بوتين: قوى في واشنطن أفشلت اتفاقاتي مع أوباما بشأن سورية الأسد يمدد العفو ثلاثة أشهر عمن حمل السلاح

أصدر الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، مرسوماً تشريعياً مدد بموجبه العمل بمرسوم تشريعي آخر لمدة ثلاثة أشهر، يخول العفو عن كل من حمل السلاح، أو حازه لأي سبب من الأسباب وكان فاراً من وجه العدالة، أو متوارياً عن الأنظار.

وينص المرسوم على أن كل من بادر إلى تسليم نفسه وسلاحه للسلطات، خلال ثلاثة أشهر، يعفى عن كامل العقوبة، كما يعفى منها كل من بادر إلى تحرير مخطوف لديه، بشكل آمن ومن دون أي مقابل.

إلى ذلك، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن محاولات إطلاق عملية سياسية في سورية تتعثر وإن اتفاقاته الشخصية مع نظيره الأميركي باراك أوباما، بهذا الشأن، لم تنجح. وقال: «كان يبدو أن جبهة موحدة لمكافحة الإرهاب بدأت تتشكل، بعد إجراء مفاوضات طويلة وبذل جهود هائلة وتحقيق حلول وسط معقدة، إلا أن ذلك لم يحدث. ولم تنجح اتفاقاتنا الشخصية مع رئيس الولايات المتحدة».

وأوضح بوتين، في كلمة ألقاها أثناء جلسة عامة لـ «نادي فالداي» المنعقد في مدينة سوتشي الروسية، أمس، أن قوى معينة في واشنطن فعلت كل ما بوسعها لإفشال تنفيذ الاتفاقات الروسية الأميركية بشأن سورية. مشيرا إلى أن ذلك يعكس سعي الغرب، غير المبرر وغير المعقول، إلى تكرار أخطائه، كما في العراق و أفغانستان.

وأشار إلى أن جماعات إرهابية في سورية، لا تزال تتلقى أسلحة ومساعدات من أجل استخدامها لتحقيق أهداف سياسية معينة. محذراً «هؤلاء الذين يريدون استغلال الإرهابيين»، قائلا «المتطرفون أذكى وأقوى منكم وإنكم ستخسرون دائما في حال اللعب معهم».

في السياق، أعلن المدير العام للصليب الأحمر الدولي، إيف داكور، أن المنظمة تأمل إجلاء المرضى والجرحى من شرق حلب السورية، خلال الأسابيع القريبة المقبلة.

وقال في حديث له على هامش مناقشات «نادي فالداي»، في مدينة سوتشي الروسية، إن المفاوضات جارية حول ذلك وهناك أمل بإجلاء المواطنين من شرق حلب قبل نهاية العام. مشيراً إلى أن الموضوع يتسم بالتعقيد. لافتا إلى إن المنظمة حاولت تنفيذ عملية مشابهة قبل أيام عدة، لكنها لم تنجح.

في غضون ذلك، أعلن المبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا، أن الخطوات المقبلة في تسوية الأزمة السورية، ستتوقف على المباحثات في إطار «عملية لوزان» وعلى نتيجة انتخابات الرئاسة الأميركية.

دي ميستورا، قال في مؤتمر صحافي في جنيف، أمس، أن مكتبه يدرس، الآن، أفضل السبل لتفعيل دور القوى الإقليمية التي يجب، دائما، تشجيعها، من خلال تخطيط ما سيحدث بعد انتهاء الأزمة. مضيفا، إن الأمم المتحدة لم تحقق، حتى الآن، هذه المهمة.

في سياق آخر، أعلن دي ميستورا في مؤتمره الصحافي، أنه عين أحد مستشاريه، فولكر برتس، رئيساً مناوباً مؤقتاً للجنة العمل الخاصة بوقف إطلاق النار، التي أنشئت بقرار من مجموعة دعم سورية. موضحا أن موسكو وواشنطن قررتا تفويض الأمم المتحدة برئاسة اللجنة مؤقتا، بعد توقف المشاورات الثنائية بين البلدين .

وأشار إلى أن قضية وقف إطلاق النار في سورية، ليست أساسية حاليا، إلا أن اللجنة يجب أن تستمر في عملها لكي سيتسنى استخدامها في لحظة مناسبة.

إلى ذلك، دعت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، الهيئات الدولية إلى إجراء تحقيق فوري في استشهاد أكثر من 20 طفلاً، بقصف على مدرسة في قرية حاس، بريف إدلب في سورية، نافية أي تورط للطيران الروسي في القصف.

وأعادت زاخاروفا إلى الأذهان، أن عددا من وسائل الإعلام الغربية، سارعت إلى توجيه أصابع الاتهام للقوات الجوية الروسية، استناداً إلى مزاعم من وصفتهم بأنهم شهود عيان، على الرغم من عدم وجود أي أدلة على أي دور روسي في الهجوم.

وجددت رفض بلادها ما تنشره وسائل الإعلام الغربية من مواد إعلامية مفبركة حول الفظائع المزعومة المنسوبة إلى الطيران الروسي. وكشفت أن موسكو وزعت أمس، في مجلس الأمن الدولي وفي مؤسسات مكتب الأمم المتحدة بجنيف، وثيقة تتضمن حقائق حول مدى وفاء الأطراف بالتزاماتها، في إطار خطة التسوية السلمية للصراع السوري، لاسيما في سياق الاتفاقات الروسية الأميركية التي توصل إليها الطرفان يوم 9 أيلول الماضي.

وفي معرض تعليقها على مضمون تلك الوثيقة، التي تتضمن معلومات وصورا توثق غارات وجهها التحالف الدولي بقيادة واشنطن، إلى أهداف مدنية في سورية وجرائم ارتكبها إرهابيون، قالت زاخاروفا: إن تصرفات التحالف تقوض الوضع العسكري والسياسي والإنساني في سورية. وذكَّرت في هذا الخصوص، بأن منظمة العفو الدولية نشرت بيانات حول ازدياد الخسائر البشرية جراء غارات التحالف الدولي، على سورية.

واعتبرت أن التصريحات الغربية عن الوضع في سورية، خرجت عن نطاق الكيل بمكيالين وباتت تشبه دعماً مباشراً للإرهابيين، مرجحة أن تكون هذه الحملة الإعلامية، جزءا من المساعي الرامية إلى إسقاط الحكومة في دمشق.

ميدانياً، سيطر الجيش السوري على بلدة صوران، في ريف حماه الشمالي، بشكل كامل، بعد يوم من سيطرته على منطقتي المداجن والبرج وضهرة الفطس وتلة خربة كحيلة، غرب بلدة معان.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى