الأمم المتحدة تؤكد مقتل 230 مدنياً في المدينة والبرزاني يتحدث عن «الاستقلال»
أعلن متحدث باسم التحالف الأميركي، توقف القوات العراقية لمدة يومين، عن شن هجمات، لترسيخ النجاحات المحققة منذ بدء عملية استعادة الموصل من تنظيم «داعش».
وقال الكولونيل الأميركي، جون دوريان، في مؤتمر بـ«الفيديو» من بغداد: «نعتقد أن الامر سيستغرق قرابة يومين قبل استئناف التقدم نحو الموصل»، موضحاً أن هذا التوقف من ضمن مخطط التحالف.
وأشار دوريان، إلى أن التوقف جاء بهدف تعزيز القوات العراقية لمواقعها. والقيام بعمليات تمشيط داخل المناطق التي تمت استعادتها.
على صعيد آخر، أكد رئيس حكومة «إقليم كردستان» العراق نيجيرفان البرزاني، أنه يريد مناقشة «استقلال» هذا الإقليم المتمتع بحكم ذاتي واسع، حال تحرير مدينة الموصل من تنظيم «داعش».
وذكر البرزاني، في مقابلة نشرت أمس في مجلة «بيلد» الألمانية: أن الأمور ناضجة منذ فترة طويلة، لكن حاليا نركز على المعركة ضد تنظيم «داعش».
أضاف: فور تحرير الموصل، سنجتمع مع شركائنا في بغداد لنتباحث في استقلالنا. انتظرنا طويلا وكنا نعتقد انه بعد 2003 غزو الولايات المتحدة للعراق ستكون هناك انطلاقة جديدة لعراق جديد ديمقراطي. لكن هذا العراق فشل. حسب تعبيره.
أضاف المسؤول الكردي: هنا، نحن لسنا عربا بل أمة كردية.
وكان مسعود البرزاني، رئيس «إقليم كردستان» وهو عم نيجيرفان، دعا في فبراير/شباط الماضي، إلى إجراء استفتاء لانفصال الإقليم وإقامة دولة كردية في شمال العراق، الأمر الذي صعد من التوتر، الموجود أساسا، مع الحكومة المركزية في بغداد.
وبخصوص معركة الموصل، قال نيجيرفان: إن استعادة المدينة ستتم خلال ثلاثة أشهر على الأكثر، مع مواصلة تقدم القوات العراقية. مضيفا: سيطرنا بسرعة على الضواحي، لكن ما لا نعرفه هو بأي درجة من الكثافة سيدافع التنظيم عن نفسه، داخل الموصل.
وحذر قائلا: لديهم مئات المرشحين للهجمات الانتحارية. ومن المؤكد أن هناك ورشات لصنع العبوات الناسفة. إنها أكبر خطر خلال التقدم.
وطالب بمساعدة مالية أكبر من الاتحاد الأوروبي، للاهتمام بالنازحين القادمين من الموصل. كما طالب بتجهيز قواته بمزيد من السلاح من المانيا.
وشدد على حاجة قوات «البيشمركة» إلى إمدادات إضافية من الأسلحة لمحاربة التنظيم. وذلك، ردا على سؤال فيما إذا كانت هناك حاجة لوحدات إضافية من الصواريخ المضادة للدبابات «ميلان».
وكانت وزارة الدفاع الألمانية، قالت في أغسطس/آب، أنها سلمت 70 طنا من الأسلحة، منها 1500 بندقية و100 صاروخ «ميلان»، التي تطلق من على الكتف و3 مركبات مدرعة، إلى حكومة «إقليم كردستان».
وأشارت الوزارة، إلى أن ألمانيا أرسلت أكثر من 30 شحنة من الأسلحة تزن أكثر من 2000 طن إلى حكومة «إقليم كردستان»، منذ 2014.
من جهة أخرى، كشفت الامم المتحدة، الجمعة، عن أن تنظيم «داعش» قتل أكثر من 230 شخصاً في مدينة الموصل ومناطق حولها.
وقالت الناطقة باسم المفوضية، رافينا شمدساني، للصحافيين في جنيف، إن معلومات أفادت بقتل 232 شخصاً بالرصاص، الاربعاء الماضي. موضحة أن من بين هؤلاء 190 عنصراً سابقاً في قوات الامن العراقية.
أضافت: إن هذه المعلومات تم التثبت منها قدر الامكان، مشيرة إلى أن عدد الذين قتلوا في الايام الاخيرة، قد يكون أكبر من ذلك.
وعمد «داعش» إلى عمليات القتل المذكورة، في إطار استراتيجية التنظيم على إجبار الناس، الذي يعيشون داخل الموصل، على البقاء. وفق شمدساني.
ويهدف التنظيم، بحسب الناطقة باسم المفوضية، إلى استخدام المدنيين «دروعاً بشرية» في المعركة مع القوات العراقية.
وقالت المنظمة الدولية للهجرة، إن 18 ألفاً و804 أشخاص فروا منذ بدء العملية التي أطلقتها بغداد في 17 تشرين الاول/اكتوبر، لاستعادة الموصل.
وقال كارل شمبري، المستشار الاعلامي الاقليمي للمجلس النروجي للاجئين لــ «فرانس برس»: لاحظنا تزايداً كبيراً في الاعداد، خلال الايام القلية الماضية. وهم الآن، يتوجهون إلى مخيمات أقيمت حديثاً. مؤكداً أنه يتوقع ارتفاع عدد النازحين كلما اقتربت القوات العراقية ودخلت مدينة الموصل.