الإرهاب وداعشيته السياسية خيار استراتيجي لأميركا
محمد احمد الروسان
عندما خلقت أميركا «الداعشية» العسكرية عبر توجيه أسباب إنتاج ظروف بيئتها في المنطقة، خلقت «الداعشية السياسية»، والأخيرة ضرورة لاستمرارية الأولى في فعلها وتفاعلاتها ومفاعيلها. والإرهاب هو الخيار الاستراتيجي لنواة الدولة الأميركية، والإدارة الأميركية كحكومة بلوتوقراطية في الداخل الأميركي حكومة الأثرياء، هي صدى المجمّع الصناعي الحربي الأميركي، وهي التي تمارس فن الإقناع بالإرهاب بالمعنى الرأسي وبالمعنى العرضي، إنْ لجهة الداخل الأميركي، وإنْ لجهة الخارج الأميركي.
وتعتقد الولايات المتحدة الأميركية ومعها بعض جهات عربية، بأنّ فلاديمير بوتين غارق في الأزمة الأوكرانية، والإيرانيين في حال تقهقر إلى حدّ اتخاذ مواقف هي أقرب ما تكون الى الدفاع عن النفس، وعلى هذا الأساس فالطريق الى دمشق آمن أكثر من أيّ وقت مضى عبر الدواعش ومحاربتهم، وبُعيْد قمة الناتو في ويلز.
كما تعمل واشنطن في هذا الآوان، على إعادة توجيه الإرهاب الى موسكو وشمال القوقاز عبر مجتمعات الدواعش والزواحف والقوارض، فهي أي واشنطن تملك شيفرة تركيبها التنظيمي وانتشارها من أجل إعادة توجيهها، وسيكون لتركيا كمخفر متقدم لـ»الناتو» في المنطقة أدوار في ذلك، وبعد تولّي أحمد داوود أوغلو رئاسة الحكومة ورجب طيّب أردوغان رئاسة الدولة، حيث الرعاية الخاصة لأنقرة عبر مجتمع المخابرات التركي لهذه المجتمعات الإرهابية من الدواعش والزواحف والقوارض، مكنّها ذلك من الحصول على كلّ تركيبتها البنيوية وطبيعة عملها وانتشارها وتوجهاتها.
هل تريد واشنطن تقسيم أوروبا؟
الفدرالية الروسية لديها تصوراتها ورؤيتها حول الأهداف الأميركية إزاء القارة الأوروبية العجوز، حيث تسعى واشنطن الى تقسيم أوروبا عبر خلق الإرهاب ثم محاربته بشكل جماعي أو فردي، والأميركان هم المسؤولون عمّا يجري في أوكرانيا، وتضخيم خطر مجتمعات الدواعش والزواحف والقوارض أميركيّاً وبريطانيّاً، لدفع كثير من الدول الى المظلة الأميركية من جديد ابتعاداً عن المظلة الروسية، ثم يُصار الى توزيع مساحات النفوذ بينهما بحيث لا يتحوّل التنافس بين لندن وواشنطن، الى صراع عميق يستنزف أولوياتهما وقواهما الحيّة وأدواتهما، فالروسي موجود ويتربّص بهما المنون كما تعتقد واشنطن ولندن.
في السياسة الكونية تعتبر لندن وواشنطن بأنهما قوّة بحرية، أمّا روسيّا والصين والهند وحتّى ألمانيا قوّة بريّة، والهدف الرئيس للندن وواشنطن من الحرب العالمية الأولى والثانية كان السيطرة على كافة الطرق البحرية في العالم، وعلى الشواطئ البريّة القريبة من هذه الطرق، وقد نجحتا في ذلك لفترات زمنية محدودة، فمشروع «الناتو» الذي كان من أهدافه الانتشار في آسيا وشقّ القوى العظمى فشل فشلاً ذريعاً، فمثلاً أفغانستان التي أريد لها أن تكون المحطة الأولى لهذا المشروع في نهايات هذا العام 2014، ستخرج من السيطرة الأميركية وتدخل ضمن نطاق التأثير الروسي الصيني، ومنظمة شانغهاي المعادل العسكري لـ»الناتو» بدأت بالمناورات المبكرة من أجل ذلك، وقد تتبعها مناورات بالأسلحة الاستراتيجية لدول البريكس، المعادل المدني والعسكري للاتحاد الأوروبي.
