طهران مستعدّة للتوسط بين بغداد وأنقرة
أعلن مستشار المرشد الإيراني السيد علي خامنئي، علي أكبر ولايتي، إن طهران مستعدة للوساطة بين تركيا والعراق، لتجنب وقوع حرب بين البلدين، فيما يخص معركة الموصل. و إن ذلك مرهون بطلب رسمي.
من جهة ثانية وفي سياق التصريحات التركية الاستفزازية تجاه العراق، أعلن نائب رئيس الحكومة التركية، نعمان كورتولموش، أمس، أن بلاده ستمنع الحشد الشعبي من المشاركة في معركة تحرير الموصل!
وقال كورتولموش، في مؤتمر صحافي عقب اجتماع مجلس الوزراء التركي: إن «معركة الموصل تستمر كما هو مخطط، الحشد الشعبي لم يشارك في معركة الموصل وسنمنع مشاركته». وأضاف: الموضوع الرئيسي الذي نركز عليه هو تحرير تلعفر.
وانتقد كورتولموش، الأطراف الرافضة مشاركة تركيا في عملية «تحرير الموصل». وحذر من مغبة تسليم المدينة لقوات الحشد الشعبي، عقب تحريرها من قبضة تنظيم «داعش»، مضيفا: إن تحرير المدينة مهم بقدر أهمية الجهة التي ستتولى إدارتها في المرحلة اللاحقة، مؤكدا ضرورة اتخاذ الخطوات اللازمة للحيلولة دون احتلال الموصل، من قبل قوات من خارج المدينة، على حد تعبيره.
وكان الناطق باسم قيادة العمليات المشتركة في العراق، العميد يحيى رسول، صرح لوكالة «سبوتنيك» الروسية، بأن مشاركة الحشد الشعبي في معركة تحرير الموصل غير مرتبطة بموقف تركيا، بل تحدده الحكومة العراقية والقوات المسلحة.
من جهته، أعلن المتحدث باسم الحشد الشعبي أحمد الأسدي، أن هناك معلومات استخباراتية تشير إلى تدفق بعض الارهابيين من الرقة السورية إلى الموصل العراقية.
وقال الأسدي، في مؤتمر صحافي: إن قوات الحشد تحتاج من سبعة إلى ثمانية أيام، لتطهير وتأمين الطرق المؤدية إلى مدينة تلعفر، من المواد المتفجرة والعبوات الناسفة، لتسهيل دخول المقاتلين والتأكد من خلو المناطق المحاذية للطرق الرئيسة من العناصر القناصة، إضافة لحاجة مقاتلي الحشد إلى أيام عدة لحفر الخنادق والسواتر لتأمين جبهاتهم.
وأشار إلى أن الحشد يؤمن خط الإمداد للجيش العراقي والشرطة الاتحادية المتقدمة باتجاه الموصل، موضحا، أن أولى مراحل معركة الموصل بدأت بتأمين المناطق الممتدة من شمال بيجي، في محافظة صلاح الدين، إلى قاعدة القيارة، جنوب الموصل.
وكشف عن أن المرحلة الثانية هي معارك تحرير غرب الموصل ومنها تلعفر، قرب الحدود السورية التركية.
ميدانياً، حررت القوات العراقية المشتركة عددا من القرى، على أسوار مدينة الموصل، من الجزء الشرقي للمدينة باتجاه الساحل الأيسر. فيما واصلت المحاور الجنوبية والشمالية والغربية تقدمها.
وأكد مصدر عسكري، أن القوات العراقية اقتحمت حي الكرامة شرقي مدينة الموصل، بعد حصاره. وهو أول توغل داخل المدينة، منذ انطلاق عمليات تحريرها، قبل اسبوعين.
وصرح قائد في جهاز مكافحة الإرهاب العراقي، لوكالة «رويترز»، إنهم «دخلوا الموصل ويقاتلون الآن في حي الكرامة»، بعد أن استأنف الجهاز هجومه على الجبهة الشرقية للمدينة أمس، ضمن عميات «قادمون يا نينوى».
وكان الجهاز أوقف تقدمه الأسبوع الماضي، بعد أن أحرز تقدما على الأرض أسرع من القوات العاملة على الجبهات الأخرى، لتتمكن القوات الأخرى من تضييق الفجوة والاقتراب من المدينة.
وفي وقت سابق، أكد ضابط من الحدود الشرقية للموصل، أن القوات تتحرك نحو «جوجالي» وهي منطقة صناعية على المشارف الشرقية للموصل. وقد يدخلون إليها في وقت لاحق، علما أن تلك المنطقة على بعد نحو كيلومتر واحد، من الحدود الإدارية للموصل.
وجاء في بيان عسكري: «انطلقت جحافل قوات مكافحة الإرهاب والفرقة المدرعة التاسعة واللواء الثالث في الفرقة الأولى وفرقة مشاة 16 بالتقدم باتجاه الساحل الأيسر لمدينة الموصل»، في إشارة للضفة الشرقية لنهر دجلة، الذي يتدفق من الشمال إلى الجنوب.
وأعلنت قيادة عمليات «قادمون يا نينوى»، إن الساحل الأيسر لمدينة الموصل بات تحت مرمى نيران أسلحة القطعات العسكرية، التي تمكنت من تحرير قرية «ألك» من سيطرة التنظيم.
وذكر بيان عسكري آخر، أنه تمت السيطرة على خمس قرى شمالي الموصل، حيث يجري نشر مقاتلين من قوات «البيشمركة» الكردية، فيما تتقدم وحدات الجيش من الجنوب.
واستهدف طيران التحالف الدولي معملا وسط الموصل، استخدمه تنظيم «داعش» لتفخيخ السيارات، مما خلف انفجاراً هائلاً.
وأفاد مصدر محلي في محافظة نينوى، بأن فوضى عارمة دبت في أغلب أحياء الساحل الأيسر لمدينة الموصل. وسط إطلاق نار عشوائي، إثر بدء هجوم القوات العراقية. مضيفا: بعض الطرقات الرئيسة أصبحت شبه خالية من وجود نقاط المرابطة الأمنية لتنظيم «داعش»، فيما شوهدت النيران تلتهم بعض المقرات الرئيسة للتنظيم، بغياب أي وجود لمسلحيه.
قوات الحشد الشعبي، من جهتها، حررت قرى: قرقرة، أم شنين، العريش، الحويش، خراتي، أم سيجان، حويط، ودلاوية الشرقية. وقتلت عدداً من مسلحي «داعش» بعد اشتباكات عنيفة جنوب غرب الموصل. كما حررت قرية عسلية إلى الغرب، بعد مواجهات استمرت نحو أربع ساعات.
وأعلن مصدر عن تحرير منطقة سروج شمال الشورة، أيضاً، مشيراً إلى أن قوات الرد السريع العراقية، توجهّت إلى قرية حسونة. وبالتزامن، دخلت قوات الشرطة الاتحادية قرية السروج الاستراتيجية، شمال الشورة بخمسة كلم وتستمر بعمليات التطهير.