مصر تتسلّم مروحيات روسية محميّة بمنظومة ضد الصواريخ
شارك قرابة 200 عسكري روسي ومصري، في أول عملية إنزال مشتركة لوحدات قوات المظليين من الدولتين، ضمن التدريبات الجارية في مصر.
وأوضحت وزارة الدفاع الروسية، في بيان: إن عملية الإنزال الأولى نفذت صباح الأربعاء 19 تشرين الأول، على أرض غير مألوفة، من على متن طائرات «إيل-76 إم دي»، التابعة للقوات الجوية والفضائية الروسية وطائرات « -130 « و« Casa» للقوات المسلحة المصرية، أثناء تحليق تلك الطائرات على ارتفاعات 610 أمتار و1829 مترا و2134 مترا. كما شارك المظليون الروس والمصريون، في أول تدريب على الرماية القتالية، تبادلوا خلاله أسلحتهم النارية.
وقال أحد العسكريين الروس، المشاركين في التدريبات، في تصريح لوكالة «نوفوستي»: إن المظليين الروس جربوا بنادق «M4 « أميركية الصنع، التي يستخدمها الجيش المصري. ووصف الجندي تركيبة هذه البندقية بأنها غير معقدة على الإطلاق. وأكد أن وزنها أقل من وزن بندقية «كلاشنيكوف»، لكنها أكثر تعرضا للارتداد أثناء الرماية. مؤكداً أن العسكريين الروس تمكنوا من إصابة كل الأهداف العشرة المنصوبة، بعشر طلقات، أثناء الرماية بالبنادق المصرية.
وأعتبر الجندي يفغيني ميتكين، أن بندقية «كلاشنيكوف»، حسب رأيه، أفضل بكثير، بالمقارنة مع البنادق الأميركية الصنع. وأن قدرات الأسلحة الروسية أعجبت العسكريين المصريين، أيضا. موضحا أن المظليين المصريين أطلقوا النار من بنادق «إيه كيه إيس-74» وهي بنادق «كلاشنيكوف» مطورة خصيصا لقوات المظليين، تحمل سبطانات قذف القنابل المخصصة لبنادق «كلاشنيكوف».
وبالتزامن مع مناروات «حماة الصداقة 2016»، تسلم الجيش المصري مروحيات «مي 171» الروسية، المزودة بأجهزة مقاومة للصواريخ المضادة للطائرات، من طراز «بريزيدنت أس».
ونشر الموقع الالكتروني التابع للجيش المصري، لمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ 43 لحرب تشرين، مقطع «فيديو» يؤكد تسلم تلك المروحيات، المزودة بمنظومة الحرب الالكترونية «بريزيدنت أس»، المخصصة لحماية الطائرات والمروحيات من صواريخ أرض – جو ومنظومات الدفاع الجوي المنقولة على الكتف. الا أن وزارة الدفاع الروسية، لم تعلق على الخبر، كما جرت العادة، بما يخص المعلومات عن التعاون العسكري التقني مع مصر.
في هذا السياق، قال عضو مجلس النواب المصري محمود بدر، إن المناورات والتدريبات المصرية – الروسية المشتركة «حماة الصداقة 2016»، التي بدأت يوم 15 تشرين الأول، عادت بنفع كبير على كلا البلدين وحقق ضباط وجنود الطرفين استفادة كبيرة منها، لما للجيشين المصري والروسي من خبرات هائلة في المجالات القتالية، خصوصا المظلات.
أضاف: في تصريحات صحافية، أمس، إن مصر كانت حريصة دائماً على إجراء مناورات مشتركة مع الدول الكبرى، مثل فرنسا، ألمانيا، إيطاليا وأميركا، لدعم جهود وتدريبات الجيش المصري وإكسابه خبرات جديدة، تضاف إلى تاريخه الكبير. لذلك، فإن التدريبات الحالية، التي ستستمر حتى يوم 26 تشرين الأول، تعد إضافة كبيرة.
وأكد أن الجيش الروسي معروف بقوته ومهارة ضباطه وجنوده. وكذلك الجيش المصري، لديه مهاراته وخبراته الواسعة. وبالتالي، فإن اللقاء بين الطرفين ستنتج عنه مساحة كبيرة من التعاون والتفاهم الضروري في المرحلة الراهنة، التي يواجه فيها العالم كله شبح الإرهاب، الممول من جانب دول كبرى.
ولفت إلى أن مصر كانت تجري، في السابق، تدريبات مشتركة بشكل شبه سنوي، مع القوات الأميركية، كانت تحمل اسم «مناورات النجم الساطع»، لكن مع قيام الثورة في مصر، توقفت هذه المناورات تماماً، لأن الولايات المتحدة خافت على قواتها.
وأوضح أن مصر حريصة على إجراء هذه المناورات والتدريبات مع الجانب الروسي، ليس فقط في سلاح المظلات، لكن يجب أن تشمل التدريبات الأسلحة كافة، لرفع الكفاءة القتالية للقوات في البلدين، خصوصا مع توجه مصر، في الفترة الأخيرة، إلى تنويع خبراتها ومصادر تسليحها.
ونوه بأن المصريين يكنون كل الحب والاحترام للشعب الروسي، الذي ساند مصر على مر التاريخ الحديث، بداية من عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، مروراً بحرب أكتوبر التي انتصر فيها المصريون بسلاح روسي على «إسرائيل»، التي كانت تحمل السلاح الأميركي وأخيراً موقف روسيا الداعم للثورة المصرية.