الحوثي: لن ننظر بصمت وأحذّر من الاعتداء على اليمنيين
استشهد 10 يمنيين وأصيب عدد كبير، برصاص الشرطة اليمنية التي أطلقت النار على المعتصمين أمام رئاسة الوزراء وسط صنعاء، وأكد مصدر في الحركة أن «الشرطة فتحت النار على المحتجين».
وأفاد شهود عيان بأن «أكثر من 15 شخصاً أصيبوا خلال إطلاق قوات الأمن الرصاص الحي تجاه المتظاهرين». ونفى المتحدث باسم حركة أنصار الله محاولة اقتحام المتظاهرين لمقر رئاسة الوزراء.
ونظمت جماعة أنصار الله أمس مسيرات حاشدة ضمن خطواتها التصعيدية للمطالبة بإقالة الحكومة اليمنية وإلغاء قرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية، والبدء بتنفيذ مخرجات الحوار، تلبية لدعوة السيد عبد الملك الحوثي. وقامت عناصر ملثمة أمام بوابة الوزراء وآخرى تعتلى المباني المجاورة بالاعتداء على التظاهرة.
ودعا مسؤول حركة أنصار الله اليمنية عبد الملك الحوثي الشعب اليمني إلى «الخروج المشرف والحاشد إلى ساحة التغيير في سياق خطوة تصعيدية إضافية ضد الحكومة اليمنية». وقال إن «شعبنا تحرك وهو يدرك أن مطالبه مشروعة، وكل المحاولات المتنوعة والمفجوعة من الفاسدين الذين يحاولوا أن يتصدوا لهذا الشعب، وأن كل المحاولات فشلت». وأضاف أن «كل القوى التي تواجه مطالب الشعب هي في حالة خجل ولا تستطيع أن تتبنى صراحة العمل ضد مطالب الشعب، وأن من يدافع عن الجرعة بعناوين ثانية يدافع عن استمرارية الحكومة بسياساتها الفاشلة، ولا يمكن أن يقال عنه بأنه يعمل لمصلحة شعبه أو أنه يفكر في معاناة شعبه وآلامه».
وأضاف الحوثي في كلمة عبر شاشة قناة «المسيرة» ملقياً خطاباً جماهيرياً استهله بتقديم عزائه لأسرتي الشهيدين اللذين استشهدا على يد قوات الأمن، كما حيا السيد الثوار الأحرار الذين صمدوا وهم يتصدون لمحاولة الاقتحام الظالمة والفاشلة لساحة الاعتصام بشارع المطار.
وأكد الحوثي أن «سياسة الترهيب والترويع لا يمكن أن تثني الشعب اليمني عن الاستمرار في مطالبه، ومن يراهن أو يظن أو يتوهم أن بإمكانه من خلال هذه السياسة الغبية، سياسة الترويع والتهديد أو سياسة القتل أو سياسة القنابل الغازية الأميركية أو غيرها من وسائل الإجرام فهو واهم». وقال: «موقفنا نابع من واقع استشعار المسؤولية ليس من منطلق التكبر ولا من منطلق ليّ ذراع أحد ولا من منطلق الكيد السياسي، بل من منطلق استشعار المسؤولية وشعبنا اليمني العظيم مؤمن بأن قضيته قضية عادلة وواضحة ولن يقبل أن يترك مستقبله بيد الفاسدين والعابثين»، مشيراً إلى أن «الحل سهل يتمثل في أنهم يستجيبوا عملياً بصدق في تنفيذ مطالب الشعب ودعاهم إلى أن يجربوا، وعندها هل سيتبين لهم أن لنا أهدافاً أخرى؟».
ووصف الحوثي الحالة الأمنية التي عليها البلد بحالة الانهيار في ظل الدعائم التي تقوم عليها السياسة الركيكة والضعيفة للحكومة الحالية. وقال لا يمكن أن ننظر بصمت وأن نتفرج بغباء حتى نرى الأشياء السيئة جداً والرهيبة قد تحققت وحصلت وحينها ماذا سنعمل، حينما يعيش الشعب اليمني منكوباً وبشكل فظيع حينما ينهار بلدنا أو يصبح فريسة سهلة وبيئة مفتوحة للاحتلال الأجنبي ولم يبق لدينا كشعب وبلد أي مقومات لمواجهة التحديات ومقاومة الأخطار.
وتابع الحوثي أن «شعبنا أصبح بين خيارين إما أن يواصل مشواره ثابتاً عزيزاً متوكلاً على الله وإما أن يتأثر بسياسة التضليل ويخاف من مسيلات الدموع وسياسة الترويع، فينهار وتنهار عزيمة الناس في البيوت». وتعجب من حزب الإصلاح وإصراره على سياسة الفرعنة والامتناع عن تلبية مطالب الشعب وهذه سياسة مخزية وليس شرفاً له ومعزة.
ورأى مسؤول حركة أنصار الله أن «موقف الإصلاح مختلف عن معظم مواقف الأحزاب الأخرى كون تلك الأحزاب متفهمة لمطالب الشعب». ودعا حزب الإصلاح كله وليس العقلاء فيه فحسب بل حتى الدواعش، إلى أن يتفهموا مطالب الشعب، فالشعب اليمني كله يعاني. ولذلك فإن المكابرة والتعنت تجاه ما يعانيه الشعب يعنيان أنهم لا يبالون بمعاناة الشعب.
ودعا رئيس الحركة اليمنية الشعب اليمني إلى الصبر، قائلاً الذي يشرفنا وفيه الخير والعزة والكرامة لنا والذي به الوصول إلى حقوقنا المشروعة هو الصبر، الصبر في مقام العمل والثبات.
أما في ما يخص الموقف السلبي للولايات المتحدة تجاه الثورة الشعبية، فقال الحوثي: «أميركا هي الآن بسياساتها الخاطئة بسياستها الإجرامية التي تدعم الفساد تنفضح وتنكشف أمام شعبنا اليمني العظيم كما انفضحت في فلسطين وفي العراق». وأضاف ليس غريباً أن تقف أميركا مع الفاسدين، وليس غريباً أن تكون العبوات التي يضرب بها المعتصمون أميركية الصنع وإذا كانت السلطة تراهن على الموقف الأميركي فإن رهاناتها خاسرة. وأردف قائلاً: «إن الرئيس هادي اليوم أمام اختبار حقيقي أمام الله وأمام شعبه لأنه في موقعه كرئيس مسؤول أمام الله سبحانه وتعالى وسيحاسبه الله يوم القيامة حيث لا ينفعه لا علي محسن، ولا حميد الأحمر، ولا كل أولئك الذين يدفعونه أو يوجهونه للدفاع عن الفاسدين.»
ولفت الحوثي إلى أن هناك مفاوضات جارية الآن وإذا رأوا أن هناك تعنتاً كبيراً، فسيقدمون على خيارات استراتيجية وكبيرة جداً. محذراً القوى المستبدة والمجرمة من التورط في مزيد من الاعتداءات، وإذا تورطت بمزيد من الاعتداءات أو سلكت المسلك الإجرامي، فإنها من تتحمل كل المسؤولية المترتبة على ذلك .