أبي وطني

صاح جنين في رحم أمه

يا وطناً تهت بحثاً عن معناه

قالوا فدىً وقالوا جلالاً

فتهت أكثر في محتواه

قالوا ثورة أخذت شباباً

وعيوناً غابت تبحث عن مداه

قالوا وجوداً وقضية حق

وترانيم حيرتني في مغناه

يا وطناً من أنت؟ فتارةً أخالك

شيخاً وتارةً ملكاً أتوق لملتقاه

أم أنك طفل ضائع خطفته

أيادٍ والكلّ بعدك تاه

جارتنا تزغرد فرحاً لمنية

خطفت زهرة بيتها وتقول فداه

وصوت رجل يعلو ألماً

تهدم بيته واسمك يرفرف في سماه

من أنت بحق الله؟ ففي كلّ

حديث لك همس يتردّد صداه

بريت شوقاً لصنع ملامحك فمن

القوة والعنفوان أرى فيك شباه

ومن عزّة وتضحية مؤكّد

قد صنعت منك أعالي الجباه

يا وطناً تعبت بحثاً وحلي

لرؤياك خروجي من رحم أهواه

فقرّرت خروجاً علّني بعيني

التقط ملامح لوطن صرت أتمنّاه

رنوت حولي أناس كثيرون

فمن أنت منهم يا تراه

وفجأةً تعلو جبيني يد خشنة

قوية تحكي لي ما كنت أراه

تحكي عزة وشموخاً من فوح

عطر أعشاب عشقت محتواه

تفوح أماناً وراحةً تشبه ما

كنت أسمعه في كوني وأهواه

فأيقنت أنها يد الوطن وقلت

هذا ما كنت أبحث عن مسمّاه

يد أبي هي الوطن هي الأمان

لروحي ولجسدي مأواه

أبي يا عشقاً تاه في أضلعي

ونسج لي في كوني عظيم مثواه

من خشونة يدك نعومة الحياة

ومن رائحة تعبها عطر كنت أتمناه

ها قد وجدتك ياوطن

أبي وطني وغيره لن أرضاه

اسمه تردّد في صدى نفسي

أبي وطن عشقي عيناه

فاحفظه ربّي وملكه من عمري

فإني أتمنّى أن أكون فداه!

إخلاص العقدة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى