بوتين يدعو واشنطن وباريس لتجنّب إصابة المدنيين
من الواضح أن معركة تحرير مدينة الموصل العراقية، التي يسيطر عليها «داعش»، ستؤدي إلى تصادم مصالح عدد من اللاعبين الإقليميين والدوليين: أميركا، إيران وتركيا. ففحين تسعى إيران إلى دعم الجيش العراقي في هذه المعركة الوطنية، التي سيشارك بها «الحشد الشعبي» و«البيشمركة» والعشائر، فإن تركيا تنوي إنشاء «رأس جسر» عسكري، لدعم التنظيم التابع لمحافظ الموصل الفار، أثيل النجيفي، على غرار ما فعلته بعدوانها المستمر في شمال سورية، تحت مسمى عملية «درع الفرات»، بالاضافة إلى سعي أنقرة وواشنطن والرياض، لفتح كوة في جدار الحصار الذي يعيشه «داعش»، بهدف تهريب عناصره تجاه دير الزور والرقة وتدمر في سورية.
في هذا السياق، بدأت السلطات العراقية نقل عشرات الدبابات وراجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة، من خازر باتجاه الضواحي الشرقية لمدينة الموصل، استعدادا للمعركة المقبلة ضد «داعش».
وتوّقعت مصادر أن تكون الاستعدادات الميدانية هي الأكبر في العراق، منذ الغزو الأميركيّ عام 2003، في وقت رجح فيه مسؤولون عراقيون أن يبدأ هجومٌ بريٌ واسع النطاق هذا الشهر، بدعم من سلاح الجو الأميركي، إضافة الى «البيشمركة» و«الحشد الشعبي».
وفي هذا الوقت، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الولايات المتحدة وفرنسا إلى أن تكون تحركاتهم في الموصل حذرة للغاية، لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين.
وقال بوتين أمس: نأمل من شركائنا الأميركيين ومن الشركاء الفرنسيين، أن يتحركوا بشكل انتقائي وأن يبذلوا كل شيء، من أجل تقليل والأفضل، منع وقوع ضحايا في صفوف المدنيين.
أضاف: نحن بالتأكيد لا ننوي إثارة هستيريا حول هذه القضية، كما يفعل شركاؤنا في الغرب، لأننا ندرك أن مكافحة الإرهاب أمر ضروري وليس هناك سبيل آخر، باستثناء المكافحة الفعلية.
ورأى أن هناك تشابها بين عمليات روسيا في حلب، حيث تحاول القوات الروسية منع وقوع كارثة إنسانية، الأمر الذي ينتقده الغرب وما يحدث في الموصل.
وشدد على أن «وجه الشبه واضح»، متابعا: بالطبع، نحن الآن قادرون على مخاطبة شركائنا الغربيين في الموصل، بأن هناك أيضا، العديد من المدنيين يعيشون وهم بمئات الآلاف. وأن استخدام الطيران والمدفعية أمر خطير جدا، لجهة احتمال سقوط ضحايا.
من جهته، أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أنه لن يسمح للقوات التركية بالمشاركة في عمليات تحرير الموصل من «داعش»، متحدياً الجانب التركي إبراز أي وثيقة تثبت مطالبة العراق لتركيا بإرسال قوات إلى بلاده.
وأكد في كلمة له: أن لا أحد يستطيع فرض إرادته على العراقيين. مشدداً على أن هذه المرحلة هي مرحلة «توحّد لكل القوى العراقية. وهناك موقف وطني موحد لتحرير الأرض. معتبراً أن القوات العراقية وحدها تقاتل على الأرض.
وشدد العبادي على أن العراق يقلب الصفحة الأخيرة لوجود «داعش» على أراضيه، كاشفاً عن وجود خطة كاملة لتحرير منطقة الحويجة، في كركوك، من قبضة التنظيم.
بدوره، أعلن رئيس «إقليم كردستان»- العراق، مسعود البرزاني، اتخاذ الاستعدادات كافة للبدء بعملية تحرير الموصل من «داعش».
وأشار إلى أنّ الحكومة الاتحادية وحكومة «إقليم كردستان» اتفقتا على إنشاء مجلس سياسي مشترك، للسيطرة والإشراف على الأوضاع بعد تحرير المدينة.
وقال البرزاني، إنه جرى الاتفاق بين قوات «البيشمركة» وقوات الجيش العراقي وحدّدت المهمات والمسؤوليات العسكرية لكل القوات والوحدات المشاركة في العملية بدقة. مؤكداً أنه ستتّخذ الإجراءات كافة، معا، لمنع حدوث حالات غير مرغوب فيها.
وكان مدير مكتب منسقية الناطق باسم «الحشد الشعبي» حسين الاسدي، قال، إن الاستعدادات لمعركة الموصل استُكملت. وإن «الحشد الشعبي» ملتزم بخطط القائد العام للقوات المسلحة بمعركة الموصل، كما التزم بالمعارك الأخرى.
وفي حين أكد أن «التزامات الحشد هي شأن داخلي ولا علاقة لها بالخارج»، اعتبر أن «الأميركيين وحلفاؤهم يعرفون أن دخول الحشد الشعبي في معركة الموصل، لن يحقق اهدافهم».
وختم بالقول: إن» الموصل تحتاج إلى خطط جديدة، لأن استراتيجية المعركة تختلف».
ميدانياً، نفذت المدفعية الاميركية، قصفاً على مواقع «داعش» غرب الموصل. وقال قائد قوات «البيشمركة» المنتشرة على محور معسكر «بعشيقة» عمر حسين، إن سلاح المدفعية التابع للجيش الأميركي قصف، للمرةالأولى، مواقع «داعش» قرب الموصل. مشيراً إلى أن المدفعية الأميركية ستواصل قصفها لمواقع «داعش».
من جهتها، اعتبرت «جماعة علماء العراق» أن علامات انهيار «داعش» بدت واضحة للعيان، مع انطلاق عمليات تحرير الموصل واطراف محافظة نينوى، من هيمنة التنظيم المجرم.