«تفاصيل صغيرة»
سألتهنّ عن موضوع يفضّلن بحثه في تفاصيل صغيرة. أجابت إحداهن: «ظاهرة التجميل».
أحببت الفكرة، لا سيما أنه تم تداول الموضوع أمامي بالصدفة لأيام عدّة وفي مجالس مختلفة.
الأسئلة التي تطرح نفسها هنا: لماذا تلجأ النساء إلى عمليات التجميل؟ وهل عمليات كهذه هي حكر على النساء أم وصلت إلى الرجال؟ هل تحوّلت إلى «موضة» أم أنها أضحت جزءاً أساسياً من ثقافة مجتمعاتنا؟
لا شكّ في أن الجمال لطالما شغل بال النساء وأشغل وشاغل الرجال، ولذلك نجد أن الميثولوجيا القديمة وأساطير متعدّدة تحدّثت عن فكرة إكسير الحياة والشباب الدائم، والبحث عن ماء الحياة ونهر والخلود وما إلى ذلك. أي ببساطة أن الجمال والشباب كانا مطلبَي الإنسان منذ الأزل. وبالتالي من الطبيعي أن يأخذ هذا الاهتمام أشكالاً تساير تطوّرات العصر. لكن برأيي، إنّ المبالغة في أيّ أمر تعطي مفعولاً عكسياً، فمن الجميل أن نسعى إلى تحسين أيّ خلل في الشكل إن كان إلى ذلك من سبيل، لكن ألا نتحول إلى «فوتكوبي» مزيّف عن ممثلة أو مطربة أو عارضة أزياء أو…
لا شكّ في أن الجمال هبة إلهية وهو كنز بطبيعة الحال، فإن اقترن حُسن الخَلق بحُسن الخُلق اكتملت نعمة الخالق علينا. لكن لنتذكر أن الجمال مهما بلغ مداه تعتاده العين ويصبح مجرّد جماد جميل، إن لم تحرّكه روح جميلة تجدّد هذا الجمال في عيوننا. كن جميلاً ترى الوجود جميلاً. وللحديث تتمة…
منى عبد الكريم