عشق الصباح

عشق الصباح

قالت: في غيابك عفى الورد في الشرفة على قطرات الندى. كم من الليالي والنهارات والصباحات والمساءات توالت، وأنا على وجع الشوق إليك. الأيام تعبر مريرة مملّة، كلّ الأشياء تسأل: متى يولد الفجر الجديد؟ متى تشرق الشمس لتزيل كلّ هذه الغيوم السوداء العابرة وتخلصنا من هذا الوباء؟ يقولون لقد تغيّرت المفاهيم وتداخلت الأشياء والأنفس. أنا عندي كلّ شيء على فطرته: الحبّ، العمل، الشوق، الحنين، حتى الوجع. أتدري يا نديم الحكايات كم أتشوّق إليك؟ أنت تسكنني من رأسي حتى أخمص قدميّ. ابتسامتك تُذكّرني ببراءة الطفولة الأولى، حالي كحال الشرفة البحرية وفناجين القهوة، والحبق وأشجار الليمون والزيتون والتين والرمان في «الحاكورة». كم اشتهيت أن نحتسي فنجان قهوة معاً والريح شرقية وأصابع يدك تغوص في طيّات شعري، وأنت تغنّي لي كما كنت حين نلتقي على شاطئ البحر: «في حياتك يا ولدي امرأة سبحان المعبود… والشعر الغجريّ المجنون يسافر في كلّ الدنيا». غصّت الكلمات في حلقه، اِسمعي يا مريم، يعلم الله أنك لم تفارقي خيالي وأنا هنا في هذا العجاج والغبار والدوي الهائل من الانفجارات، ما بين الخطو والخطوة رصاص وموت وحياة. يسكنني عطرك ورائحة الهال في قهوتك المشتهاة، وفي عينيك المسكونتين بالحبّ والبحر والأسئلة. وفيروز والناي والقصب المبحوح. هنا للشوق لهفة مختلفة، أنسج إليك من الحنين حكايات ومن الصبر قصيدة عشق «كم سنحكي» حين نلتقي بعد كلّ هذا الغياب الموجع.

اضحكي، هنا رفاقي حين يريدون حضوري يندهون أين المقاتل العاشق؟ بيني وبينك عهد أن يكون عرسنا في نهار إعلان النصر السوري على كلّ هذا الوباء الإرهابي الجهنميّ التكفيريّ. وأنا على وعدي لكِ ولسورية

قالت: كن حبيبي، لن نملّ الشوق والحنين والانتظار. هؤلاء الأوغاد الخونة لن يقهروا صبرنا وإيماننا بالله وسورية. البعد موجع والفقد يُنزف الروح ولكنّني يا نديم القهوة والشرفة والبحر، على عهدي وما بدّلت تبديلاً. أنا بانتظارك، هنا غفا الورد على الشبابيك. تذكّر، أنا بحاجة إلى الدفء يا زين الرجال. خلِّنا نخبئ العشق في همسات الشمس للصباح، لن يطول انتظارنا لتشرق الشمس متجدّدة.

سلام مني إليك… أحبّك!

حسن ابراهيم الناصر

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى