بوتين يؤكد للأسد ثبات الموقف الروسي تجاه سورية

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في اتصال هاتفي مع نظيره السوري بشار الأسد، أمس، ثبات موقف بلاده تجاه سورية، المتمثل بالاستمرار في محاربة الإرهاب والحفاظ على وحدة الأراضي السورية.

من جانبه شكر الرئيس الأسد، للرئيس بوتين، الجهود التي تبذلها روسيا على الساحة الدولية، رغم الضغوط التي تتعرض لها من بعض الدول، لثنيها عن الاستمرار بالتمسك بقواعد القانون الدولي واحترام سيادة الدول. وأكد تصميم سورية على مكافحة الإرهاب، بالتوازي مع إنجاز المصالحات الوطنية والاستمرار بالعمل باتجاه تفعيل المسار السياسي، لحل الأزمة في سورية.

من جهة ثانية، بحث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس، مع الرئيس الروسي، سبل التوصل إلى اتفاق لإخراج مسلحي تنظيم «جبهة النصرة» من مدينة حلب.

ونقلت وكالة «الأناضول» عن أردوغان قوله: بحثت مع الرئيس بوتين الأوضاع في مدينة حلب السورية. وأبلغني بأنهم أوقفوا القصف عليها. وأشار إلى أن بوتين دعاه إلى التعاون لإخراج «النصرة» من حلب. و«قمت بدوري بإبلاغ المعنيين للقيام بما يجب. واتفقنا على القيام بهذه الخطوة كي نتيح لأهل حلب فرصة العيش بأمان».

في غضون ذلك، أكد الكرملين أن الرئيس بوتين سيشارك في لقاء ثلاثي ببرلين، سيجمعه مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، لبحث التسوية السورية.

من جانب آخر، أعلن قصر الإليزيه، أن هولاند وميركل ينويان، خلال اللقاء الثلاثي في برلين، دعوة بوتين إلى تمديد الهدنة الإنسانية، التي ستدخل حيز التنفيذ في حلب اليوم، لمدة ثماني ساعات.

في هذا السياق، أكدت هيئة الأركان الروسية، أن القوات الجوية والفضائية الروسية والطيران السوري، لا يوجهان أي ضربات جوية إلى مواقع الإرهابيين في أحياء حلب الشرقية، لليوم الثاني على التوالي، تمهيداً لدخول الهدنة الإنسانية حيز التنفيذ.

وأعلن رئيس دائرة العمليات لهيئة الأركان الروسية، الجنرال سيرغي رودسكوي، أن العسكريين الروس والسوريين قرروا تمديد الهدنة الإنسانية اليوم لمدة ثلاث ساعات، تبدأ من الساعة الثامنة صباحاً و تنتهي الساعة السابعة مساء.

وأشار إلى أن العسكريين الروس سيرصدون خروج المدنيين والمسلحين من حلب، باستخدام «كاميرات الويب» وطائرات من دون طيار. وأن قيادة الجيش السوري أصدرت أمراً بسحب قواتها إلى مسافة تسمح للمسلحين بمغادرة المدينة، معرباً عن أمله في أن الولايات المتحدة وغيرها من الجهات المعنية، ستؤثر في قادة المسلحين لتأمين خروجهم من حلب.

وأكد أن موسكو ودمشق نفذتا التزاماتهما الخاصة كافة، بإجراء العملية الإنسانية في حلب. مشيراً إلى بدء ضباط من مركز المصالحة الروسي والجيش السوري وممثلين عن سلطات حلب، من أجل تنسيق العملية الإنسانية لإخلاء المدنيين والمسلحين من حلب.

وذكر أنه جرى إبلاغ سكان حلب الشرقية والمسلحين مسبقا، بوجود ممرات إنسانية وقواعد للمرور فيها، عبر إلقاء أكثر من 150 ألف منشور. وجدد التذكير بأن ثمانية ممرات ستفتح لإخلاء المواطنين، بينها اثنان لخروج المسلحين، موضحا أن أحد الممرين يؤدي إلى الحدود السورية- التركية والثاني، من سوق الحي إلى إدلب. وأنه يمكن استخدام الممرين المذكورين، لإخلاء المرضى والجرحى ونقلهم إلى مستشفيات حلب الغربية.

من جهته، أكد مصدر رسمي في الخارجية السورية، أنه تم تنفيذ سحب وحدات الجيش السوري، إلى مسافات تسمح للمسلحين بمغادرة الأحياء الشرقية في مدينة حلب، عبر ممرين خاصين. وأنه تم ترتيب نقل السكان المدنيين من دون قيود. وتوفير نقل الجرحى وخروج المسلحين مع سلاحهم، من دون عوائق، من الأجزاء الشرقية للمدينة.

يذكر، أن المعابر التي حُددت لخروج المدنيين، ثلاثة منها تفتح باتجاه ريف محافظة حلب، إثنان عند مطار حلب الدولي وعند نقطة الشيخ سعيد، أما الثالث، فمن منطقة الكسارات ودوار الجندول. ويفتح، أيضاً، باتجاه ريف محافظة حلب. أما باتجاه محافظة حلب، فيدخل المدنيون عبر معبر بستان القصر ومعبران عند حي الميدان.

وبخصوص المعبرين اللذين حددا لخروج الجماعات المسلحة والمسلحين الراغبين في الخروج من الأحياء الشرقية، فهما معبر الجندول، الذي يفتح عند الريف الشمالي لمدينة حلب ومعبر بستان القصر، أو حي السوق، بالقرب من بستان القصر.

إلى ذلك، أكد رئيس هيئة الأركان العامة الروسية الجنرال فاليري غيراسيموف، أن اهتمام موسكو، الآن، يتركز على احتمال تدفق مسلحي «داعش» من الموصل إلى سورية. مشدداً على أن الجانب الروسي يتابع سير معركة الموصل ليلا نهارا. وشدد على ضرورة «القضاء على الإرهابيين في مكان تواجدهم وليس مطاردتهم من بلد إلى آخر».

أضاف: قمنا بإعادة توجيه أجهزة استطلاع فضائية إلى تلك المنطقة . كما تعمل، بالقرب من المنطقة، أكثر من عشر طائرات استطلاعية، بما في ذلك طائرات من دون طيار.

ولفت إلى أن الولايات المتحدة، لم تقم بخطوة عملية لمكافحة الإرهاب الدولي. مشيراً إلى أن جغرافية منطقة الحدود العراقية السورية، تسمح لقوات التحالف الدولي من الناحية العسكرية، بتأكيد تمسكها بمكافحة الإرهاب.

وفي شأن متصل، اختتمت، أمس، المرحلة الأخيرة من اتفاقية المعضمية في ريف دمشق، حيث تحرّكت الحافلات من المدينة إلى ريف إدلب الشمالي، حاملة على متنها حوالى 620 مسلحاً سجلوا أسماءهم ورفضوا تسليم السلاح وتسوية أوضاعهم، إضافة لعائلاتهم، بمجموع يقارب ألفي شخص.

وبقي عدد من المسلحين داخل المعضمية، من اللذين وافقوا على تسوية أوضاعهم وتسليم سلاحهم، حيث ستبدأ عملية تسليم السلاح والدخول في تسويات مع هؤلاء، بمجرد وصول قوافل المسلحين الأخرين الى قلعة المضيق، في ريف حماه.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى