هل تستعدّ روسيا لعملية عسكرية واسعة شرق حلب؟

توقعت مصادر استخبارية غربية، إن تشن روسيا هجوماً عسكرياً واسعاً على حلب، هذا الأسبوع، في فترة الانتخابات الرئاسية الأميركية.

وقالت صحيفة «التايمز» البريطانية، نقلاً عن هذه المصادر: إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يخطط لاستغلال الفراغ السياسي في واشنطن، خلال الانتخابات الرئاسية وما بعدها، لضمان تحقيق نصر حاسم في شرق المدينة الذي يسيطر عليه المسلحون، بحلول منتصف كانون الثاني/ يناير المقبل.

ونقلت الصحيفة تحليلات استخبارية، بأن «حاملات الطائرات الروسية التي تتموضع في شرق المتوسط، ستستخدم لتعزيز القوة النارية الروسية في حلب، دعماً لدمشق»، مضيفة: إن «تراكم القوات، يؤشر إلى أن الكرملين أكثر اهتماماً، في توجيه ضربة عسكرية للمسلحين المدعومين من الغرب، في سورية، من التركيز على الحوار السياسي لحل الصراع». على حد تعبيرها.

وفي السياق، أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن موسكو تعتبر جميع المسلحين في أحياء حلب الشرقية، أهدافا مشروعة، كونهم متعاونين مع «النصرة». مضيفا: إن روسيا ستراجع تقييماتها بشأن الهدنة.

وقال الوزير، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره القبرصي، بموسكو أمس: «يعد تعليق طلعات القوات الجوية الفضائية الروسية وسلاح الجو السوري، لمدة نحو أسبوعين، كافيا للفصل بين الإرهابيين والمعتدلين . وإذا لم يحدث ذلك، فعلينا أن نراجع تقييماتنا السابقة بقدر ما».

واستدرك قائلا: «قلنا سابقا إن الولايات المتحدة وحلفاءها، كما يبدو، عاجزون، أو، ربما، لا يريدون عزل المعتدلين عن «جبهة النصرة». أما الآن، فعلينا أن نقول إنهم لا يريدون فعلا القيام بذلك».

ميدانياً، حذر الجيش السوري من أن تنظيم «جبهة النصرة» يستغل التهدئة الحالية في حلب، للتحضير لشن عمليات واسعة ضد المدنيين في المدينة.

وجاء في بيان صادر عن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة، أمس، أن تنظيم «جبهة النصرة» وعددا من التنظيمات المتحالفة معه، يواصل تصعيد الهجوم على مدينة حلب من محاور عدة، مستغلا فترة التهدئة للتحضير لشن عمليات واسعة واستهداف المدارس والمدنيين «في الأحياء الآمنة لمدينة حلب».

وأوضحت القيادة: إن 84 مدنيا معظمهم من الأطفال والنساء، استشهدوا وأصيب 280 آخرين بجروح مختلفة، نتيجة عمليات قصف بأكثر من من 100 قذيفة هاون و50 صاروخ غراد و20 اسطوانة غاز، على المناطق السكنية في حلب، خلال الأيام الثلاثة الماضية.

أضافت: إن التصعيد الإرهابي بلغ ذروته أمس الأول بإقدام التنظيمات الإرهابية على استخدام قذائف تحتوي على غاز الكلور تجاه 1070 شقة وحي الحمدانية السكني في حلب، ما أدى إلى حدوث 48 حالة اختناق».

وأكدت القيادة العامة للجيش السوري، أن مثل هذه الهجمات ضد المناطق السكنية في حلب، لن تثني القوات المسلحة عن مواصلة تنفيذ مهامها الدستورية في حماية المواطنين ومتابعة حربها على الإرهاب.

إلى ذلك، دانت وزارة الخارجية الروسية «بأشد العبارات» هجوم الإرهابيين، الأحد، على مناطق بحلب الغربية، ما أدى إلى إصابة 35 شخصا، على الأقل، بالاختناق.

ولفتت ماريا زاخاروفا، الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية، في بيان صدر أمس، إلى أن هذا الهجوم، الذي استهدف حي الحمدانية وضاحية الأسد السكنية، لم يكن أول عملية يستخدم خلالها الإرهابيون مواد سامة ضد المدنيين.

