العبّادي: سنتصدّى بقوة للقوّات التركية والتحالف متفاجئ من قدرة جيشنا
أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أمس، إنّ الجيش العراقي سيتصدّى للقوّات التركيّة في العراق، بكلّ قوّة، مؤكداً أنه يرفض التدخّل التركي وأنه أبلغ المسؤولين الأتراك بأنّ «دخولهم إلى العراق ليس نزهة».
وأشار العبّادي إلى أنّ الحكومة العراقية تريد علاقات طيّبة مع تركيا. وآخر ما تتمنّاه، هو الصدام العسكري. مذكّراً أنّ «التدريب يحصل عبر اتّفاقات بين البلدان وليس بالتدخّل، كما فعلت تركيا».
وأوضح أنّ بلاده دخلت في مرحلة متقدّمة من تحرير مدينة الموصل، مشيراً إلى إنّ الخطة تقضي بعدم إخلاء المدن العراقيّة من سكّانها، خلال عمليّة التحرير.
وأعلن أن التحالف متفاجئ من قدرة الجيش العراقي في حربه على «داعش»، مؤكداً أنّ القوات العراقية لديها القدرات للدفاع عن مناطق أخرى، كما حصل في الرطبة.
وتوقّع أن ينفذ «داعش» أعمالاً إرهابية من أجل تخريب الوضع الداخلي في العراق. مشيراً إلى حاجة العراق لمساندة المجتمع الدولي للقضاء على الإرهاب.
إلى ذلك، دعا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، إلى وضع خطة واضحة للعمليات المستقبلية ضد «داعش»، بعد حسم معركة الموصل. مشددا على ضرورة منع الإرهابيين من الهروب من المدينة، إلى أماكن أخرى.
وقال هولاند، في افتتاح اجتماع وزراء دفاع التحالف الدولي ضد «داعش» في باريس، أمس: يجب علينا أن ندرس بعناية، كيفية العمل في الأسابيع المقبلة، أقصد الرقة، على وجه الخصوص. إننا على ثقة بأن بعض الإرهابين سيهربون إلى هذه المدينة الرقة ، التي في حال استعادة الموصل، ستكون المعقل الأخير لـ«داعش». ولهذا، عليكم العمل سوياً لرسم مراحل العمليات المستقبلية.
وحذر من أن المقاتلين الأجانب في صفوف «داعش» الذين يتواجدون حاليا في الموصل والرقة، قد يحاولون العودة إلى بلدانهم، لا سيما الأوروبية منها، داعياً دول التحالف إلى توخي أقصى درجات الحيطة ومراقبة تحركات الإرهابيين وضمان التنسيق وتبادل المعلومات الاستخباراتية لتوقيفهم والحيلولة دون تنفيذهم هجمات جديدة.
من جهته، رأى بريت ماكغورك، مبعوث الرئيس الأميركي الخاص إلى التحالف الدولي، إن القوات العراقية حققت تقدما في الموصل. مؤكدا أنه لم يتم تنسيق مع التحالف، أو الحكومة العراقية، بشأن وجود قوات تركية.
ولفت ماكغورك، في العاصمة العراقية بغداد، أمس، إلى أن «داعش» يحاول الدخول إلى المناطق لمحاولة إثارة الرعب بين العراقيين. مضيفا: إن وجود القوات التركية في مدينة بعشيقة، لم يتم تنسيقه مع التحالف الدولي. مشددا على أن أي وجود لأي قوات أجنبية في العراق، يجب أن يكون بالتنسيق مع الحكومة العراقية.
وأكد أن التحالف الدولي سيواصل دعمه للعراق، مبينا، في السياق، أن واشنطن وفرت المستشارين والدعم الجوي لتخليص العراق من «داعش».
وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية التركي، جاويش أوغلو، أمس، إن أنقرة لا تستبعد مشاركة قواتها في عملية برية في العراق.
وأكد أوغلو، في حوار مع قناة «24»: في حالة نشوء تهديد ضد تركيا، سنستخدم جميع إمكاناتنا، بما في ذلك إطلاق عملية برية. مشيرا إلى أن بلاده لن تسمح لعناصر «حزب العمال الكردستاني» بي بي كا بالتمدد شمال العراق.
ميدانياً، قال رئيس إدارة العمليّات في هيئة أركان القوّات المسلّحة الروسية، سيرغي رودسكوي، إنّ غارات التحالف الأميركي على الموصل أدّت، خلال ثلاثة أيام، إلى مقتل 60 مدنياً وجرح 200 آخرين. لافتاً إلى أنّ طائرة أميركية أغارت، الجمعة الماضي، على مدرسة للبنات جنوب الموصل.
وفي السياق، أعلنت بغداد استعادة السيطرة على قضاء الرطبة بالأنبار، فيما أكد «البنتاغون» بالتزامن مع دخول معركة الموصل يومها التاسع، تحرير قرابة 800 كيلومتر مربع من «داعش» في محيط الموصل.
وكانت القوت العراقية أعلنت عن تحرير 78 قرية وقتل ما يصل إلى 800 مسلح من تنظيم «داعش» الإرهابي، بعد مرور أسبوع على انطلاق العملية.
وحسب ما أفادت وزارة الدفاع العراقية، فقد أسفرت العمليات العسكرية عن استعادة قضاء الرطبة بالكامل وقتل العشرات من الإرهابيين واعتقال قسم منهم، فضلاً عن تفكيك عدد كبير من العبوات الناسفة والبيوت المفخخة، من قبل الجهد الهندسي لقيادة عمليات تحرير نينوى، كان الإرهابيون يستخدمونها لعرقلة تقدم القوات العراقية.
بدوره، أعلن قائد جهاز مكافحة الإرهاب، الفريق الركن عبد الغني الأسدي، أن القطعات العسكرية باشرت تكملة كسب بعض الأهداف باتجاه مدينة الموصل وتم تطهير مناطق مهمة، فيما تمت استعادة عدد من القرى، إضافة إلى معسكر جميل. وأصبحنا على مسافة 5 إلى 6 كلم عن المحيط الخارجي للمدينة. موضحًا أن جميع المحاور وفقت في تحقيق الأهداف المعدة والمرسومة لها، من قبل قيادة العمليات المشتركة وبتوجيه من القائد العام للقوات المسلحة، على أن جميع القوات بالاتجاه المطلوب، لتلتقي جميع الأرتال على محيط الموصل الخارجي.
وفي شأن ذي صلة، تحدثت مصادر أمنية في العراق، عن وجود مخطط إرهابي لمهاجمة محافظة كركوك مجدداً بـ300 انتحاري، بعد إحباط هجوم شنه تنظيم «داعش» على كركوك، فجر الجمعة الماضي، في محاولة لفرض السيطرة على مناطق جديدة.