بغداد: مجلس الوزراء يعقد جلسته الأولى بعد نيله الثقة
عقد مجلس الوزراء العراقي الجديد، أولى جلساته أمس برئاسة حيدر العبادي وحضور الوزراء الذين منحهم مجلس النواب ثقته أول من أمس.
وافتتحت الجلسة بحضور نواب رئيس مجلس الوزراء صالح المطلك وبهاء الأعرجي وهوشيار زيباري، إلى جانب الوزراء الجدد.
من جانب آخر، تلقى العبادي مكالمة هاتفية من رئيس «إقليم كردستان» مسعود بارزاني قدّم فيها الأخير تهنئته لمناسبة تسلم العبادي مهماته رئيساً للوزراء. وأعلن بيان لمكتب رئيس الوزراء أن «الجانبين بحثا خلال الاتصال الأوضاع السياسية والأمنية في البلد وتأكيد رئيس إقليم كردستان على التأييد والإسناد للحكومة الجديدة». كما بحثا «حلّ المشاكل العالقة بين الحكومة الاتحادية والإقليم بروح إيجابية على ضوء الدستور».
وكان العبادي قد أكد في برنامج حكومته الذي استعرضه في جلسة البرلمان أمس، على التزامه حلّ المشاكل بين بغداد وأربيل وفقاً للدستور.
تهنئة إيرانية
وتلقى رئيس الحكومة العراقية تهنئة الرئیس الإيراني حسن روحاني حیدر العبادي بتولیه رئاسة الوزراء في العراق.
وأعرب الرئیس روحاني في رسالة التهنئة عن أمله بإحلال الأمن والاستقرار في العراق، داعیاً إلی تعزیز العلاقات بین البلدین في شتی المجالات بما یخدم مصالحهما المشتركـة. كـما أعرب عن تمنیاته بنجاح وتقدم العراق حكومة وشعباً.
كما هنأ مساعد وزیر الخارجیة الإيراني في الشؤون العربیة والأفريقية حسین أمیر عبد اللهیان الشعب العراقي بإكـمال المسیرة السیاسیة وتشكـیل الحكومة الجدیدة.
وقال عبد اللهیان إن جمهوریة إيران الإسلامیة تدعم قرار مجلس النواب العراقي الذي یرتكز إلی الدستور، مضیفاً أن طهران تدعم الحكومة العراقیة برئاسة السید حیدر العبادي.
وأكـد مساعد وزیر الخارجیة احترام الجمهوریة الإسلامیة في إیران لوحدة وسیادة واستقلال العراق وقال: «لقد حان الوقت أن تساعد دول المنطقة الحكومة العراقیة في اجتثاث جذور الإرهاب».
وهنأت المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم بتشكيل الحكومة الجديدة في العراق. وأعلنت استعداد إيران لتعزيز العلاقات الأخوية مع العراق، معبرة عن ارتياحها لاستكمال المسار السياسي في العراق على أساس المبادئ الدستورية، معربة عن أملها في تغلب الحكومة الجديدة على التحديات الأمنية التي يواجهها العراق جراء الأعمال الإرهابية.
خطوة حاسمة
وفي السياق، اعتبرت الولايات المتحدة تشكيل الحكومة العراقية الجديدة برئاسة حيدر العبادي «خطوة حاسمة» نحو هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي باراك أوباما اتصل بالعبادي، أول من أمس، لمناقشة التزام واشنطن مساعدة حكومته في التصدي لمسلحي تنظيم «داعش».
وتزامن ذلك مع شروع إدارة الرئيس الأميركي في عرض خطته لمواجهة التنظيم على أعضاء الكونغرس.
وكان البرلمان العراقي وافق على التشكيلة الحكومية للعبادي بغالبية واضحة، في جلسة عاصفة استمرت حتى ساعة متأخرة من ليل الاثنين في بغداد.
وقال البيت الأبيض في بيان رسمي إن «الرئيس ورئيس الوزراء اتفقا على أهمية أن تقوم الحكومة الجديدة على وجه السرعة باتخاذ خطوات ملموسة لتلبية تطلعات الشعب العراقي ومطالبه المشروعة».
وأفاد مساعدون في الكونغرس أن مسؤولين في إدارة أوباما سيعقدون سلسلة لقاءات هذا الأسبوع والأسبوع المقبل مع أعضاء الكونغرس الأميركي.
وسيقدم مسؤولون في الإدارة غداً الخميس إيجازاً لكل أعضاء الكونغرس البالغ عددهم 435 عضواً بشأن خطة الرئيس للتصدي للتنظيم الإرهابي. وأوضح مساعدون في مجلس الشيوخ أن إيجازاً مماثلاً سيقدم لأعضاء مجلس الشيوخ، البالغ عددهم 100، اليوم.