وتوجهت زاخاروفا «إلى أولئك الذين يقولون إن لديهم تأثيرا على فصائل المعارضة السورية المسلحة. وطالبتهم بالوفاء بالالتزامات التي أخذوها على عاتقهم، بإجراء فصل فعلي بين «المعتدلين» من جهة، وإرهابيي «داعش» و«النصرة» والتنظيمات المماثلة، من جهة أخرى.

وفي السياق نفسه، أعلن مفوض حقوق الإنسان والديمقراطية وسيادة القانون في الخارجية الروسية، قسطنطين دولغوف، أن موسكو تنتظر رد فعل الائتلاف بقيادة واشنطن، على انتهاك حقوق الإنسان وقتل المدنيين السوريين.

وقال دولغوف، في موجز صحافي بوزارة الخارجية الروسية: «نحن نتحدث باستمرار عن ذلك مع زملائنا. وفي الاسبوع الماضي، قدمنا للمنظمات الدولية تقارير مفصلة عن الانتهاكات الخطيرة، من قبل التحالف والإرهابيين، بما في ذلك وقائع عمليات الاعدام والقتل الجماعي، التي تعتبر بمثابة إبادة للسكان. وننتظر ردود فعل زملائنا ورد أفعال وسائل الإعلام الغربية على كل ذلك».

ونوه بأن موسكو تصر على التحقيق في هذه الحالات ومعاقبة المذنبين. مشيرا إلى وجود مآخذ وملاحظات جدية من جانب موسكو، تجاه موظفي الأمم المتحدة في المجال الإنساني، الذين قاموا على أرض الواقع، بإفشال عملية الإجلاء الطبية من حلب الشرقية، التي لأجلها تم إعلان الهدنة الإنسانية. وهم يحاولون رمي التهم على روسيا، من جديد.

على صعيد آخر، استعاد الجيش السوري السيطرة على بلدة منيان، بعد هجوم واسع على محاور جنوب حلب وغربها. وأكّد الجيش أنه استعاد أيضاً، أجزاء واسعة من ضاحية الأسد السكنية، بعد اشتباكات عنيفة مع المسلحين.

وفي ريف دمشق، تمكن الجيش السوري من فرض سيطرته على منطقتي تل الكردي وتل صوان، بعد معارك عنيفة مع فصائل مسلحة.

وأشار مصدر عسكري لـ«الميادين»، إلى أن «جيش الإسلام» وجه نداءات إلى بقية الفصائل لإرسال التعزيزات العسكرية، لكن جميع نداءاته لم تجد آذاناً صاغية.

وقال مصدر عسكري لـ «وكالة سانا»: خلال العملية تمّ القضاء على عشرات المسلحين الإرهابيين وأغلبهم من «جبهة النصرة» ومن مسلحي ما يسمى «جيش الفتح». مؤكداً أنه بنتيجة العملية العسكرية، تمكن الجيش من تطويق المجموعات الإرهابية، التي تسللت إلى بعض الكتل في ضاحية الأسد السكنية وكبدها خسائر كبيرة بالعتاد والأفراد، إضافة إلى القاء القبض على العديد منهم.

وكان الجيش السوري، بالتعاون مع الحلفاء، تمكن أمس من السيطرة على مناطق: تل شعير، مدرسة المشاة، فافين، معمل اسمنت المسلمية، كفر قارص وتل سوسين، في ريف حلب الشمالي.

وتصدّى الجيش السوري، لليوم الثاني على التوالي، للمجموعات المسلحة في جنوب البلاد، لدى محاولتها السيطرة على «الكتيبة المهجورة» في ريف درعا الشمالي، مكبداً إياها خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات.

ودام هجوم الارهابيين أكثر من ست ساعات، تمكن خلاله الجنود السوريون من القضاء على عدد كبير من المسلحين، الذين اعترفوا بمقتل 23 منهم وفقدان أكثر من 40. وتحدثت مصادر ميدانية عن أكثر من سبعين قتيلاً من الفصائل المختلفة، من أصل 800 مسلح شاركوا في الهجوم، الذي شنّ من ثلاثة اتجاهات.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى