دمشق في عيني نزار

يكتبها الياس عشّي

في آذار من سنة 1979 لبّى الشاعر نزار قباني دعوة من اتحاد الطلبة السوريين لإقامة أمسية شعرية في دمشق، وكعادته وطّأ نزار أمسيته بجوهرة نثرية رائعة، أقتطف منها:

«… في الشام لا أستطيع إلّا أن أكون حمامةً.. أو بنفسجةً.. أو عريشة عنب..

لا أستطيع إلّا أن أكون قصيدة.. أو مئذنةً.. أو نهداً.. أو سفرجلةً..

لا أستطيع إلا أن أكون سمكة في الفرات، أو سنبلة في حوران، أو صدفةً على رمال اللاذقية، في الشام لا أستطيع أن أكون فيلسوفاً.. أو واعظاً.. أو حكيماً..

لا بدّ أن أخترع لغة استثنائية لهذه المدينة الاستثنائية..

كلّ حروف أبجديتي مقتلعة حجراً حجراً من بيوت دمشق، وأسوار بساتينها، وفسيفساء جوامعها..

لا يمكن الفصل أبداً بين الحبر الذي أكتب به، وبين أنهار دمشق السبعة».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى