صالح لـ «الثبات»: هناك طرف في الحكومة يمنع إعطاء القرار للجيش بالحسم
أكد عضو المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي قاسم صالح «أنّ الدولة لا تحسد على موقفها لأنها أمام خيارين أحلاهما مرّ، فإذا استجابت لمطالب النصرة وداعش سيفتح الأمر على مزيد من التنازلات، وفي المقابل هناك حياة العسكريين المخطوفين وهم جديرون بالمواجهة»، مشيرا إلى أنّ «عدم وجود الإمكانات اللازمة لمواجهة المسلحين دفع البعض إلى الانسحاب والبعض الآخر وقع في الأسر». وأشار إلى أنّ ما يعيق مواجهة الجيش اللبناني للإرهاب، هو عدم توفير الغطاء السياسي الكامل له لتمكينه من المواجهة، والدليل على ذلك التصريحات التي صدرت عن بعض الوزراء في تيار المستقبل، وخصوصاً وزير العدل أشرف ريفي الذي طرح منذ اللحظة الأولى لأحداث عرسال أنّ هذه المشكلة لا تحلّ إلا بالسياسة ما يعني أنها لا تحلّ بالقوة».
وأضاف صالح: «لم يحصل إجماع سياسي في الحكومة على مدّ الجيش بزخم سياسي قوي لاستكمال معركته، والدليل أنه عندما حضر الرئيس سعد الحريري إلى لبنان استقبل رئيس بلدية عرسال علي الحجيري استقبال الفاتحين وهو المتواطئ مع المسلحين طيلة الفترة السابقة والذي كاد يعلن إمارة في عرسال، وهذا يدلل على أن لا غطاء سياسياً للجيش».
وشدّد صالح على «أنّ المؤسسة العسكرية هي مؤسسة تابعة للسلطة السياسية وتحتاج إلى قرار سياسي لتتحرك ويحقّ لها الدفاع عن نفسها، لكنّ الدفاع عن النفس يحتاج إلى إمكانات لأنّ المواقع التي استهدفت في أحداث عرسال لم تكن تملك الإمكانات الكافية لتدافع عن نفسها»، مشيراً إلى «أنّ الجيش أخذ قراره بالدفاع عن نفسه لكنه لا يملك القدرات الكافية».
ولفت إلى «أنّ هناك إرباكاً لدى الإدارة السياسية وخاصة الحكومة التي شعرت بالمأزق، وهي تحاول الآن أن تلتقط أنفاسها، لكنّ هذه المحاولات أتت متأخرة لأنّ عناصر الجيش موجودون في أيدي المسلحين وبدأوا بتنفيذ تهديداتهم».
وأضاف صالح: «حتى هذه اللحظة هناك تردّد لدى بعض القوى السياسية في الحكومة لإعطاء القرار للجيش بالحسم، والرهان حالياً لا يزال على المفاوضات وإمكانية وصول الوساطة القطرية إلى إطلاق المخطوفين».
ورأى أنّ على الدولة اللبنانية «أن تفصل عرسال عن الجرود لكي تتوقف عملية تمويل المسلحين بالمال والسلاح والعتاد».
وتطرق صالح إلى التصريحات الأميركية عن مواجهة «داعش» معتبراً «أنّ أميركا تدخلت عندما وصل خطر داعش إلى أربيل لأنّ المشروع الأميركي في العراق هو تقسيمه إلى ثلاث مكونات كردية وسنية وشيعية، وهناك ربط نزاع مع الحكومة العراقية بأنّ ثمن التدخل في العراق هو موافقة العراق على الكونفدرالية أو الفدرالية». ورأى أن «لا جدية للأميركي في مكافحة الإرهاب خاصة عندما تستثنى مشاركة سورية التي هي منبع الإرهاب».
وحول الصراع الأميركي الروسي، أكد صالح «أنّ الدبّ الروسي لا يزال يقف في مواجهة التمدّد الأطلسي والأميركي في الحديقة الخلفية لروسيا أي في أوكرانيا، وعلى الأرض هناك نزاع عسكري كبير، وأيضاً كل المحاولات لإسقاط النظام السوري لم تنجح، ولولا اندلاع الأحداث في العراق لكنا شهدنا بداية نهاية الأزمة في سورية، لأنّ ما حصل في العراق أدى إلى دعم المسلحين بالعتاد والسلاح والمال».