الشرق الأوسط يشكل قلب الحروب الاستراتيجية الدولية، وروسيّا تعلم وتعي أنّ القاعدة ومشتقاتها ومجتمعات الدواعش والزواحف والقوارض، تخضع للحماية الأميركية وتشكلت في مصانع الاستخبارات الأميركية لمواجهة الفدرالية الروسية والصين.
من جهة ثانية، تتجلّى صور الصراعات الدولية الخفية في جيوب جغرافية مختلفة في العالم، لصناعة أرخبيلات اثنية وطائفية مختلفة عبر بؤر ومسارب سياسية وعسكرية بالوكالة، ألمانيا مثلاً تعتبر العرق الكردي جزءاً من العرق الألماني الآري، فإيران وروسيّا لعبتا دوراً في معارضة ألمانيا ورغبتها في تأسيس دولة كردية مستقلة في العراق، ونجحتا في إجلاس الحليف الثاني الكرد لأميركا بعد «إسرائيل» على طاولة الحوار الديبلوماسي.
خطاب استغاثة سعودي
وموسكو مثلاً وجدت في الخطاب السعودي الجديد، حول خطر وصول الدواعش خلال شهر الى أوروبا وشهرين لأميركا الفتح والضرب بالمندل السياسي ، هو خطاب استغاثة أكثر مما هو تعبير عن خطر وشيك، وفي الوقت نفسه هناك تقديرات روسية بحق دواعش الماما الأميركية، أنّ هناك خطين متوازيين لا يلتقيان، يتمدّد «داعش» الماما أحياناً وينكمش أو ينكفئ أحياناً كثيرة، على وقع خط يدفع دول المنطقة بما فيها إيران وسورية الى معمارية استراتيجية محدّدة، بعد إعادة النظر بالبنى التي شاخت أو تخلخلت أو تداعت.
موسكو تعلم أنّ واشنطن دي سي توظف مجتمعات الدواعش والزواحف والقوارض لحروب جديدة، وخدمة لمصالحها عبر ضرب قوى المقاومة الشاملة في المنطقة، عبر صناعة الكذبة في سورية، عمل الوحدات الخاصة الأميركية، وكلاء الحرب الأميركية في سورية من بعض العرب، مفاهيم الاغتصاب للنساء وقتل الأطفال ومكافحة الإرهاب لتشريع عمليات الاحتلال العدواني القادم، تماماً كما حدث من قبل في أفغانستان المحتلة، العراق وليبيا المحتلين، ويكاد أن ينجح في الحدث السوري… الخ.
الولايات المتحدة الأميركية تخوض وبقوّة حروباً سريّة، لم يقرّها ولن يقرّها الكونغرس الأميركي، وقطعاً ليس للمورد البشريّ السكّاني لتلك الدول، التي ستسحق حياتهم وأجسادهم أي دور في منعها، فمن أجل تحقيق خدمة الأهداف الاستراتيجية للسياسة الخارجية الأميركية، بل من أجل هندسة نستولوجيا تلك الأهداف، لتصبح أهدافا ما فوق استراتيجية، فانّ وحدات القوّات الخاصة الأميركية، تقوم بتنفيذ لب وجوهر العقيدة الأميركية ومعتقدها الراسخ الذي لا يخضع لأي دينامية مراجعات، والقائم على «أحقية» القيام بالاغتيالات السياسية، التسلل عبر الحدود السيادية للدول، وزعزعة استقرار و أو تقويض أنظمة الحكم، من دون إعارة أي اعتبار لجهوزية مؤسسات الدولة ونسقها السياسي المراد استهدافها وذات السيادة، للتغيير أو رغبتها فيه أصلاً.
