محور «الشرق الأوسط الجديد»: هزائم متتالية وتصعيد محتمل

ناديا شحادة

ملفات الشرق الأوسط متداخلة مع بعضها البعض والتطورات التي يشهدها، أي منها، تؤثر، بشكل كبير، على الأخر وبالذات، التطورات التي يشهدها الملف السوري. فالمشهد السوري، منذ بداية العدوان، كان له الدور الأبرز في رسم المعادلات الإقليمية والدولية، لما لسورية من موقع هام في قلب الحروب الكبرى، التي تدور في المنطقة والعالم. والمؤامرة ضد سورية مرتبطة بمصالح دولية واقليمية، لها العديد من المشاريع في المنطقة، أبرزها أقامة مشروع الشرق الاوسط الجديد، حيث كانت أول محاولة لتمريره عبر البوابة اللبنانية، في عدوان تموز 2006، لكن تصدي المقاومة اللبنانية حال دون تنفيذه. كما حاولوا ضرب وتفتيت محور الممانعة والمقاومة في المنطقة، خدمة للكيان الصهيوني. وبدوأ بتنفيذ هذا المشروع عبر البوابة السورية .

صمود سورية، بمشاركة حلفائها، أفشل المشروع وأفشل محاولات النظام السعودي إبعاد سورية عن محور المقاومة. أصيب بالفشل بسبب صمودها ورفضها تلك المحاولات.

يؤكد الخبراء الإستراتيجيون أن صمود سورية وتدخل روسيا، بشكل مباشر، قطع الطريق على الدول المعادية لدمشق، التي كانت تراهن على التنظيمات الإرهابية في تنفيذ مخططاتها، الرامية إلى إسقاط وتدمير سورية. وبعد أن اشتدت العمليات الروسية، التي تبعها انتصارات للجيش السوري، أصبحت صرخات واستغاثات الجماعات المسلحة في سورية، تدوي بشكل مسموع في إرجاء الدول الداعمة لها. وبتنا نسمع عويل تلك الدول، من خلال إطلاقها تصريحات لا تمت للواقع بصلة، منها الاتهام المبرمج والمتصاعد للمندوبة الأميركية من على منصات مجلس الأمن، لروسيا، بأنها ترتكب جرائم حرب وأنها هي المسؤولة عن تدهور الوضع الإنساني في سورية..

إن المستجدات والمتغيرات التي نشهدها، لا يمكن تجاهلها في الساحات الثلاث من سورية إلى اليمن والعراق وصمود المحور الجامع بينهما: محور المقاومة، انعكس بشكل ايجابي على ملف الاستحقاق الرئاسي في لبنان، الذي يعتبر ملفا إقليميا بتشعبات دولية، في الدرجة الأولى. فهو عنوان من عناوين الاشتباك الإقليمي الدولي في المنطقة. واي تغيرات جوهرية في المعطيات المتصلة به، تنعكس عليه سلبا أو إيجابا. وطالما كانت نتائج الاشتباك الإقليمي في صالح محور الممانعة والمقاومة، بعد عامين ونصف من الفراغ الرئاسي اللبناني، جاءت المبادرة لتبني ترشيح العماد ميشال عون، نتيجة صمود سورية وثبات حزب الله والمحور الجامع بينهما. وظهر في المنطقة ضعف المحور الأميركي بامتداداته التركية القطرية والسعودية، التي سعت جاهدة الى تصفية حزب الله في لبنان. وقامت، من غير أي مستند قانوني وشرعي، بشن عدوانها على اليمن لتدميره. وها هي الآن، بعد ما يقارب 19 شهراً، مستمرة بهذا العدوان، تحت عنوان إعادة الرئيس المستقيل والمنتهية صلاحيته عبد ربه هادي منصور.

يبدو أن المملكة، التي خسرت كل من الملف السوري وملف الرئاسة اللبنانية، عادت للتصعيد في اليمن، فلا مؤشرات أو معطيات جديدة تفيد بقرب انتهاء العدوان السعودي على الشعب اليمني. وبعد فشل الهدن المقترحة وخرق اتفاقيات وقف إطلاق النار وفشل الأمم المتحدة، على مدار ما يقارب من ثلاث سنوات في وقف العدوان، أو حتى تحجيمه، نتيجة تعنت السعودية، تصبح المبادرات والمفاوضات مجرد وسيلة لتضييع المزيد من الوقت.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى