نوادي لبنان.. في الميزان!
ابراهيم وزنه
مع ارتهان الحركة الرياضية في لبنان بمعظم تفاصيلها ومفرداتها وأدواتها للواقع السياسي، المؤمّل منه حزباً كان أو زعيماً أو طامحاً لزعامة توفير الدعم المالي والسند الإداري للدائرين في فلكه حيال ذلك لا بدّ من تراجع لغة الإنجازات وتلاشي آفاق التطوّر والارتقاء وابتعاد الأجيال عن الساحات وخصوصاً مع سطوع نجم المحسوبيات في سماء الرياضة اللبنانية. وتوضيحاً، نجد بأن أي نادٍ في أي لعبة جماعية أو لاعب في أي لعبة فردية ستزول من أمامه العقبات، وستتوفر له الإمكانات مع تسهيل وصوله للمنصّات، فيما لو أعلن الولاء والانتماء لذاك الحزب او تلك الجهة الفاعلة.
وفي إسقاط واقعي لما ذكرناه مع المستجدات الكروية الأخيرة، نجد بأن فريقاً يهدّد بالانسحاب من الحياة الرياضية لمجرد الإعلان عن نيّة الزعيم الميسور بتخفيض حجم دعمه له الاجتماعي ! وآخر تصارعت للإمساك بقراره جهتان سياسيتان التيار والقوات ، وعندما ابتعدا عنه غرق في بحور الدين والدعاوى الحكمة ثم سقط إلى دوري المظاليم. وبالانتقال الى الأندية «الحريرية» والبيروتية منها تحديداً الانصار والنجمة و الراسينغ ، فقد أدّت انشغالات التيار الأزرق عن دعمهم المادي لهم إلى الارتباك لسنتين قبل أن تطلّ مجدداً على ساحات إثبات الذات عبر مندفعين وميسورين جدد لهم غاياتهم الخاصة واعتباراتهم الشخصية. وهذا نادي شباب الساحل يعاني الأمرّين لعدم قدرة أصحاب المبادرات الفردية سمير دبوق على الاستمرار في دعمه، ومؤخّراً أبصرت إدارته الجديدة النور بعد طول شغور، فنادي الضاحية الجنوبية الذي طالما نادى القيّمون عليه بأعلى أصواتهم: «هل من ناصر ينصرنا».. وظلّ النداء، يردده الصدى دون مجيب. وفي صور وزغرتا والجبل والنبي شيت حيث التضامن والسلام والأخاء وفريق البلدة البقاعية يخوضون مواسمهم بهمّة الغيارى والداعمين الحريصين على إبقاء رايات مدنهم وبلداتهم الكروية خفّاقة تحت الأضواء. وهنا يسجّل للسيد أحمد الموسوي اندفاعته الصادقة لإيصال أول فريق بقاعي إلى دوري الدرجة الأولى، كما ترفع القبّعة احتراماً للهمّة «الزغرتاوية» التي أثمرت نتائج غير متوقّعة. أما العهد، فله من يحميه بالعهود ويصونه بالرعاية ويدعمه بالمال، ولذلك جاء حصاده أخضر وقمحه أصفر في بيادر البطولات المحلية والآسيوية على حدّ سواء، دون إغفال همّة داعمه الرئيسي السيد تميم سليمان «أبو الطموحات» اللامحدودة، فيما الصفاء ينعم بمجلس أمناء مهتم واداريين من الصنف الحريص، فراح يحلّق مستقراً في أكثر من ميدان.
هذه صورة واقعية تعكس حال أنديتنا الكروية في لبنان. هكذا تعيش وهكذا تؤمّن ديمومتها، فباتت طموحاتها وإنجازاتها مرهونة بالاستقرار الذي تنعم به، فمتى تراجع حجم الدعم المالي والسياسي، ستنعكس النتائج انهياراً وسقوطاً، أما من نجح بتوفير مستلزمات الصعود والبقاء فلا بدّ ان يستمر، ولكن إلى أين؟ أندية كثيرة غابت حتى زالت وأخرى برزت في الزمن الصعب، والأيام المقبلة ستحمل الكثير من المفاجآت، وتبقى العبرة في الاستمرارية والبقاء …. والبقاء للأقوى دوماً.