وعليه اختارت العاصمة الأميركية واشنطن دي سي، أسلوبا قديما بذات الأدوات لبعض أنواع من الحروب، ولكن آثاره وتداعياته وشدّته في الألفية الثالثة للميلاد كبيرة جداً، ويقلب الأمور رأساً على عقب، ويغيّر أمزجة الرأي العام الدولي والإقليمي والمحلي بخبر وصورة وخلال لحظات، وعبر عمليات البروباغندا السوداء وكواليسها.
ومثل الذي يقطع أنفه نكايةً بوجهه، صارت واشنطن تستخدم أدواتها الحربية الشاملة من المورد البشري السكّاني للدولة المراد استهداف نسقها السياسي، ومن موارد بشرية من دول جواره المحلي والإقليمي، حيث جميعها تشترك باللغة والدين والأخلاق والقيم والأهداف، وبالعادات والتقاليد والمشاعر وبعلاقات نسب وقربى، ويؤدي جلّ العمل ذاك إلى تدمير الدولة ونسقها السياسي بأبنائها وأبناء دول جوارها، والحال هذه خير مثال على ما يجري بالحدث السوري وتشعّباته المختلفة، عبر إحداث انحراف في جهاز مناعة الدولة المستهدفة ونسقها، لكي يقوم جهاز المناعة الخاص بالدولة بمهاجمة الأنسجة السليمة، بعبارة أخرى كيف يتمّ جعل الدولة تدمر نفسها بنفسها وعبر مساندة من محيطها؟! وهذا ما يجري في الحدث الاحتجاجي السوري وعبر وكلاء السي أي ايه من بعض العرب، ومن الغرب ومن بعض الداخل والخارج السوري.
انّه أسلوب حرب العصابات، استخدام القتلة، المتمرّدين، المخرّبين، حرب بالكمائن بدلاً من المواجهة، عبر التسلّل بدلاً من الهجوم، انّه نصر عبر تقويض العدو وإنهاكه بدلاً من الاشتباك معه، حرب تترصّد الاضطرابات وإحداث فوضى خلاّقة وغير خلاّقة.
ويؤكد جلّ الخبراء النفسيّين الإعلاميّين الاستخباريّين، والذين يعملون في أجهزة الاستخبارات العسكرية والمدنية المخابراتية الشرطيّة، أنّ اللجوء إلى أكاذيب التعذيب والاغتصاب كبنى تحتية لأي عملية بروباغندا، وعبر وكلاء حربيين لتخدم هدف محدد، وهو خلق بيئة تساعد على خلق ظروف تقود في النهاية إلى الحرب.
نعم عندما تحدّد الامبريالية الأميركية الاستهدافات، تصبح مفاهيم الاغتصاب والتعذيب وقتل الأطفال عبر ارتكاب مجازر، وفقاً لجداول زمنية وديمغرافية وفي الوقت المناسب، تصبح مفاهيم لمكنونات أدوات التشويه السياسي للنسق السياسي المستهدف، ليُصار إلى إضفاء ملاذات شرعية آمنة لأي عدوان يقرّر من قبل ما يُسمّى «بالمجتمع الدولي» أميركا .
رأينا كيف تمّ تشريع احتلال أفغانستان وتحت مسمّى الحرب على الإرهاب الدولي، ثم تشريع احتلال العراق وتحت مُسمّى أسلحة دمار شامل لم تظهر حتّى اللحظة، ثم احتلال ليبيا وإسقاط نظام الرئيس معمّر القذّافي، والآن جلّ الجهود تصبّ في تشريع وتوظيف كلّ شيء لاستهداف سورية ونسقها السياسي، واستهداف النهج الأموي في عبادة الخالق، وجاءت فكرة الدواعش الأميركية في وقتها.
إنّ ما يجري في سورية حرب غير تقليدية، والجانب الأقبح لتلك الحرب، بالإضافة إلى كونها خرقاً واضحاً للقوانين الدولية، التي تفرض احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها والحياة الإنسانية والملكية الشخصية…الخ، هو الجهد الحثيث والمستشرس للتأثير نفسياً على الشعب وقبله على حكومته، وإنّ هذا الجانب بالتحديد من الحرب الغير تقليدية ينافي منظومة القيم لأي أميركي عاقل.
