أجواء التوتر تخيم على البقاع وحوادث خطف متبادلة اشتباكات في السلسلة الشرقية وسقوط صاروخين في اللبوة

ما زال الوضع الأمني في منطقة البقاع متوتراً، وما زالت جريمة ذبح الإرهابيين الجندي في الجيش اللبناني الشهيد عباس مدلج تتفاعل. فقد سجلت أمس، حوادث خطف متبادلة، فيما اندلعت اشتباكات بين الجيش السوري والتكفيريين على السلسلة الشرقية في جرود عرسال وفي منطقة وادي الرعيان، وسمعت أصوات قذائف مدفيعة وصاروخية في قرى البقاع الشمالي.

كما سجّل سقوط صاروخين مصدرهما السلسلة الشرقية قرب ثانوية اللبوة الرسمية ولم يتسببا بأضرار، فيما سقطت قذيفة هاون في بلدة الأمهزية في البقاع الشمالي من دون وقوع أضرار أيضاً.

وجاء في بيان صادر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه: «بتاريخه الساعة 19.15 والساعة 19.45، سقط صاروخ بين بلدتي اللبوة والنبي عثمان، وصاروخ آخر في بلدة حور تعلا في البقاع الشمالي، مصدرهما السلسلة الشرقية من دون وقوع إصابات في الأرواح. وعلى الأثر سيرت قوى الجيش دوريات في المنطقتين المستهدفتين، كما باشر الخبير العسكري الكشف على موقعي سقوط الصاروخين».

خطف مواطنين من عرسال

وقد شهد يوم أمس، موجة غضب وتحركات احتجاجية وقطع طرق، شارك فيها مسلحون ملثمون. وفي السياق، تعرض 4 من أبناء عرسال، وهم مروان الحجيري وعبدالله سلطان وحسين الفليطي وعبدالله البريدي، للخطف على يد مسلحين ولم يعرف مصيرهم إلى الآن.

وفي هذا الإطار، استمعت الأجهزة الأمنية إلى 5 أشخاص من آل المصري عرف منهم حسين ومحمد المصري، من حورتعلا، على خلفية الاشتباه بهم بالضلوع في خطف أبناء عرسال، وأفرجت عنهم لاحقاً.

وكانت المعلومات أفادت بأنّ مسلحين من آل المصري في حورتعلا خطفوا مواطنين من عرسال، رابطين مصيرهم بمصير الجندي المخطوف لدى «داعش» و«النصرة» علي زيد المصري، معلنين أنّ المخطوفَين بأمان في ضيافتهم، و«لن يمسهم مكروه، والهدف من اختطافهم مقايضتهم مع أولادنا العسكريين».

من جهتها، دعت والدة العسكري علي المصري إلى الإفراج عن المخطوفين من عرسال، مؤكدة أنها تعارض هذا الأسلوب بشدّة، ولا تريد خطف أحد بل تريد عودة ابنها. وناشدت المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم التدخل في القضية لإعادة العسكريين المخطوفين كما فعل حيال قضية مخطوفي أعزاز.

بدوره، أكد مفتي بعلبك والهرمل الشيخ بكر الرفاعي أنّ خطف عدد من أبناء عرسال «عمل غوغائي فردي ولا يغطيه أحد لا من العائلة ولا من الأحزاب في المنطقة».

وبعد الظهر، أقدم 4 مسلحين مجهولين يستقلون سيارة «غراند شيروكي» سوداء زجاجها داكن، على اعتراض سيارة على الطريق الدولية في منطقة الطيبة بعلبك وخطفوا المواطن أيمن صوان وهو من سعدنايل، فيما تركوا شقيقه خالد.

وإثر حادث الخطف، شهدت منطقة سعدنايل توتراً، وقام شبان غاضبون بقطع طريق سعدنايل تعلبايا بسواتر ترابية احتجاجاً، كما تردّدت معلومات عن عمليات خطف مضادة، حيث تمّ خطف أربعة فانات على طريق بعلبك الدولية. وفي هذا السياق، أعلن صلاح صوان ابن المخطوف أيمن، أنه يحتجز 10 من سائقي الفانات، مؤكداً أنه لن يفرج عنهم إلا بعد إطلاق سراح والده.

إجلاء نازحين

وفي سياق متصل، واصل النازحون السوريون أمس، إزالة خيمهم من حوش الغنم ورياق بعد أن قام أهالي المنطقة بتحذيرهم وطالبوهم بإخلاء البلدة، وذلك ردّاً على ذبح «داعش» الجندي عباس مدلج.

