فنّانو ريف دمشق يجتمعون إبداعاً في صالة الشعب
رانيا مشوّح
موعدٌ آخر تجدّده سيدة الحضارات مع الإبداع والفنّ. دمشق التي استقطبت فنون العالم وإبداعاته، لا تزال ترفد هذا العالم بإنجازات أبنائها. ومن هنا انطلق المعرض السنوي لفنّاني ريف دمشق، الذي يقيمه اتحاد الفنانين التشكيليين ـ فرع ريف دمشق برعاية وزير الثقافة محمد الأحمد.
تضمّن المعرض لوحات زيتية ، وتصوير، وغرافيك ونحت، بمشاركة 34 فناناً وفنانة في صالة الشعب في دمشق.
افتتح المعرض بسام أبو غنام معاون وزير الثقافة الذي صرّح قائلاً: نحن في وزارة الثقافة ندعم دائماً كلّ نشاط، خصوصاً الفنانين التشكيليين الذين نعتزّ ونفتخر بهم. ويتضمّن هذا المعرض الذي يقيمه اتحاد الفنانين التشكيليين في فرع الريف، رسومات إضافة إلى الحَفر… فنّانونا أصبحوا يضاهون العالمية.
بدوره، تحدث رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين الفنان إحسان العرّ عن هذا المعرض قائلاً: هذا المعرض نقطة إيجابية في الحركة الفنية التشكيلية المعاصرة في سورية. نرى أكثر من ثلاثين عمل ما بين التصوير والنحت. تُرفع القبعة لكلّ الفنانين المشاركين رغم الظروف المادية والأحوال السيئة. فهم قاموا بواجبهم إزاء البلد والفنّ. تراوحت الأعمال الفنية بين الواقعي والتجريدي، ونراها تجسّد في غالبيتها الوضع الذي نعيشه، وهذا درّ الفنان التشكيليّ منذ زمن بعيد إلى الآن. ونؤكّد أن النشاط الذي يقوم به الاتحاد إيجابيّ جداً. الفنّ هو المرآة الثقافية التي تعكس الحياة الاجتماعية التي نحياها.
وتحدّث إلى «البناء» الفنان التشكيليّ سهيل أبو حمدان، أحد المشاركين، ورئيس اتحاد الفنانين التشكيليين ـ فرع ريف دمشق وقال: ضمن خطّة الاتحاد السنوية، إقامة معرض سنويّ لفناني ريف دمشق. المعرض عبارة عن مجموعة من الأعمال المتنوّعة بموضوعاتها وأدواتها كالأعمال الزيتية والغرافيك والنحت. يشارك في المعرض 34 فناناً وفنانة والمواضيع تتطرّق في غالبيتها إلى ريف دمشق كالمناظر الطبيعية. وبعضها أعمال إنسانية وأعمال رمزية. هذه الأعمال هي ثمرة جهود زملاء لنا عبّروا عنها ليراها المتلقّي ويؤثر ويتأثر بها.
وأضاف: لم نضع شروطاً كما المعارض السابقة، وذلك لنتيح للفنانين الجدد من الزملاء تحقيق التواجد على الساحة الفنية للمشاركة ولإثبات أنفسهم في المستقبل.
ومن جهته، حدّثنا النحات وليد شلغين عن مشاركته في المعرض: كفنانين سوريين، لا بدّ أن نستمرّ رغم الحرب التي تُشنّ على بلادنا الحبيبة سورية، لا بدّ أن نستمرّ بالعطاء. والفنان بطبعه يجب أن يستمرّ نتيجة محبته لعمله. هناك صعوبات بالتأكيد. مشاركتي كانت عبارة عن منحوتتين من الصخر وأترك المتلقّي يفسّر هذه المنحوتات حسبما يشعر به ويراه بنفسه.
كما أشار الفنان محمود سالم رئيس جمعية أصدقاء الكاميرا إلى رسالة هذا المعرض قائلاً: هذا المعرض عبارة عن نتاج سنة كاملة للفنانين. والأعمال حديثة تم رسمها خلال عامَي 2015 و2016. الأعمال منوّعة ومن مدارس عدّة كالواقعية والتعبيرية والرمزية والتجريدية. المعرض يجمع عدداً من الأجيال. كل فنان له أسلوب معيّن، بيد أننا نلاحظ التركيز على الإنسان في غالبية اللوحات. وأضاف: مشاركتي عبارة عن عمل عن أحد بيوت ريف دمشق، وهو عمل تسجيليّ واقعيّ. وعمل آخر عن انتصارات الجيش العربي السوري في كافة الميادين البرّية والبحرية والجوّية.
أما الفنان رسمي جبة أمين سرّ اتحاد الفنانين التشكيلين ـ فرع ريف دمشق، فقال لـ«البناء» عن آلية تنظيم المعرض: نحن في ريف دمشق اعتدنا على أن نقيم معرضاً سنوياً من نتاج أعمال الفنانين كل سنة. ونجدّد عهدنا خلال الأزمة اليوم. فهذا المعرض الأول منذ بدء الأزمة، ويشارك فيه فنانون قدامى وفنانون انتسبوا حديثاً إلى الاتحاد.
وعن مشاركته والرسالة التي أراد إيصالها حدثنا الفنان وجيه قضماني: إجمالاً، أعمالي تستند إلى الحرف العربي وهذا كان مشروعي. عمل نحتيّ مبنيّ على الحرف العربي بشكل مجرّد. كثيرون ذهبوا بعيداً عن الحرف العربي ولم يعد ظاهراً في الأعمال. لذلك أحببت أن أساهم في إعادة إحياء هذا الفنّ.