هل اقترب الفصل الأخير من معركة تحرير حلب؟
حميدي العبدالله
ثمة مؤشرات توحي بأنّ الفصل الأخير، أو المرحلة الأخيرة، من معركة حلب تقترب، وحتى الهجوم الذي شنّه المسلحون على الجبهة الغربية من المدينة لا يمكن وضعه في سياق مناقض للاستنتاج المطروح حول اقتراب موعد تحرير المدينة.
لقد أعلنت وزارة الدفاع الروسية قبل أكثر من أسبوع من بدء هجوم المسلحين عن وجود استعدادات لهذا الهجوم، وأشارت إلى أنّ هؤلاء المسلحين حشدوا أكثر من 1200 يتقدّمهم 30 انتحارياً. وبديهي عندما يتمّ اكتشاف أمر هذه الاستعدادات، فإنّ من الطبيعي أن لا يلجأ الجيش السوري إلى هجوم استباقي، باستثناء الاستهداف بالمدفعية والطيران، لأنّ القاعدة العسكرية المعروفة في العلوم العسكرية تؤكد أنّ المهاجم يخسر أكثر من المدافع، ولهذا لا يمكن للهجوم الذي شنّته الجماعات المسلحة على الجبهة الغربية أن يغيّر من حقيقة أنّ معركة استكمال تحرير حلب مستمرة، تماماً مثل أنّ اقتحام الكليات لم يحل دون تحقيق المزيد من التقدّم في المدينة وأريافها.
والمقصود بالفصل الأخير من معركة تحرير حلب، أولاً، تحرير الأحياء الشرقية التي أحكم الجيش السوري حصارها، وثانياً العمل على تحرير مدينة الباب من داعش قبل أن يتمّ تسليمها للأتراك على غرار ما حصل في بلدات ومدن أخرى واقعة في الريف الشمالي، وثالثاً، إبعاد المسلحين عن الأحياء الغربية مسافة تعطل إمكانية استهداف المدينة بعمق يوفر لها الأمان والاطمئنان.
المؤشرات على اقتراب موعد الفصل الأخير من معركة حلب تتجلى أولاً، بالحشود العسكرية الإضافية التي أرسلها الجيش السوري وحلفاؤه إلى المدينة وإلى أريافها ولا سيما الريف الشرقي الشمالي بالقرب من مدينة الباب، حيث قامت وحدات من الجيش أثناء هجوم المسلحين على الجبهة الغربية بتحرير مدرسة المشاة وتل شعير ومواقع أخرى مقتربة أكثر من مدينة الباب، كما تجلى ثانياً، بالبيان الصادر عن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة تعليقاً على هجوم الإرهابيين على الجبهة الغربية واستغلالها التهدئة، واستهداف المدنيين، وتجلى ثالثاً، بتصريحات وزير خارجية روسيا التي أكد فيها أنّ الجماعات المسلحة في الأحياء الشرقية لمدينة حلب متواطئة مع تنظيم جبهة النصرة، وبالتالي هي أهداف مشروعة من قبل الجيش السوري والطيران الروسي.