في الذكرى الــ34 لاختطاف الرفيق طوني روكز
سايد نكت
الرابع من تشرين الأول، قبل 34 سنة، كان يوماً أسود، فقد تمّ خطف الرفيق طوني روكز منفذ عام الطلبة ، والجهة الخاطفة يومذاك هي «القوات» التي شكّلت جزءاً من عملية الاجتياح الصهيوني للبنان بكلّ ما أحدث من دمار ومجازر.
في هذا اليوم، نتذكّر طوني روكز، الذي لا يزال قيد الاختطاف حتى اليوم، نتذكّره بوجهه الصبوح المشعّ تفاؤلاً بالنصر، وهو الذي اتّبع خطى معلّمه سعاده، فتميّز في مدرسة النهضة بالنضال والإقدام والشجاعة، مؤمناً بوقفة العزّ وبالارتقاء إلى علياء الشموخ… فشمخ بتضحياته ومسيرة مقاومته ضدّ الاحتلال والعدوان.
نتذكّره، منفّذاً عامّاً للطلبة، يوم كنّا معه في هيئة منفذية واحدة، كان منفّذاً عامّاً جديراً بمسؤولياته، وكنّا قلباً واحداً وحركة لا تهدأ، معه لم نعرف الاستكانة.
كان هادئاً كالنسيم، وفي أوقات الشدّة زوبعة فعل ونضال، متواضعاً يسير إلى مهامه بخطوات ثابتة، يعشق السائرين على الدرب، عايشناه في الأيام الصعبة، ناضلنا سويّاً في نطاق منفذية الطلبة الجامعين، ومعاً كنّا في صروح الطلبة والشباب، في الجامعات، في الأنشطة الثقافية، في الجمعيات العمومية والتظاهرات.
في الحصار قَصَفَنا العدوّ بأطنان من البارود، فكان ردّنا قناطير من الصمود والمقاومة… فكانت هزيمة العدوّ وخروجه من بيروت ذليلاً صارخاً: «لا تطلقوا النار إننا راحلون».
آخر محطّات نضالنا معاً، كانت في الاجتماع الذي عُقد تحت الحصار، حيث ارتفع صوتنا رفضاً لإملاءات العدو الصهيونيّ وشروطه، وكنّا يومذاك على ثقة بأنّ كلّ يد تمتدّ إلى صداقة العدوّ ستُقطع.
سنتذكّرك دائماً يا رفيقنا الحبيب، في بهاء الطلّة، ستتذكّرك شوارع الحمراء ورأس بيروت وأرصفتها، و«أوتيل نابليون»… وصروح الطلبة، سيذكرك مطلّ البحر وكلّ الرفقاء.
اختطفوك، لكنّك لا تزال معنا، في مسيرة نضالنا ومقاومتنا ضدّ العدوّ الصهيونيّ وعملائه وقوى الإرهاب والتطرّف.
لن ننساك يا رفيقي… فنحن نهضة لا تنسى أبطالها.