يُحكى عن تعاون مُحتمل بين محطّتين مَنْ سيفوز بالنقل التلفزيوني لكرة السلّة
إبراهيم وزنه
نظراً للنقلة النوعيّة التي أصابت لعبة كرة السلّة في لبنان في العقدين الماضيين، اندفعت المحطات التلفزيونيّة لنقل وقائعها مباشرة على الهواء والتسويق لها كمنتج يدرّ الأرباح. وفي ضوء الاهتمام الإعلامي الزائد انتشرت أخبار ومسابقات الكرة البرتقاليّة في كافة المحافظات اللبنانيّة، حتى وصلت سلّتنا إلى العالميّة في ثلاث مناسبات، وسريعاً ارتقى لبنان على سلّم الترتيب العالمي للّعبة. بدأت رحلة التألّق في العام 1993 عندما أخذت محطة أل بي سي حقوق النقل بتسهيل ودعم من رجل الإعلانات الأوّل في تلك الحقبة رئيس نادي الحكمة الراحل أنطوان الشويري، وبقيت المحطّة مسيطرة على اللعبة ومجرياتها وبطولاتها لعقدين بموجب عقود كانت تمدّد بطريقة تمنع الآخرين من التقدّم إلى ميادين النقل، وهنا يُسجّل للمحطّة جهودها ومساهمتها الفعّالة في إنهاض كرة السلّة اللبنانية. ولا شكّ أنّ النقل الحصري انعكس أرباحاً ماليّة للقيّمين عليه، وفي مقدّمهم السيد بودي معلولي الذي بات يملك خبرة كبيرة في هذا الميدان.
وبالانتقال إلى الحاضر، ففي خطوة تعكس مدى الشفافية المعتمدة في سياسة اتحاد كرة السلّة الحالي بقيادة المهندس وليد نصار، تمّت صياغة دفتر الشروط المُلزم للمحطّات الساعية للفوز بحقوق النقل. وفي ردود الأفعال على تلك الخطوة الشفّافة، اقترح رئيس مجلس إدارة تلفزيون لبنان الأستاذ طلال المقدسي إيلاء مهمّة النقل إلى محطّتين معاً ليكون النقل شاملاً وعادلاً ومتوازناً، وما زال طرحه ـ لغاية اليوم ـ على بساط البحث والتداول وقد يلقى القبول، ولم تزل الأمور تتخبّط في خطّ ضبابي غير واضح المعالم والجهات. وهنا، لا بُدّ من لفت النظر إلى الاجتماع الذي حصل بالأمس في مقرّ الاتحاد اللبناني لكرة السلّة بناءً لرغبة القيّمين السابقين على النقل، محطة أل بي سي، وبحضور مسؤولي عدد من المحطات الراغبة بالنقل ومنها تلفزيون لبنان وأم تي في، وفي الاجتماع المذكور تمحور النقاش حول ضرورة تذليل العقبات التقنيّة والمنطقيّة الواردة في دفتر الشروط ، كما توافق المجتمعون على لقاء اللجنة المكلّفة متابعة موضوع النقل التلفزيوني من جانب الاتحاد، ليُصار إلى المناقشة ومن ثمّ تعديل بعض الفقرات الواردة في دفتر الشروط. وبناءً على المستجدّات، فمن المتوقّع تأجيل فضّ العروض المقدّمة إلى أسبوع إضافيّ على أقل تعديل، وهنا يجب أن ينتبه الاتحاد إلى مسألة عدم تفضيل عرض على آخر فيما لو دفع الطرفان الراغبان المبلغ عينه. ويُحكى في هذا السياق، أنّ السيد معلولي طرح مبلغاً قيمته مليون دولار كبدل لشراء حقوق النقل، ووصلنا أيضاً بأنّ تلفزيون لبنان قد جهّز فريقاً تقنيّاً ولوجستيّاً للقيام بمهام النقل فيما لو رست عليه المناقصة، وهناك نيّة لدفع مبلغ مماثل للّذي طرحه المعلولي. الأيام المقبلة ستحمل مستجدّات جديدة على صعيد النقل التلفزيوني، فيما جمهور اللعبة بانتظار انطلاق البطولة ناشداً تحسّن المستويات الفنيّة مع ارتفاع منسوب التشجيع الحضاري والإثارة والتشويق من دون الالتفات إلى هويّة الفائز بالنقل، فكرة السلّة اللبنانيّة خرجت منذ عقدين من القمقم، وعلى الجميع أن يساهم في إبقائها متوهّجة على كافة المستويات.