من بين حالات الفوضى الإقليمية والمحلية، قدمت الانتفاضات العربية في العام2011 فرصة للمضي قدماً في نشاطات الحرب غير التقليدية في الدول المعادية، سواء أكانت شعوب تلك الدول راغبة في تغيير النظام أم لا، والأمثلة الأوضح نلحظها في إيران وليبيا والعراق وسورية، وجميعها كانت في السنوات الماضية أهدافاً للحرب غير التقليدية بدرجات متفاوتة، والنتائج كانت متفاوتة أيضاً.
كان من المفترض أن يكون الرابع عشر من شباط لعام 2011 قبل أربع سنوات من الآن نقطة البداية لضربة في إيران، ولكن الجمهورية الإسلامية كانت على أهبة الاستعداد نتيجة خبرتها المتأتية عن الحرب غير التقليدية التي شنّت عليها بعد انتخابات الرئاسة الإيرانية في العام 2009.
لقد شكل استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في الفترة التي تلت تلك الانتخابات، كأداة لتنسيق الاحتجاجات ونشر الروايات المناهضة للنظام، بداية لعهد جديد من ثورة الإنترنت على نطاق العالم، لم يضيّع البنتاغون الوقت، وأعلن توسيع نطاق عملياته ليشمل الفضاء الافتراضي، كما زاد بشكل ملحوظ الميزانية المخصصة للنشاطات التدميرية على الشبكة الإلكترونية.
آلة البنتاغون للبروباغندا
في حزيران الماضي من عام 2012، أعلن السلاح التكنولوجي لوزارة الدفاع المسمّى اختصاراً «داربا»، عن برنامج تبلغ ميزانيته الآن أكثر من مائتي مليون دولار، يمكن الجيش الأميركي من «رصد وتصنيف وقياس ومتابعة تشكّل وتطوّر انتشار الأفكار والمفاهيم» في الشبكة الافتراضية. وقد سمّت مجلة «وايرد» هذا البرنامج بآلة البنتاغون للبروباغندا عبر المواقع الاجتماعية، وذلك بسبب خططه القائمة على «نشر رسائل مضادة لتأثير عمليات الخصم المرصودة.» مما يسمح «باستخدام أذكى للمعلومات لدعم العمليات العسكرية» وتجنب النتائج غير المرغوب بها. سيسمح المشروع بأتمتة العمليات بحيث يتمّ «تحديد المشاركين والمستهدفين، وقياس آثار حملة الإقناع»، وليتمّ في المحصلة تحقيق التسلل وإعادة توجيه الحملات المرتكزة على مواقع التواصل الاجتماعي وفقاً لما تقتضيه الحاجة.
يبدو أنّ حملة الحرب غير التقليدية على إيران قد اقتصرت على التخريب التكنولوجي، وعلى الاغتيالات والتسلل عبر مواقع التواصل الاجتماعي. أما في ليبيا فإنّ الحملة ذهبت في اتجاه أكثر حدية. يختلف السيناريو الليبي طبعاً بأنه تمّ بغطاء من «الناتو»، بينما تولّى العسكريون الأميركيون القيادة من خلف الستار وكان هناك جهد حربي أوروبي كبير وعبر فرنسا إبان حكم الملك ساركا ساركوزي . يضاف إلى ذلك أنّ النجاح واسع النطاق لعمليات الحرب غير التقليدية لا يرجع إلى القتال وجهاً لوجه، بقدر ما يرجع إلى اللجوء إلى الغطاء الجوي وإلى تبادل المعلومات الاستخبارية حول الهجمات التي كان يقوم بها ثوار ليبيون غالباً.
أما عمليات الحرب غير التقليدية في سورية فهي مزيج من النوعين. ذلك أنّ قوة وشعبية الرئيس الأسد، التي تحدثت عنها السفارة الأميركية في برقية نشرتها ويكيليكس، اقتضت بدء نشاطات لتقويض هذه الشعبية قبل التدرّج إلى سيناريو على الطريقة الليبية.
