الوضع في عرسال ليس وليد الصدفة وإنما نتيجة عمل منهجي حوّلها إلى موقع عسكري موسكو ستردّ على أي عقوبات جديدة ضدّ قطاعي الطاقة والمال الروسيّين بطريقة غير متماثلة
لا يزال القرار الأميركي بتشكيل تحالف دولي إقليمي لوقف تمدّد «داعش» في المنطقة وطبيعة هذا التحالف وأهدافه، يشكل محور اهتمامات القنوات الفضائية في برامجها السياسية، حيث سلط المراقبون الضوء على الحجج التي قد يسوقها الرئيس الأميركي باراك أوباما لمخاطبة الكونغرس الأربعاء وعرض برنامج عمله للمواجهة، وسط تصاعد وتيرة الأعمال الإرهابية التي تمارسها داعش التي تحاول السيطرة على «سدّ حديثة» وتدميره ما سيترك تداعيات إقتصادية سلبية وكارثة إنسانية على العراق.
ولفت المراقبون إلى أنه رغم اتفاق معظم الدول على أنّ داعش مشكلة أمنية خطيرة ويجب مواجهتها وتفكيكها، إلا أنّ هذا الحلف الذي تسعى واشنطن إلى إنشائه يضم مجموعة متنافرة ومتصارعة من الدول كالسعودية وإيران، الأمر الذي يشكل، بحسب الخبراء، تحدياً أكبر مما يمثله داعش على المصالح الأميركية والغربية، إذ أنّ الصراع مع داعش يمكن إدارته بيسر مقارنة مع نشوب صراع مرير مع إيران.
واعتبروا أنّ التحالف الذي نتج عن قمة حلف شمال الأطلسي الأخيرة ناقص، ولن يكون فعالاً بسبب عدم وجود بعض الدول المعنية بمكافحة الإرهاب الذي يكون بتلاحم قوى المجتمع الدولي وليس بتكتلات تريد استخدام موضوع الإرهاب لتحقيق مصالح اقتصادية كتركيا التي تشتري النفط من داعش في السوق السوداء بسعر بخس.
وأمل المراقبون أن يثمر التعاون بين مصر وإيران و السعودية في وحدة الأمة الإسلامية لأنّ لإيران قيمة كبرى للعرب والمسلمين، فيما الأزهر هو القادر الوحيد على إعادة القوة للشارع الاسلامي لأنه فكر عريق و تاريخي لمواجهة كلّ الحركات التكفيرية وطردها من العالم الإسلامي.
وقد صعدت روسيا من لهجتها تجاه الغرب، وأعلنت على لسان مسؤولين كبار أنّ موسكو ستردّ على أي عقوبات جديدة ضدّ قطاعي الطاقة والمال الروسيين وربما تستهدف رحلات الطيران التي تحلق فوق روسيا.
أما الأزمة الليبية وتداعياتها على مصر، فقد شكلت أيضا مادة للنقاش بين المحللين السياسيين الذين اعتبروا أنّ الملف الليبي بالنسبة لمصر هو ملف رئيسي وحيوي متعلق بضرورات أمنية حيث أنّ الحدود المصرية الليبية هي الأطول بين البلدين، وتحدثوا عن سلاح أرسلته تركيا وقطر إلى ليبيا عبر مطاري مصراتة ودرنة اللذين تسيطر عليهما مجموعات تكفيرية.
وفي شأن الوضع المتوتر في البقاع، فقد تسارعت وتيرة الاتصالات واللقاءات لمنع تطور الوضع إلى الأسوأ، حيث أكد المعنييون أنّ ما جرى من عمليات خطف وقطع طرق عبارة عن ردات فعل، ولن تتحول إلى فتنة لأنّ هناك طرف في لبنان لا يريدها.