تحذير من «الثنائيات» ومؤيدون و«مستقبليون» يرفضون قرار رئيسهم
تضاربت المواقف من الاستحقاق الرئاسي الذي قفز خطوة واسعة إلى الأمام بإعلان الرئيس سعد الحريري، رئيس «تيار المستقبل»، تأييده ترشح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، حيث سارع البعض، وفي مقدّمهم نواب من «كتلة المستقبل»، إلى إعلان رفضه التصويت لعون، مما بدأ يظهّر الصورة التي سيكون عليها المجلس النيابي، عند جلسة الانتخاب. في حين نوّه البعض الآخر من نواب وفاعليات سياسية ودينية بهذه الخطوة التي تفتح الطريق لسدّ الفراغ الرئاسي الذي استمرّ لسنتين ونصف السنة. وبرزت مواقف أخرى تؤيد موقف رئيس المجلس النيابي نبيه بري محذرة من الثنائيات، داعية إلى وصول رئيس لا يبدّل التحالفات ويعمل لمصلحة جميع اللبنانيين.
مواقف
في هذا السياق، أكد وزير الثقافة روني عريجي في حديث إذاعي أنّ الوزير السابق سليمان فرنجية «مستمرّ بترشيحه ولن يلجأ الى مراجعة موقفه، لانه واثق من صحة وميثاقية تمثيله». واعتبر أنّ «جزءاً من الإشكالية التي ساهمت في تقليص حظوظ فرنجية الرئاسية، هم بعض الحلفاء، أما العائق الكبير الذي وضع أمامه، فهو حزب القوات اللبنانية».
واعتبر النائب عاصم قانصوه أنّ العماد عون «ليس ضمانة». وأشار الى انّ النائب فرنجية هو الوحيد الذي يستطيع معالجة الوضع عند الحدود الشمالية مع سورية نتيجة لعامل الثقة به».
أما عضو كتلة «المستقبل» النائب محمد قباني فقال: انسجاماً مع قناعاتي السياسية وقناعات أهلي في بيروت، أؤكد أنني لن أصوت للعماد ل عون في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
بدوره، النائب أحمد كرامي، أعلن أنه سيلتزم موقف الرئيس نجيب ميقاتي، وأنه لن يصوّت للعماد عون، بسبب «المواقف والتجارب السابقة لعون، التي لا ضمانات بعدم تكرارها حتى الآن».
ونفى النائب اللواء انطوان سعد ما صدر في بعض وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، من أخبار منسوبة اليه. وأكد انه ينتمي الى كتلة «اللقاء الديمقراطي» ويتقيّد بكلّ ما يصدر عن هذه الكتلة المرتقب أن تجتمع اليوم في كليمنصو برئاسة النائب وليد جنبلاط .
ومن جهته، نفى عضو تكتل «التغيير والاصلاح» النائب نبيل نقولا أن تكون هناك «ثنائيات». وقال: «لا توجد ثنائيات والصفقة الوحيدة التي قمنا بها هي المحافظة على لبنان ووقف النزف الاقتصادي والأمني. مضيفا: لن أفقد الأمل في أن يغيّر الرئيس بري موقفه، لكننا في الحالتين نحترم قراراته.
وقال نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان: نحن مع انتخاب رئيس جمهورية متعاون مع الجميع ولا ينحاز لفئة من دون أخرى. ولا نريد حساسيات ومزايدات بين أحد من اللبنانيين.
ودعا المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان إلى تدارك التطورات بعقلانية وحكمة، ومقاربة الواقع بكلّ مسؤولية، فالخطأ ممنوع. وأضاف: «إننا مع انتخاب رئيس يكون عنيداً بالثوابت اللبنانية وسهلاً بالشراكات الوطنية، رئيس يخوض معركة الوطن والدولة والمؤسسات، رئيس يحفظ المقاومة ويطمئن حاضنتها، رئيس بالتزامات سياسية معيارها الضمير الوطني، رئيس لا يبدّل التحالفات، بل يوسع من نطاقها ليرسخ الشراكة ويثبت الميثاقية ويمنع أيّ انقسام في البلد».
ورأى السيد علي فضل الله أنّ المشهد السياسي يتجه إلى انفراج كبير، ولعلّ تسارع المبادرات في الأيام المقبلة يؤدّي إلى بلوغ هذا التوافق، الذي نريده أن يؤسّس لقواعد متينة للمرحلة المقبلة يطمئن إليها الجميع، وتسهّل عملية تشكيل الحكومة، وإقرار قانون الانتخاب، وغير ذلك من الأمور، حتى لا يتقدّم البلد خطوة ويتراجع بعدها خطوات».
