موسكو تمدّد الهدنة أربعة أيام وإخراج المسلّحين يبدأ اليوم
أعلن وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، عن تمديد الهدنة الإنسانية، التي دخلت حيز التنفيذ في حلب السورية، عند الساعة الثامنة صباح أمس، لـ 24 ساعة أخرى.
وقال شويغو: بإيعاز من القائد الأعلى للقوات المسلحة فلاديمير بوتين، اتخذنا القرار بتمديد الهدنة الإنسانية لمدة 24 ساعة. وأيدت قيادة الجمهورية العربية السورية هذا التمديد.
ومع بدء سريان الهدنة، أمس، تمكنت مجموعة من المسلحين، يتبعون بأغلبهم لتنظيم «أحرار الشام» الارهابي، من الخروج من الأحياء الشرقية لمدينة حلب، عبر معبر بستان القصر، حيث سلم أعضاء المجموعة أنفسهم للجيش السوري، معربين عن رغبتهم بالتوجه إلى إدلب.
وتزامن خروج هذه المجموعة المسلحة، مع تعرض منطقتي بستان القصر ودوار الجندول لقصف كثيف بقذائف الهاون. كما استهدفت برصاص القنص من قبل مسلحي الأحياء الشرقية الرافضين للتسوية، في حين دارت اشتباكات متفرقة بين الفصائل المسلحة داخل الأحياء الشرقية، بسبب الخلافات بين مؤيد للخروج ومعارض له.
وتركزت الاشتباكات بين فصيل «ذي النورين» المؤيد للتسوية وتسليم السلاح للدولة السورية، وفصيلي «أحرار الشام» و»جبهة النصرة»، في حي بستان القصر وحي المعادي، حيث لم يتمكن أي مدني من الخروج بفعل فرض «أحرار الشام» و»النصرة» حظراً للتجوال داخل أحياء حلب الشرقية. وتهديدهم بإحراق المنازل وقتل أي شخص يفكر بالخروج عبر أي من المعابر، التي فتحها الجيش السوري.
من جهته، وجّه الجيش السوري نداءات للأهالي والمسلحين، عبر مكبرات الصوت التي نصبت في محيط معابر الأحياء الشرقية، دعاهم فيها للخروج عبر الممرات التي تم تحديدها، مؤكداً ضمان الخروج الآمن وتأمين أماكن إيواء لهم.
وطلب الجيش من المسلحين، عدم استخدام المدنيين دروعاً بشرية. وقال لهم: «حافظوا على عائلاتكم، مستودعاتكم ومواقعكم ومقراتكم معروفة بدقة بالنسبة إلينا»، محذراً من أنها «فرصتهم الأخيرة».
في غضون ذلك، أعلن يان إيغلاند، الذي يرأس مجموعة العمل حول المساعدة الإنسانية في سورية، أمس، أن الأمم المتحدة تأمل في أن تتمكن من إجلاء الدفعة الأولى من الجرحى، من الأحياء التي يسيطر عليها المسلحون في شرق حلب، ابتداءً من اليوم وحتى يوم الاثنين المقبل. موضحاً أن الأمم المتحدة حصلت على موافقة روسيا وسورية و»مجموعات المعارضة المسلحة».
وأشار ايغلاند، إلى أن الأمم المتحدة تتوقع أن يستمر وقف القصف على أحياء حلب الشرقية، لمدة 11 ساعة يومياً، حتى الاثنين المقبل. وقال: أعلنت روسيا بشكل أحادي عن فترات تهدئة إنسانية، بدأت اليوم. لكننا لم نتمكن من بدء إجلاء المرضى والمصابين اليوم، لأننا لم نتلق، حتى الآن، الضوء الأخضر لفرقنا العاملة في الميدان، لبدء عمليات الإجلاء التي ستشكل المرحلة الأولى للعملية الإنسانية.
واستدرك قائلا: أكدت روسيا أنه سيكون لدينا 11 ساعة كل يوم، لأن فترة ثماني ساعات غير كافية. وإن فصائل المعارضة المسلحة، أكدت أيضا، موافقتها على إجراء عمليات الإجلاء للمرضى والمصابين، الذين سيقررون بأنفسهم، ما إذا كانوا يريدون التوجه إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة في حلب، أو إلى إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة. كما تعهدت المعارضة وقف العمليات القتالية خلال فترات التهدئة.
بدوره، أبدى المبعوث الدولي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، ترحيبه بالهدنة الإنسانية التي دخلت حيز التنفيذ في حلب، لكنه نفى أن تكون هذه الهدنة بداية لتنفيذ خطته الخاصة بإخراج «النصرة» من المدينة.
دي ميستورا، أشار إلى أنّ هناك ما بين 6000 إلى 7000 مسلح في شرق حلب. وأضاف: خطتي لاتفاق وقف إطلاق النار في شرق حلب، تتطلب موافقة المقاتلين السابقين بـ»جبهة النصرة» على المغادرة. وهذا لم يحصل. وقبول الحكومة السورية الإبقاء على الإدارة المحلية داخل الأحياء الشرقية. وهو أمر لم تقبله حتى الآن.
وفي شأن متصل، أكد المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية أحمد أبو زيد، أن القاهرة تبذل مساعي وساطة عبر سفارتها في دمشق، للتنسيق بين أجهزة الأمم المتحدة العاملة في سورية والسلطات السورية، من أجل التخفيف من حدة معاناة سكان حلب وإجلاء الجرحى وكبار السن وإيصال المساعدات الإنسانية.
وأشار أبو زيد إلى أن هذه الجهود تبذل بموافقة الحكومة السورية. وأنه تجري، حاليا، التحضيرات لزيارة القائم بالأعمال في السفارة المصرية بدمشق، محمد ثروت سليم، إلى حلب، للإشراف على عمليات إجلاء الجرحى وكبار السن، بالتزامن مع استكمال القاهرة مساعيها الرامية إلى التوسط في إدخال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المنكوبة في المدينة.
وشدد المتحدث المصري، على أن هذه الخطوات تمثل أحد عناصر الرؤية المصرية المتكاملة للتعامل مع الأزمة السورية، التي تجمع بين التحركات العاجلة للتخفيف من وطأة المعاناة الإنسانية على المواطنين السوريين ومحاولة التوصل لوقف شامل لإطلاق النار، في شتى مناطق البلاد إلى جانب العمل على استئناف المفاوضات السياسية، للتوصل إلى حل سياسي يتيح تحقيق طموحات الشعب السوري المشروعة والحفاظ على وحدة سورية وضمان أمنها والحيلولة دون تحولها إلى بؤرة لأنشطة المجموعات الإرهابية.