لافروف: أهمية «شنغهاي» في إقامة عالم متعدد الأقطاب
ترأس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس اجتماعاً تمحور حول برنامج التسليح الروسي للفترة ما بين 2016 2025، إذ أكد خلال الاجتماع قدرة روسيا على ضمان أمنها اعتماداً على مواردها.
وأضاف الرئيس الروسي أن بلاده لن تلجأ إلى وقف التعاون مع الشركاء الأجانب في الصناعات الحربية الروسية، لكنها يجب أن تكون جاهزة لإنتاج أهم المعدات والأسلحة بنفسها، واستبعد في الوقت نفسه إمكان انجرار روسيا إلى سباق تسلح جديد. وقال إن الخطوات التي اتخذتها روسيا في المجال الأمني جاءت رداً على الخطوات التي اتخذت ضدها، وأضاف قائلاً: «سبق لنا أن حذرنا من أننا سنضطر إلى اتخاذ الخطوات اللازمة لضمان أمننا».
ودعا بوتين المشاركين في الاجتماع إلى حساب دقيق للأخطار المحتملة والرد المناسب عليها، مضيفاً أن هناك أموراً تثير قلقاً لدى القيادة الروسية، ومنها الاستمرار في عسكرة الفضاء واستخدام سلاح استراتيجي مزود برؤوس غير نووية وما إلى ذلك.
ومن جهة أخرى، حمّل بوتين الغرب مسؤولية اندلاع الأزمة في أوكرانيا، وقال إن التطورات الأخيرة هناك تستخدم لإنعاش حلف شمال الأطلسي «الناتو».
ومنح الرئيس الروسي مهلة لغاية تشرين الأول المقبل لتقديم مقترحات موضوعية متوازنة في ما يتعلق بتمويل برنامج التسليح الجديد، مشيراً إلى أن روسيا لن تزيد من نفقاتها العسكرية.
وأفاد الكرملين بصورة خاصة بأن الاجتماع الذي حضره ممثلون عن قطاع الصناعات الحربية ووزارة الدفاع بحث مسألة تخفيض اعتماد روسيا على العتاد الحربي وقطع الغيار المستوردة من دول غربية وأوكرانيا، والانتقال إلى الاعتماد على الأسلحة روسية الصنع وتلك التي تصنع في دول الاتحاد الجمركي.
وسبق لقائد قوات الدفاع الجوي والفضائي اللواء الكسندر غولوفكو أن أعلن أن روسيا ستستغني عن استخدام صواريخ «روكوت» الخفيفة أوكرانية الصنع.
يذكر أن ممثلي قطاع الصناعات الحربية الروسية كانوا قد أعلنوا أن الاستغناء عن التعاون مع أوكرانيا وأوروبا في المجال العسكري لن يؤثر في تطبيق برنامج التسليح الروسي ما بين عامي 2011 2020، إذ يخطط لإنفاق 20 تريليون روبل نحو 600 مليار دولار إضافة إلى 3 تريليونات روبل 85 مليار دولار لتطوير قطاع الصناعات الروسية.
وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن منظمة شنغهاي للتعاون أصبحت منظمة ذات نفوذ وعاملاً قوياً في النظام العالمي الجديد متعدد الأقطاب.
وقال لافروف في مقال نشرته صحيفة «روسيسكايا غازيتا»، إن عمل المنظمة يتسم بتحقيق نتائج ملموسة في توفير الأمن وتعزيز التعاون السياسي والاقتصادي والاجتماعي بين الدول الأعضاء في المنظمة.
وأكد الوزير الروسي أن الرئاسة الروسية للمنظمة التي تبدأ بعد انتهاء قمة المنظمة التي ستجرى في العاصمة الطاجيكية دوشنبه يومي 11 و12 أيلول، ستركز على رفع فعالية المنظمة في الوضع الدولي المعقد حالياً وتوحيد الجهود من أجل الرد بشكل مناسب على ما يجري في المنطقة والعالم.
وأشار لافروف إلى أن باكستان والهند وإيران أعلنت سعيها للحصول على عضوية كاملة في منظمة شنغهاي، موضحاً أن سبب نجاح هذه المنظمة الإقليمية يتمثل في تمسكها بميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي ومبادئ المساواة واحترام مصالح كل الدول الأعضاء وتسوية النزاعات والخلافات بالطرق السياسية الدبلوماسية والاعتراف بحق الدول في اختيار أنموذج خاص بها للتنمية. وأضاف أنه من المتوقع أن تتخذ قمة دوشنبه قرارات تؤدي إلى تهيئة الظروف لبدء توسيع المنظمة وتعزيز التعاون بين الدول الأعضاء أثناء الرئاسة الروسية.
وأكد الوزير الروسي أن المهمة الأولوية للمنظمة تتمثل في توفير الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أهمية تعزيز التعاون بهدف مكافحة الإرهاب والتطرف وتهريب المخدرات، خصوصاً على خلفية تدهور الوضع في أفغانستان.
وأشار لافروف إلى أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي في إطار المنظمة وكذلك التعاون في مجالات التعليم والعلوم والثقافة، وأعرب عن قناعته بأن موسكو ستتمكن بالتعاون مع شركائها من إعطاء زخم جديد لتطوير المنظمة وتعزيز دورها في ضمان السلام والازدهار في المنطقة.