«الباغ» لبشرى خلفان… حياة التساؤلات في الحبّ والتحوّلات والحيرة
منى الشمري
عن «مسعى للنشر والتوزيع» صدرت أخيراً رواية «الباغ»، وهي العمل الروائيّ الأول للأديبة بشرى خلفان، القاصّة العُمانية المميزة، والمعروفة بأسلوبها السرديّ المشوّق ولغتها الرشيقة، وباشتغالها على تفاصيل المكان العُماني وروح إنسانه بنظرة فلسفية عميقة.
و«الباغ» في اللغة الفارسية تعني البستان، وتطلق في مسقط على المَزارع المسوّرة التي يتوسّطها بيت، حيث تأتي هذه الرواية بدلالة العنوان ومجازاته، عُمانية في أدقّ تفاصيلها، تعود بقارئها في الزمن ليعايش أحداثاً وتحولات في تاريخ عُمان الحديث، وتصوّر الصراعات الداخلية والحروب الأهلية التي عانت منها عُمان خلال القرن العشرين. رواية تحكي عن الإنسان العُماني بصلابته ومحبته وهشاشته، تحنّ إلى الماضي لكنها تراه بزاوية واسعة وتجرّب مناقشة كل الاحتمالات، ومن خلال شخصيتين «ريا» و«راشد» يخرجان من ظلم قرية إلى ما يبدو عليه أنه مصير واحد يربطهما بحبل كي يعبرا طين المرحلة.
جاء على الغلاف الخلفي للرواية: «لا يستطيع أحد التنبّؤ بما قد يصير إليه! نغمض أعيننا في لحظة فإذا بنا في المكان الذي لم نختره، نغمضهما، فإذا بنا في الزمان الذي لا نعرف، أو في الدور الذي كنا نتجنب، وما نحن عليه اليوم قد يكون نقيضاً لما نحن عليه غداً، وتظلّ العجلة في دورانها، من دون أن نجد الفرصة لنتساءل، عن خياراتنا وعن مصائرنا. لا تجد «ريّا» جواباً لحيرتها التي تواجه بها أخاها «راشد» لحظة خروجهما من السراير: «الظلم في كلّ مكان، أول وتو»، فلماذا إذاً كان خروجهما؟ في دورة الزمن القاسية، السريعة، والمباغتة، ستعرف «ريّا» كيف ترتّب الحياة لنا أدوارنا، وكيف تصيّرنا خلاف ما نحن عليه، كيف نقبل اليوم ما خرجنا عليه بالأمس، كيف نُختبر في أغلى ما نملك، وفي أحبّ أحبابنا».
«الباغ» رواية من عُمان، تصوّر حياة كاملة من الحبّ والتحوّلات والحيرة، ممتلئة بأسئلة من أزمنة مختلفة، لكنها أيضاً حكاية كل مكان، تدير فيها بشرى خلفان بوصلة الاحتمالات وتغامر في الوصول إلى إجابة صعبة حول فعل الزمن، كيف يحوّلنا ويغيّرنا من دون أن ننتبه، إلى النقيض ربما، إلى ما كنّا نرفضه بالأمس.
كاتبة كويتية