتى إعلام «المعارضة». فالإعلام الوطني والصفحات الوطنية تكيل لنا الشتائم وتحمّلنا المسؤولية عمّا جرى. وفي الوقت نفسه إعلام «المعارضة» يدين نضالنا المشروع إلى جانب الدولة السورية، واعتبار أنّ ما يحصل على الأرض السورية معركة فلسطينية.
أيها السوريون الشرفاء، أرجو ألّا تحمّلونا ما لا طاقة لنا به. كلّ شعب عربيّ لديه وجهتا النظر، وأنتم أوّل من انقسمتم في وجهات النظر، وتم افتراس البعض منكم بفعل الضخّ! الإعلامي وأموال البترودولار والقائمة تطول. هل تودّون أن أذكّركم؟
إن من يوجّه اللوم إلى الشعب الفلسطيني يودّ أن يعفي نفسه من أيّ التزام تجاه القضية الفلسطينية التي هي جوهر الحرب الدائرة في سورية. وإن وجود خونة في شعبنا كباقي الشعوب ليس بالمبرّر لأيّ شخص أن يتخلّى عن القضية الفلسطينية، لأنه بصراحه لن تهنأ المنطقة بالأمان وهذا السرطان الصهيوني يجول في منطقتنا، وإن اقتلاعه هو المقدّمة الأولى لإنهاء حالة التشرذم والتخلّف الذي تعيشه منطقتنا.
هشام هشام