نصر الله: علينا مسؤولية في حفظ مكانة المنطقة لأنها في قلب الأحداث والإنجاز والانتصارات
أطلق الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، سلسلة مواقف هامة في اللقاء مع فعاليات منطقة بعلبك الهرمل، كان أبرزها الدعوة إلى التزام ميثاق الشرف الذي أعلنه الإمام موسى الصدر عام 1970 لأهالي المنطقة، بالإضافة إلى تمنيات من السيد نصر الله بتحمّل المسؤولية من قبل المواطنين لإيقاف التعديات والجرائم التي تحصل في منطقة بعلبك الهرمل والالتزام بتسليم المجرم ورفع الحماية عنه، فضلاً عن الالتزام بعدم إطلاق النار في الهواء خلال المناسبات.
وطالب السيد نصر الله الدولة اللبنانية بتحمّل مسؤولياتها تجاه منطقة بعلبك الهرمل، وأن تثبت حضورها ليس أمنياً وقضائياً فقط، بل من خلال التنمية وإنشاء المشاريع الاقتصادية وإيجاد فرص العمل للمواطنين، واعداً بالاستمرار في متابعة الملف الأمني في بعلبك الهرمل بالتنسيق مع الرئيس نبيه بري وحركة أمل.
وأكد السيد حسن نصر الله «أن ما حصل خلال الأشهر الماضية في منطقة بعلبك الهرمل من حوادث قتل لأسباب مختلفة مزعجٌ ومخيفٌ»، مشيراً الى أن «أهل المنطقة يشعرون بالخوف على أنفسهم وعائلاتهم وممتلكاتهم».
وقال «إن الأمن هو مطلب بحدّ ذاته بمعزل عن النتائج المترتّبة، عليه وهو نعمة من الله». وأضاف «الناس في المنطقة يجب أن يعيشوا بأمن وراحة بال وأن يشعروا براحة البال في ما بينهم. وهذا هدف شريف ومقدس سواء بالبعد الديني أو الوطني».
وتابع «أن تكون منطقتنا آمنة شرطٌ من شروط التنمية والسياحة وفرص العمل والاستثمارات. منطقةٌ لا أمن فيها كل ما سبق سينعدم، وإذا أردنا للمنطقة أن تتطوّر ثقافياً وإنمائياً فالشرط الطبيعي هو الأمن، ومن بديهيات السنن الاجتماعية والتاريخية هو الأمن، فالأمن مثل الصحة في جسد الإنسان، لكنها في جسد منطقة».
وشدّد السيد نصر الله على أنه «لا بدّ من تثبيت الأمن الداخلي من أجل عيش الناس والتنمية وتأمين فرص العمل والسياحة». وتابع «علينا مسؤولية في حفظ أمن المنطقة وكذلك سمعتها وصورتها ومكانتها على المستوى الوطني والمستوى الإقليمي، لأنها في قلب الأحداث والإنجاز والانتصارات»، لافتًا إلى «أن هناك مسؤولية تقع على الدولة وأخرى تقع على الناس ومن الممكن أن يبسّط أحدهم الأمور فيضع المسؤولية على الدولة فقط وهذا خطأ».
وأردف «علينا التعاون في مجموعة من الأمور التي يمكن أن تساعد في تخفيف تدهور الوضع الأمني.. هناك مسؤولية كبيرة على الفعاليات والنخب والأشخاص ولا يمكن تحميل الدولة المسؤولية فقط.. يجب أن يُحمّل القاتل وحده مسؤولية الجريمة لا أهله وعائلته، فيكون أخذ الحق من القاتل عبر القانون، وعليه يجب رفع الحماية عن القاتل أو اللصّ».
وأضاف «نحن نطالبكم بالالتزام بالميثاق الذي ورد عام 1970 للسيد موسى الصدر والإيفاء بالقسم الذي حصل وقتها. وهذا الميثاق يجب أن نعمل على أساسه وبمضمونه».
وشدّد الأمين العام لحزب الله على «أن هناك أيضاً أمراً آخر اتفقنا عليه مع الرئيس نبيه بري والأخوة في حركة «امل»، ونطلبه منكم وهو أن نتعاون على تسليم الفاعل للجرم سواء كان سارقاً أو قاتلاً أو معتدياً للدولة». وأوضح أنه «عندما يتم تسليم المعتدي إلى الدولة فإن ذلك يريح أهل الضحية ويقطع الطريق على الفتنة». ولفت إلى «أنه تجب المبادرة لمعالجة المشكل قبل أن نصل لوقوع جرحى وقتلى وهناك إمكانية لذلك».
وتابع السيد نصر الله حديثه وقال «يجب أيضاً أن تتحمل الدولة المسؤولية وعليكم أن تتعاونوا معنا من أجل ذلك من خلال تحركات أو زيارات من أجل الضغط لذلك». وأضاف «علينا بالإضافة الى قَسَم الشرف للإمام الصدر، أن نسلّم القاتل، ونسارع إلى حل أي أزمة تقع، وأن تتحمّل الدولة المسؤولية ايضاً». ولفت إلى أن «هناك مَن يسرق أو يخطف ويعتدي ويقتل، والدولة لا تقترب منه. ونحن نقول على الدولة أن تتحرّك وتعتقل وتحاكم محاكمة عادلة».
وأوضح «أن هناك مطالبات من الناس لنتدخّل بفرض الأمن، بما أنه لدينا قوة ذاتية، ولكن ذلك خطأ ومن غير الصحيح أن نتدخل، وهناك تداعيات خطرة ويولّد مشاكل وفتناً، وعلى الناس أن تتفهّم ذلك». وذكر «اليوم لا بديل عن الدولة ولو أننا في مواجهة ضد الاحتلال لا مشكلة في التدخّل، لكن في الداخل على الدولة أن تتحمّل المسؤولية». وأشار إلى أن «قبل الحديث عن العفو العام يجب العمل على منع أسباب ما يحصل وتحمّل المسؤولية في ذلك لمعالجة هذه المشاكل».