«تفاصيل صغيرة»
«يمكننا أن نخدع بعض الناس بعض الوقت، لكننا لا يمكن أن نخدع كلّ الناس كلّ الوقت».
في بعض الأحيان، أفكر كيف يشعر أولئك الذين يرتدون أقنعة في لحظة سقوط القناع؟ هل يشعرون بالخجل أو الإحراج مثلاً؟ أم أنهم اعتادوا ذلك وتبلّد أحساسهم؟ أحياناً كثيرة يراودني السؤال: ترى، لماذا يخفي بعض الناس حقيقتهم؟ لماذا يُظهرون ما ليس فيهم؟ لماذا يختبؤون خلف أقنعة من ذهب حين تكون حقيقتهم صدئة؟ هل هي الرغبة في الظهور بشكل أفضل في عيون الآخرين أم هي الرغبة في التمويه والتعمية؟ وإن كانت كذلك، فهل من باب حماية الذات كما قد تفعل بعض المخلوقات في التلوّن بحسب بيئتها لحماية نفسها؟ أم من باب نصب الأفخاخ وتصيد الآخرين كما قد تفعل مخلوقات أخرى حين تتخفّى في أشكال أو ألوان تتماهى مع محيطها؟
في واقع الأمر، إن كان ارتداء القناع لنحسّن صورتنا فيمكننا أن نستعيض عن الأقنعة بتطوير حقيقتنا لتكون أجمل من أيّ قناع يبهرنا. أما إن كان لغاية الغدر، فإن الغدر كالحقد والحسد، سيفتك بصاحبه في النهاية، وما نزرعه بيدنا اليوم سواء من خير أو من حبّ أو كره، من وفاء أو غدر، سنحصده غداً. سواء نحن أو أبناؤنا أو حتى أحفادنا.
كن الروح الجميلة التي تنشر الحبّ والخير أينما حللت، كن الوجه الذي تبتسم له القلوب ما إن تراه، كن الطاقة الإيجابية لأصدقائك، ولكل من يعرفك، كن أنت، كن حقيقتك مهما كانت. فحقيقة سيئة تعمل على تنقيتها وتحسينها، خير من حقيقة جميلة، لكنها مزيفة، وللحديث تتمة.
منى عبد الكريم