وقال الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود: إذا تمّ هذا الاستحقاق فلا بدّ من الانتباه إلى أنّ حزب الله والسيد حسن نصرالله شخصياً، أدخل إلى الحياة السياسية اللبنانية مفردات جديدة لم تكن موجودة في قاموس السياسة في لبنان، أو حتى في غيره، وعلى رأس هذه المصطلحات: الأخلاق، الوفاء، الاستقامة والمصلحة العامة. هذه المصطلحات وهذا الالتزام هو الذي يفترض به أنه أوصل العماد عون إلى الاتفاق عليه رئيساً للجمهورية اللبنانية، فلو لم يكن هنالك من إيجابيات للتوافق على رئاسة العماد عون إلا هذه، لكان الأمر في غاية الأهمية. كما يُضاف إلى اهمية هذا الحدث أنه إنتاج لبناني صرف. واعتبر أنّ معارضة الرئيس بري مكمّلة للصورة السياسية وللتنوّع الديمقراطي، داعياً إلى تقدير جرأة الرئيس سعد الحريري.
ولفت العلامة الشيخ عفيف النابلسي إلى «إننا قد نكون فعلاً اقتربنا من لحظة الحسم، اللحظة التي نريدها جامعة ومعبّرة عن وحدة اللبنانيين وإرادتهم في الخروج من هذه الأزمة، التي استمرّت لأكثر من سنتيتن ونصف السنة»، معتبراً أنّ «اختيار العماد عون رئيساً للجمهورية هو اختيار صائب».
واعتبر رئيس «حركة الإصلاح والوحدة» الشيخ ماهر عبد الرزاق، أنّ «أجواء انتخاب رئيس الجمهورية تعبّر مساراً إيجابياً ولكن يجب ان تستكمل بالتفاهم مع كلّ المكونات الأساسية للدولة اللبنانية». ورأى «أنّ لبنان يواجه تحديات غير مسبوقة ولا يحتمل ولادة معارضات تترافق مع انتخاب الرئيس مباشرة، فالتفاهمات الثنائية أوالثلاثية لا تخدم مستقبل الوحدة الوطنية». داعياً إلى «بذل الجهود لتذليل العقبات السياسية حتى نصل إلى عهد جديد وجمهورية جديدة».
ورحب رئيس «اللقاء التضامني الوطني» الشيخ مصطفى ملص «بإعلان الرئيس سعد الحريري تأييده ترشيح العماد عون»، مؤكداً أنّ «مضمون خطاب الرئيس الحريري كان على مستوى عال من فهم المخاطر التي تتهدّد لبنان، بسبب أزماته السياسية وتفرق كلمة أبنائه»، موضحاً أنه «لا يكفي انتخاب رئيس للجمهورية لحلّ أزمة البلد، بل يجب ان تكون كلّ القوى مشاركة في تحمّل المسؤولية، وأنّ الرئيس نبيه بري شخصية فريدة واستثنائية، ومن الخطأ الجسيم والفادح استبعاده أو التهاون في حضوره في الحلّ السياسي».
ورأى الشيخ صهيب حبلي أنّ «القرار الذي اتخذه الرئيس سعد الحريري يعتبر بداية النهاية لرهاناته الخاسرة على السعودية، التي تذرّعت بعدم التدخل بشؤون لبنان، لتبرير عجزها عن إتخاذ موقف واضح في ظلّ الأزمات التي تمرّ بها، سياسياً واقتصاديا».
ونوّه «التجمع الوطني الديمقراطي» بدعم الرئيس الحريري لترشيح الجنرال عون، معتبراً أنّ «هذا الترشيح الذي جاء بالتأكيد، بعد موافقة القيادة السعودية، هو بمثابة خطوة سليمة، تساهم في انتخاب رئيس جديد للبلاد ويساعد على التخلص من أزمة الفراغ الرئاسي».
من جهة ثانية، تحرك أنصار وزير العدل المستقيل أشرف ريفي في طرابلس، ورفعوا لافتات قرب منزله ترفض خطوة الحريري. وكتب في بعض اللافتات أنّ «طرابلس ترفض الوصاية الإيرانية».
وأصدر حزب «الديمقراطيون الأحرار» عقب اجتماعه برئاسة ترايسي شمعون بياناً تمنى فيه «أن تشمل الاتصالات الجارية للتوافق على رئيس للبلاد يمثل كلّ الأطياف والمكونات السياسية والاثنية، بحيث ينتخب الرئيس وفق اللعبة الديمقراطية واحترام أحكام الدستور». ورأى أنّ من غير المقبول، خصوصاً بعد التحالفات الأخيرة التي تمّت، أن يقاطع النواب جلسات الانتخاب ويطيّروا النصاب. فلينزل جميع المرشحين إلى مجلس النواب ولتأخد اللعبة الديمقراطية مداها».