وسيوجه أوباما خطاباً إلى الأمة الأميركية اليوم يعرض فيه خطته للتصدي للتنظيم الإرهابي الذي سيطر على مساحات واسعة في العراق وسورية، في وقت يسعى إلى تجنب إثارة قلق الرأي العام بشأن إمكان توجه البلاد إلى حرب شاملة جديدة.
وسيسبق هذا الخطاب اجتماع لأوباما مع أربعة من قادة الكونغرس، وهم هاري ريد قائد الغالبية في مجلس الشيوخ وميتش مكونيل قائد الأقلية في المجلس وجون بينر رئيس مجلس النواب ونانسي بيلوسي رئيسة الأقلية في مجلس النواب.
ترحيب كيري بالحكومة
ورحب وزير الخارجية الأميركي جون كيري بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة ووصفها بأنها «حجر أساسي وخطوة حاسمة» في محاربة المسلحين الإسلاميين المتشددين. وقال إن حكومة حيدر العبادي «معلم رئيسي» بالنسبة للعراق.
وقبيل توجهه في رحلة إلى الشرق الأوسط لتحشيد الدعم للتصدي لتنظيم الدولة الإسلامية، تعهد الوزير أن تقف بلاده «كتفاً لكتف» مع العراقيين، مشدداً على أن تحالفاً دولياً ضد الدولة الإسلامية «سيبنى ليبقى لأشهر وحتى للسنوات المقبلة بالطبع».
وقد أعلنت لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ أول من أمس أن وزير الدفاع تشاك هيغل ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي سيدليان بشهادتيهما في 16 أيلول في جلسة استماع عن العراق وسورية والخطر الذي يشكله تنظيم الدولة الإسلامية هناك.
وقال هيغل بعد محادثات مع القادة الأتراك الاثنين إن تركيا تبحث عن أدوار محددة في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمقاتلة مسلحي الدولة الإسلامية.
وقال هيغل: «إنهم يريدون أن يؤدوا أدوراً محددة، وسيؤدون هذه الأدوار». وأضاف «هذه الأدوار ستوضحها الحكومة التركية، وليس أنا، عندما تتخذ هذا القرار».
مقتل 70 «داعشياً»
أفاد مصدر أمني عراقي في محافظة صلاح الدين بأن عملية عسكرية واسعة بدأت ضد تنظيم «داعش» في ناحية الضلوعية جنوب تكريت.
وقال المصدر إن «قوات أمنية بدأت عصر أمس، عملية عسكرية واسعة في ناحية الضلوعية جنوب تكريت، بعد وصول تعزيزات عسكرية للناحية».
وكان رئيس مجلس محافظة صلاح الدين أعلن وصول تعزيزات عسكرية كبيرة إلى قضاء بلد وفي طريقها لتعزيز ناحية الضلوعية لمواجهة هجمات «داعش»، فيما أفاد مصدر أمني أن قوة أخرى متكونة من 40 آلية عسكرية وصلت الناحية.
وفي السياق ذاته، أعلن قائد عمليات الجزيرة والبادية اللواء الركن ضياء كاظم أمس، مقتل 70 عنصراً من تنظيم «داعش» الإرهابي خلال العمليات العسكرية في منطقة الخفاجية غرب الأنبار، مبيناً أن من بين هؤلاء عرباً وأجانب.
وقال كاظم في حديث لـ»السومرية نيوز» إن «قوة من فرقة المشاة السابعة التابعة لقيادة عمليات الجزيرة والبادية وبالتعاون مع قوات الرد السريع وجهاز مكافحة الإرهاب ومقاتلي العشائر نفذت اليوم أمس عملية عسكرية في منطقة الخفاجية 160 كلم غرب الرمادي ، أسفرت عن مقتل 70 عنصراً» من تنظيم داعش الإرهابي. وأضاف كاظم أن «قتلى التنظيم بينهم من يحمل جنسيات أجنبية وعربية»، مؤكداً أن «القوات الأمنية تسيطر على الوضع».
يذكر أن رئيس مجلس قضاء حديثة بمحافظة الأنبار خالد سليمان أكد أمس أن العمليات العسكرية الجارية في القضاء لطرد تنظيم داعش الإرهابي شارفت على الانتهاء بعد مسك الأرض، فيما أشار إلى أن الكوادر البلدية تقوم برفع الأنقاض من المناطق المحررة تمهيداً لعودة الأسر النازحة.