ولذلك، تعمّقت وكالات الاستخبارات الأميركية المختلفة، في دراسة وضرورة اقتناص «الفرص» لكشف «نقاط ضعف» النظام السوري ودفعه باتجاه صعوبات اقتصادية، وانقسام عرقي وطائفي، وخلاف بين أجهزة الأمن والجيش. وبحثت عمليات الدراسة والبحث أيضاً، بضرورة قيام القوات الخاصة على «استثمار نقاط الضعف السياسية والاقتصادية والعسكرية والنفسية للخصم.»
وتم «استخدام البروباغندا والجهود السياسية والنفسية، لخلق جو أوسع من عدم الرضى يضعف الثقة بالحكومة.» ويجب أن يترافق تصعيد النزاع مع «تكثيف للبروباغندا بهدف تحضير الشعب نفسياً للعصيان.»
البداية تكون بوجود «اهتياج» على نطاق محلي أو وطني، يرافقه تنظيم لحملات مقاطعة أو إضرابات أو أي نوع من النشاطات المعبرة عن عدم الرضى. ومن ثم يبدأ «تسلل المنظمين والناصحين الأجانب، والبروباغندا الأجنبية، والمال والأسلحة والمعدات.»
وفي المستوى الثاني من العمليات، يتمّ تأسيس «منظمات مواجهة وطنية» كالمجلس الوطني السوري ، ثم ما سُمّي ائتلاف المعارضة السورية في مشيخة قطر، و»حركات تحرر» مثل ما سمّي الجيش الحر ، من شأنها أن تستجرّ أقساماً أكبر من الشعب إلى قبول «ازدياد التخريب والعنف السياسي»، وأن تشجع على تدريب «أفراد ومجموعات على القيام بأعمال تخريب في المدن.»
أما عن كيفية وماهية استجابة الأغلبية غير الملتزمة، والسلمية ظاهرياً لعنف الجماعات المعارضة؟ فيقدم دليل الحرب التقليدية وسيلة سهلة لتلفيقها:
«إذا ردّت الحكومة المستهدفة، فستستغلّ المعارضة النتائج السلبية للردّ الحكومي من أجل استحواذ تعاطف ودعم شعبي أكبر، وذلك من خلال التركيز على التضحيات والصعوبات التي تتحمّلها المعارضة في سبيل الشعب. وإن لم تردّ الحكومة أو كان ردّها غير فعّال، فبإمكان المعارضة البرهنة بذلك على فاعلية قتالها. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمعارضة إظهار تباطؤ السلطة أو عدم قدرتها على الردّ على أنهما ضعف، مما سيقود إلى إضعاف معنويات قوات العدو ويوحي بقرب الهزيمة.»
واليوم تحوّلت سياسات بوش وأعيد توضيبها تحت مسمّى «هيئة منع ارتكاب الفظائع» أو تحت مسمّى «التدخل الإنساني»، إلا أنّ الأهداف لم تتغيّر: زعزعة استقرار حياة الناس والدول لخدمة المصالح الأميركية في السيطرة الاقتصادية والسياسية.
إنّ الحكومات العربية محقة حين تتحدّث عن «مؤامرة أجنبية». إذ لم يعد هناك مجال واحد في الدول العربية الهامة لم تصل إليه «المصالح الأميركية»: بدءاً من المجتمع المدني «المسالم» المليء بالمنظمات غير الحكومية المموّلة أميركيا، مروراً بأجهزة الاستخبارات والجيش التابعة لتلك الدول، ووصولاً إلى صفحات الفيسبوك للمواطنين العاديين.
وفي خضم هذه الانتفاضات المشتعلة في المنطقة، يتحوّل كلّ شعب عربي لا يغلق بابه أمام مخاطر التدخل الأجنبي إلى جندي يقاتل إلى جانب أعدائه في حرب غير تقليدية تشنّ عليه.
محام، عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية
www.roussanlegal.0pi.com
mohd ahamd2003 yahoo.com