«كتيبة الخنساء»… شرطة «داعش» الأخلاقية
أثارت عمليات تجنيد النساء في التنظيمات الإرهابية، جدلاً واسعاً في الصحف الإسبانية، إذ نشرت صحيفة «إلموندو» تقريراً بعنوان «النساء أصبحن لا يخشين الموت»، حول تطوّر عمل المرأة واتّساع دورها في المجتمع، حتى وصل إلى مشاركتها المثيرة للدهشة في ارتكاب المجازر وعمليات القتل، وممارسة العنف مثل انضمامها إلى تنظيم «داعش» في سورية والعراق وأيضاً القوات المسلحة الكردية.
وأوضحت الصحيفة، أنّ ليلى يوسف، إحدى النساء التي انضمت إلى القوات المسلحة الكردية، وتقود القوات المسلحة الكردية وتعتبر رئيسة لعددٍ من الرجال في العمل الشاق، الذي يحتاج إلى قوة وشجاعة وقدرة كبيرة على السيطرة، تقول: «عائلاتنا وبلادنا في خطر، ما جعلني أفضل الانضمام إلى القوات المسلحة للحفاظ على البلاد»، وتعتبر ليلى من أولى الإناث اللواتي دخلن القوات المسلحة الكردية، وكان لديها 16 سنة، قائلة: «الجيش بحكم الأمر الواقع يعتبر منطقة الحكم الذاتي في كردستان العراق، والوحيد القادر على التصدي للإرهاب». وأضافت ليلى للصحيفة: «الإرهابيون يكرهوننا، فهم يروّعون السكان ويختطفون النساء والأطفال لكن من داخلهم يشعرون بالخوف أن يموت أحدهم على يد امرأة، إذ إنها تعتبر وصمة عار عليه».
وأشارت ليلى للصحيفة، إلى أن 1000 جندي في أربع كتائب للقسم النسائي في القوات المسلحة الكردية، «ففي بداية الأمر كان الأمر غير رسمي، ولكن الآن أصبح القسم النسائي جزءاً أساسياً من القوات المسلحة الكردية، وأشعر بالفخر لهذا»، موضحة أنها تعلمت استخدام الكلاشينكوف بعد 10 أيام من التدريب الشاق وسط الحرارة الشديدة والمتاعب، لكنها أصرت بشتى الطرق على التدريب والنجاح، حتى أصبحت على ما عليه الآن. قائلة: «في بداية الأمر كان الموضوع شاق وعائلتي كانت ترفض بشدة، لكنهم الآن فخورين لما وصلت إليه، فنحن بحاجة إلى تغيير مجتمعنا حتى يسهل علينا التصدّي لأيّ إرهاب».
ومن ناحية آخرى، قالت الصحيفة في تقريرها إن بعض الخبراء حاولوا إيجاد أي إجابة عن سبب جاذبية تنظيم «داعش» ـ وهو الأكثر وحشية عبر التاريخ ـ لعدد من الفتيات المراهقات سواء في سورية والعراق أو في أوروبا والولايات المتحدة، فمنذ أيام قليلة ألقي القبض على فتاة فرنسية لم تتجاوز الـ16 سنة من عمرها في مطار نيس في فرنسا أثناء محاولتها السفر إلى تركيا للانضمام إلى تنظيم «داعش»، ما دفع وزير الخارجية الفرنسية للخروج بعد ساعات من إيقاف الفتاة لدعوة الأهالي إلى الاتصال برقم إغاثة سريع إذا ما لاحظوا تغيرات على سلوك أبنائهم، في الوقت الذي صدرت فيه دراسة عن المركز الدولي لدراسة الحركات الراديكالية في جامعة «كينغ» البريطانية، تشير إلى تزايد أعداد المراهقات الغربيات اللاتي يبدين تعاطفاً شديداً مع تنظيم «داعش» عبر شبكات التواصل الاجتماعي، أو عبر محاولاتهن الهرب إلى سورية والعراق.
وأوضحت الصحيفة أن هذا الوضع شديد التعقيد وأيضاً سريع التحوّل، وربما كانت «كتيبة الخنساء» في محافظة الرقة السورية، التي يعدّها المحللون «العاصمة الفعلية لدولة داعش»، النموذج الأبرز لدور المرأة داخل التنظيم الإرهابي، إذ لا يحق للمرأة أن تخرج «من دون محرم»، أو أن تكشف عن وجهها أو كفّيها، ويبرز شكل غير مسبوق من أشكال عنف المرأة ضد المرأة، حين تتولى المرأة «الداعشية الورعة» بنفسها عمليات الاعتقال والتعذيب التي تمارَس ضد النساء السوريات، و«كتيبة الخنساء» هي الشرطة الأخلاقية النسائية التابعة لـ«داعش»، وأنشأها التنظيم الإرهابي، وهناك تتفاخر نساء الكتيبة التي تقودها سيدة تحمل رتبة لواء في جيش «داعش»، بأنها تتولى مسؤولية رفع الوعي الديني بين النساء ومعاقبة اللاتي لا يلتزمن بـ«الشريعة»، ومهمة اللواء منع تجنّب الاختلاط بين الرجال والنساء، والتأكد من التزامهن أقصى درجات الاحتشام الذي يفرض من سنّ السادسة.