أزمة النازحين

أزمة النازحين السوريين بدأت تتفاقم مع ارتفاع حدّة التوتّرات في عرسال. ومع عدم إيجاد حلّ للمخطوفين العسكريين وترقّب الأهالي وصول جثث أبنائهم من دون رؤوس، تزداد المخاوف ويزداد الهلع بين الناس. هذا الأمر دفع ببعض الأشخاص إلى الانجرار وراء حركات عنصرية ضدّ النازحين السوريين، وبدأت هذه الممارسات تتخطّى حدّ المعقول لتدخل دائرة اللاوعي. وبسبب اشتداد الأزمة، علت صيحات الناشطين على مواقع التواصل للمطالبة بوقف هذه الممارسات العنصرية بحقّ النازحين، فالعدوّ واحد، ويجب عدم الانجرار إلى أتون الفتنة وتحقيق مآرب «داعش» في إثارة الفتنة بين السوريين واللبنانيين.

Post

محاكمة النازحين جميعاً أمر مرفوض، فإن كان هناك بعض الأشخاص من بينهم ينتمون إلى الجماعات المسلّحة أو يساهمون في نشر تخلّف «داعش»، فهذا لا يعني أن يقاس الجميع بالمقياس نفسه. عدوّنا واحد، علينا الاتّحاد ضدّه لا التفرقة في ما بيننا.

قطع الطرقات

منذ استشهاد الشهيد عباس مدلج، نواجه قطعاً للطرقات وحرقاً للإطارات ومستوعبات النفايات وغيرها من الأمور الملوِّثة. وللأسف، قطع هذه الطرقات بالإطارات المشتعلة لا تحلّ أيّ أزمة لا في الماضي ولا في الحاضر. فحرق بعض الإطارات لن يحرّك ضمائر المسؤولين النائمة، لن يحرّر جنودنا المخطوفين، حرق الإطارات لن يُصلح الحال ولن يؤدّي إلى لبنان الدولة المثلى، ولن يُنهي مطامع الصهاينة ولا الأميركيين. لا يمكن أن ننكر الغضب المسيطر على الناس في هذه الأوقات، ولا أمنية الجميع بالانتقام بأيّ طريقة من القتلة، إلّا أنّ الغضب يمكن أن يُعبَّر عنه بطرق أخرى، ومنها التحرّك الفعلي ضدّ المجرمين وداعمي الإرهابيين القابعين في بيوتهم.

Post

ثوروا على الفتنة، ثوروا على الطغيان، هكذا نحاربهم بوحدتنا وحكمتنا وقوتنا لا بالانجرار إلى الفتنة والنعرات.

لا للتمديد… وتظاهرة جديدة

كلّ أسبوع، تتجدّد حملات «الحراك المدني للمحاسبة» لإقامة تظاهرات من أجل رفض التمديد للمجلس النيابي الحاليّ. وفي كلّ مرّة يتّخذ المنظّمون للتظاهرات مكاناً جديداً لانطلاقها. إذ أعلنت الحركة عبر صفحتها على «فايسبوك»، نهار الخميس في 11 أيلول الجاري، الساعة السادسة مساءً، موعداً لتظاهرة جديدة تنطلق من أمام شركة الكهرباء في منطقة مار مخايل، لتصل إلى ساحة رياض الصلح مكان تجمّع المتظاهرين، ليقولوا جميعاً «لا للتمديد»، و«نعم لإقرار الانتخابات النيابية»، وليقل الشعب كلمته ويمارس حقّه الديمقراطي في انتخاب من يريد.

هذه الحملة لاقت مجدداً تفاعلاً كبيراً من قبل الناشطين الذين أكّدوا حضورهم إلى التظاهرة، إلّا أنّ البعض لم يستطيعوا إخفاء القلق والخوف في حال قبل البرلمان بإجراء الانتخابات، أن يُنتخَب النوّاب الحاليون مرّة أخرى.

كان يا ما كان

الحنين إلى الماضي أمر جميل، فحتى لو كانت الذكريات محزنة، فإنها تشكّل في بعض الأحيان لذّة مخفية لا يشعر بقيمتها إلاّ من يتذكّرها. فماذا لو كانت ذكريات مليئة بطبيعة لبنان، بتراثه ومائه وبحره. ربّما تكون تلك الذكريات محزنةً كثيراً، خصوصاً بعد شيوع خبر تخصيص البحر، وحرمان المواطنين من النظر إليه حتى.

فور شيوع خبر امتلاك بحر الرملة البيضاء لإقامة مسبح خاص، علت صيحة الناشطين الذين طالبوا بتحرّك سريع لإنقاذ الوضع. أما بعد ذلك، فهدأت الصيحات وتحوّلت من مطالبة بتحرّك سريع إلى مستسلمة للوضع.

هنا تعليق للناشط خضر سلامة يتخيّل نفسه بعد زمن، يروي حكاية شاطئ الرملة البيضاء لابنه. تعليق موجع يدخل في عمق كلّ واحد منّا، ولا نتمنى إلّا أن تفشل هذه المخطّطات ليبقى شاطئ الرملة تراثنا الجميل ونافذة الفقراء الأولى.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى