اليوم الأول من الاستشارات: 86 نائباً سمّوا الحريري لتولّي رئاسة الحكومة
أنهى رئيس الجمهورية ميشال عون اليوم الأول من الاستشارات النيابيّة الملزمة لتكليف رئيس الحكومة العتيدة على أن يختتمها ظهر اليوم.
وفيما أفضت نتائج اليوم الأول إلى تسمية 86 نائباً من أصل 90 الرئيس سعد الحريري لتأليف الحكومة، تميّز هذا اليوم بعدم مرافقة رئيس «كتلة لبنان الموحّد» رئيس «تيّار المردة» النائب سليمان فرنجيّة كتلته التي حضرت إلى قصر بعبدا وسمّت الحريري، فيما فضّلت كتلة «التحرير والتنمية» التي يترأّسها رئيس المجلس النيابي نبيه برّي، أن يكون دورها الأخير كما طلبت «كتلة الوفاء للمقاومة» هي أيضاً، تأخير اللقاء مع عون الذي كان مقرّراً أمس، إلى اليوم لإجراء المزيد من المشاورات.
شريط الاستشارات
وكان عون بدأ الاستشارات في العاشرة صباحاً، حيث بدأ توافد النوّاب إلى قصر بعبدا بحسب المواعيد المحدّدة لهم، واستقبلهم عون إمّا في مكتبه، أو في صالون السفراء، ولا سيّما بالنسبة إلى الكتل النيابيّة.
سلام
وبدأت الجولة الأولى من الاستشارات مع رئيس حكومة تصريف الأعمال تمام سلام، الذي قال بعد اللقاء: «لقائي صبيحة هذا اليوم في بداية عهد جديد وصفحة جديدة للبنان وللّبنانيين من خلال فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، هو مناسبة للتداول بشؤون البلد وتأكيد التأييد الكامل لانطلاقة العهد. ونصبو جميعاً، وفي أقرب فرصة، إلى استكمال مستلزمات هذه الانطلاقة لتأليف حكومة جامعة وطنيّة بقيادة الرئيس سعد الحريري. بالنسبة لي، أعيد الأمانة إلى صاحبها، فهنيئاً للبنان وللّبنانيين بهذا المستقبل الزاهر إن شاء الله».
رؤساء الحكومة السابقون
ثمّ التقى عون الرئيس نجيب ميقاتي، الذي بعد اللقاء «أوضح فخامته بعض النقاط المتعلّقة ببعض الخطط التي ينوي القيام بها على كلّ الصُّعد بالتنسيق مع الحكومة العتيدة. وأنا أعتقد أنّ كلّ هذه النقاط ستؤدّي بإذن الله إلى الخير للبلد شرط أن تُنفَّذ. أمّا في ما يتعلّق بتسمية رئيس مجلس الوزراء، فأنا شخصياً من الثابت الوطني عندي دائماً دعم مقام رئاسة مجلس الوزراء، وسبق لي أن قلت قبل انتخابات رئاسة الجمهورية، إنّ انطلاقة أيّ عهد جديد لا يمكن أن تكون إلّا بحكومة يرأسها الرئيس سعد الحريري. ومن هذا المنطلق، سمّيت الرئيس الحريري لتشكيل الحكومة الجديدة».
ثمّ التقى عون الرئيس فؤاد السنيورة، الذي قال: «هنّأت فخامة الرئيس على انتخابه، وكان اللقاء مناسبة للتداول بأمور عدّة تهمّ اللبنانيّين والصالح العام. وأبديت وجهة نظري بترشيح الرئيس سعد الحريري لتولّي رئاسة الحكومة في بداية هذا العهد».
أمّا الرئيس سعد الحريري، فاكتفى ردّاً على سؤال لدى خروجه من القصر الجمهوري بالقول: «متفائل بالعهد كلّه».
مكاري وكتل
وأعلن نائب رئيس مجلس النوّاب فريد مكاري، أنّه سمّى الحريري لرئاسة الحكومة لما يتمتّع من صفات تؤهّله لهذا المركز.
بعدها التقى الرئيس عون كتلة نوّاب «تيار المستقبل» التي سمّت الحريري.
ثمّ التقى عون كتلة «التيّار الوطني الحرّ»، التي تحدّث باسمها النائب إبراهيم كنعان، وقال: «بالنسبة إلينا، فإنّنا نعتبر هذا اليوم تاريخيّاً، وهو يوم الميثاق بامتياز. لقد حلمنا كثيراً في التيّار الوطني الحرّ، وناضلنا وبادرنا من أجل هذا اليوم بهدف تلاقي الأقوياء، وتلاقي ممثّلي الشعب الحقيقيّين. مِن هذا المنطلق، وتحت سقف الدستور والقانون، سنبني سويّاً الدولة مع جميع الكتل المؤمنة بالدستور والميثاق. لذلك، وانطلاقاً من خطاب القسَم الذي جسّد بمعانيه رسالة الدولة والميثاق، سمّينا دولة الرئيس الحريري لتأليف الحكومة».
والتقى عون كتلة النائب ميشال المر، حيث تحدّثت النائب نايلة تويني التي أعلنت تسمية الحريري.
ثمّ تحدّث النائب المر، وقال: «السؤال الأول الذي طُرح علينا هو من ترشّحون لرئاسة الحكومة؟ وجوابنا كان واضحاً وصريحاً: الشيخ سعد الحريري. وتطرّقنا لمواضيع عدّة، ورأينا أنّ فخامة الرئيس سيكون مرجعاً للّبنانيين، لأنّ خلال الثلاث سنوات كان اللبنانيّون يتشوّقون إلى أن يعود البلد إلى ما كان عليه، وأن يعود لبنان إلى حياته الطبيعيّة، إن كان اجتماعياً أو سياسيّاً أو اقتصادياً. ووجدنا أنّ لدى فخامة الرئيس كلّ الاستعدادات ليُعيد هذا البلد إلى ما كان عليه، خصوصاً أنّ اللبنانيّين ملّوا من الحرب. لقد انتهت الحرب وبدأنا ببناء لبنان السلام والسلم. ونتمنّى عليكم جميعاً كإعلاميّين أن تساعدونا وتساعدوا الجنرال وتكون الأخبار التي تنقلونها عبر الإعلام صحيحة».
وفي ختام الجولة الأولى، التقى عون كتلة نوّاب «القوات اللبنانية»، التي تحدّثت باسمها النائب ستريدا جعجع معلنةً تسمية الرئيس الحريري.
الجولة الثانية
وعند الثالثة والنصف من بعد الظهر، انطلقت الجولة الثانية من الاستشارات بلقاء الرئيس عون مع النائب ميشال فرعون الذي سمّى الحريري.
والتقى رئيس الجمهورية الوزير بطرس حرب، الذي لفتَ إلى أنّ «النظام الديمقراطي لا يقوم من دون معارضة، إذ عندها يكون مجال الفساد واسعاً جداً»، متمنّياً أن «يكون بيان الحكومة واضحاً ويحدّد ثوابتها».
وأوضح حرب ردّاً على سؤال، أنّه «لا توجد معارضة لرئيس الجمهورية الذي لا تبعة سياسيّة عليه، والمعارضة تكون للحكومة وعملها»، معلناً أنّه «إذا تبيّن أنّ هناك ممارسات لا ترضينا، من الطبيعي الذهاب نحو المعارضة وإلّا سنكون من المؤيّدين»، كذلك، أعلن تسميته الحريري لتشكيل الحكومة.
ثمّ التقى عون كتلة حزب «الكتائب»، التي تحدّث باسمها النائب سامي الجميّل فقال: «هنّأنا فخامة الرئيس على تولّيه هذه المسؤولية الكبيرة في هذا الظرف الصعب»، مشدّداً على «أنّنا نتعاطى كـ»كتائب» بإيجابيّة، وسنكون إلى جانب الرئيس في كلّ المحطات التي تصبّ في مجال تحصين لبنان واستقلاله».
وختم: «سمّينا الحريري لترؤّس الحكومة نظراً لما يمثّله كرمز للاعتدال في منطقة تشهد تعصّباً وتطرّفاً، ونتمنّى له التوفيق في مهامّه الجديدة».
والتقى عون كتلة «وحدة الجبل»، التي تضمّ النوّاب: طلال أرسلان، بلال فرحات وناجي غاريوس. وتحدّث باسمها أرسلان الذي أعلن عن تسمية الحريري.
والتقى عون كتلة «لبنان الحرّ الموحّد»، التي غاب عنها رئيسها النائب سليمان فرنجيّة، وتضمّ النائبين أسطفان الدويهي وسليم كرم الذي قال بعد اللقاء: «نهنّئ لبنان أولاً بانتصار الديمقراطية، وبانتخاب رئيس جديد حيث أشرقت الشمس على القصر الجمهوري. وقد سمّينا الرئيس الحريري، ونتمنّى أن تعود المؤسّسات إلى ما كانت عليه وأن يحلّ التقدم بالتنسيق بين الرؤساء الثلاثة، بدل كلّ التراجع الذي شهدته الفترة السابقة».
أضاف: «نحن نتكلّم أيضاً باسم النائب سليمان فرنجيّة الذي تغيّب عن الحضور ليس بسبب المقاطعة، ولكن نظراً لوضع البلد الذي نعلمه جميعاً، وهو كلّفنا أن نتحدّث باسمه أيضاً».
والتقى عون كتلة حزب البعث، التي تحدّث باسمها النائب عاصم قانصوه الذي قال: «تقدّمنا بالتهنئة إلى فخامة الرئيس على انتخابه، وكلّنا ثقة أنّه سينجح في مهامّه المستقبليّة، وتمنّينا في الوقت نفسه أن يكون معاونوه في الجو نفسه. ولكن، بما يخصّ رئاسة الحكومة، فلم نسمِّ أحداً آملين أن تكون الثقة المعطاة بالمستقبل هي لبرنامج الحكومة، ولكن ما ظهر حتى الآن من كلام لدولة الرئيس سعد الحريري كونه المرشّح الوحيد، لا يشجّعنا كثيراً أن نؤيّده إلّا إذا غيّر نهجه في المستقبل، وتتكامل الصورة ونعود إلى اتفاق الطائف الذي يجمع الجميع في حكومة تمثّل جميع الأطياف والأحزاب كما كان الأمر على عهد والده، وحينها نكون معه».
وبعد لقائه رئيس الجمهورية، قال النائب أحمد كرامي باسم كتلة التضامن: «نتمنّى تنفيذ خطاب القسَم، علّه يكون خيراً للبلد كلّه. وسمّينا الرئيس الحريري».
«القومي»
والتقى الرئيس عون كتلة الحزب السوري القومي الاجتماعي، التي تحدّث باسمها النائب أسعد حردان فقال: «هنّأنا فخامة الرئيس على انتخابه، وتبادلنا معه الآراء حول المرحلة التي نمرّ بها، وتمنّينا للعهد مسيرة ناجحة ومزدهرة لأنّ هذا الأمر لصالح كلّ اللبنانيّين. وقد أودعنا موقفنا لدى فخامة الرئيس».
«اللقاء الديمقراطي»
واختتم عون اليوم الأول من الاستشارات النيابيّة الملزمة بلقاء كتلة «اللقاء الديمقراطي»، التي تحدّث باسمها النائب وليد جنبلاط قائلاً: «لقد سمّت الكتلة الرئيس الحريري، وقلنا لفخامة الرئيس عون إنّه علينا تضييق الخلافات والتركيز على بناء الداخل، ونحاول تجنّب صراع الدول والأمم من أجل لبنان ومصلحته».
سُئل عن شكل الحكومة المقبلة، فأجاب: «هذه ليست مهمّتي».
جدول اليوم
وينهي عون الاستشارات اليوم وفق الآتي:
– كتلة نوّاب الأرمن الساعة 9,30 ، وتضمّ النائبين: آرثيور نظريان وأغوب بقرادونيان.
– «الجماعة الإسلامية» الساعة 9,40 ، وتضمّ النائب عماد الحوت.
– النوّاب المستقلّون: روبير غانم الساعة 9,50 ، نقولا فتوش الساعة 10,00 ، دوري شمعون الساعة 10,10 ، مروان حمادة الساعة 10,20 ، أنطوان سعد الساعة 10,30 ، فؤاد السعد الساعة 10,40 ، محمد الصفدي الساعة 10,50 ، إميل رحمة الساعة 11,00 ، أحمد فتفت الساعة 11,10 .
– كتلة «الوفاء للمقاومة»، وتضمّ النوّاب: محمد رعد، حسن فضل الله، حسين الحاج حسن، حسين الموسوي، علي عمّار، علي فياض، كامل الرفاعي، محمد فنيش، نوار الساحلي، نوّاف الموسوي والوليد سكرية.
– كتلة «التنمية والتحرير» الساعة 11,30 ، وتضمّ الرئيس نبيه برّي، أنور الخليل، أيوب حميد، عبد اللطيف الزين، عبد المجيد صالح، علي بزي، علي حسن خليل، علي خريس، علي عسيران، غازي زعيتر، ميشال موسى، هاني قبيسي وياسين جابر».