كما أمهلت بلدية برج الشمالي في قضاء صور، السوريين القاطنين في منطقة الشواكير شرق المدينة، 48 ساعة لإخلاء خيمهم تحت طائلة المسؤولية. يذكر أنّ مخيم النازحين يضمّ نحو 200 خيمة. وأكد رئيس بلدية برج الشمالي علي ديب، «أنّ القرار الذي اتخذته البلدية هو للحفاظ على العمال السوريين، إضافة إلى الحفاظ على أمننا في المنطقة، خصوصاً أنّ خيم اللاجئين السوريين هي على أرض تابعة عقارياً لبلديتنا، وعلى كل رب عمل يعمل لديه هؤلاء، أن يؤمن له مسكناً عنده». وأشار ديب إلى أنه «ضدّ التعرض لأي نازح سوري»، موضحاً أنّ «الخطوة المتخذة تأتي ضدّ أي شخص يحاول الاصطياد في المياه العكرة، خصوصاً أننا لا نعلم من يدخل ويخرج من هذا المجمّع».

كما شهد عدد من القرى والبلدات الجنوبية الحدودية، تحركات احتجاجية على عملية ذبح الشهيد مدلج، وسادت حالة من القلق لدى النازحين السوريين إلى هذه المناطق، حيث تم إنذار عدد كبير منهم بالمغادرة، لا سيما في بلدة عين قنيا – قضاء حاصبيا، حيث ظهرت شعارات وكتابات على الجدران في الشوارع وفي الأماكن العامة تدعو السوريين إلى «المغادرة فوراً وأعذر من أنذر».

وسبق ذلك، هروب عدد من السوريين من بلدة دير سريان الذين كانوا يقيمون في البلدة، كما أنّ مجموعات من شباب حولا قرروا طرد السوريين من قريتهم، وتجري اتصالات لتهدئة اللأوضاع وضبط الأمن.

وضمن إطار التدابير الاحترازية، علقت بلدية جديدة مرجعيون، يافطات تحظر التجول للسوريين ما بين الثامنة مساءً وحتى الساعة السادسة صباحاً.

وفي منطقة برج حمود في بيروت تم توزيع مناشير طالبت النازحين السوريين بمغادرة المنطقة.

وفي سياق الاحتجاجات، نفذ أهالي العسكريين المخطوفين في منطقة راشيا اعتصاماً على مثلث ضهر الأحمر وقطعوا الطريق باتجاه المصنع والجنوب، ومن ثم أعادوا فتحها بعد انتهاء الاعتصام.

الساحلي: عوائل الشهداء تقدموا على السياسيين

وقد واصلت عائلة الشهيد عباس مدلج تقبل التعازي باستشهاد ابنها في منزلها في بلدة أنصار البقاعية، وقدم النائب نوار الساحلي التعازي إلى العائلة، وقال: «عوائل الشهداء تقدموا بمواقفهم على السياسيين والأحزاب برفضهم للفتنة عندما قالوا إنّ الشهيدين السيد ومدلج هما شهيدا الوطن. وهذه رسالة للجميع ومن يريد قتل أبنائنا بهدف الفتنة نقول له هذا الأمر ليس للصرف، والفتنة أصبحت وراءنا». وأضاف: «نقول للدواعش وإخوانهم، إنكم أعداء كل الإسلام والإنسانية ويجب على الجميع أن يفهم أن لا التفاوض ولا الكلام معهم يفيد، ولا شيء ينفع مع هؤلاء التكفيريين، لأنهم في النتيجة يريدون إدخال البلد في الفتنة وهم قالوا ذلك، ويجب أن نكون جميعاً سدّاً منيعاً في وجه هؤلاء ونقول للبعض في الفريق الآخر: كفوا عن إعطاء هؤلاء التبريرات بطريقة مباشرة أو غير مباشرة».

وفد «أمل»

كما قدم وفد من قيادة إقليم البقاع في حركة أمل بالتعازي للعائلة، وأكد المسؤول التنظيمي للإقليم مصطفى الفوعاني، أنّ «الشهيد عباس مدلج هو شهيد كل لبنان، فدمائه امتزجت بدماء أخيه علي السيد لتؤكد أنّ هذا الإرهاب التكفيري لا يميز بيننا كلبنانيين، إنما هدفه زرع الفتنة في ما بيننا»، منوهاً بـ«مواقف عوائل الشهداء التي تعبر عن أعلى درجات المسؤولية والمواطنية، واستطاعت بمواقفها أن تخفّف من درجات الاحتقان التي اعتلت نفوس بعض المواطنين».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى