8 قتلى و100 جريح في انفجار أمام مبنى للشرطة في دياربكر وردود فعل غاضبة على اعتقال قادة ثالث كتلة سياسية في تركيا
أعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم، مقتل ثمانية أشخاص وإصابة أكثر من مئة بجروح، في هجوم بسيارة مفخخة استهدف، صباح أمس، مبنى للشرطة في دياربكر جنوب شرق البلاد، ذي الغالبية الكردية. واتهم «حزب العمال الكردستاني» بارتكابه. في وقت صدرت ردود فعل غاضبة، على سجن الرئيسين المشاركين لـ«حزب الشعوب الديمقراطي»، صلاح الدين دميرطاش وفيغان يوكسك داغ، على ذمة التحقيق في قضايا تتعلق بالإرهاب، بأمر من محكمة تركية.
وقال مصدر تركي: إن محكمة الصلح والجزاء في ديار بكر شرق تركيا ، أمرت باعتقال دميرطاش، بتهمة تأسيس منظمة بهدف ارتكاب جريمة والعضوية في التنظيم الارهابي وارتكاب الجرائم باسم التنظيم. فيما أمرت باعتقال يوكسك داغ، بتهمة التحريض على ارتكاب الجرائم بشكل علن وقالت الحكومة التركية إنهم اعتقلوا لفشلهم في المثول أمام المدعين العامين، من أجل استجوابهم بشأن علاقاتهم المزعمومة مع «حزب العمال الكردساتي».
واعتقل دميرطاش، بقرار من الادعاء العام في منزله بمنطقة ديار بكر، في إطار تحقيقات متعلقة بمكافحة الإرهاب، حسب وكالة أنباء الأناضول التركية.
وقالت الوكالة، إن رئيسي الحزب، النائب صلاح الدين دمرطاش وزميلته في البرلمان فيجن يوكسي داغ، وضعا قيد التوقيف في إطار تحقيق «لمكافحة الارهاب»، علما بأن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان يتهم هذا الحزب، ثالث قوة في البرلمان، بالارتباط بـ«حزب العمال الكردستاني» الذي تعتبره انقرة منظمة ارهابية.
وقبيل اعتقاله، غرد دمرطاش على «تويتر»: إن رجال الشرطة واقفون على باب منزلي في دياربكر ومعهم قرار بوضعي قيد التوقيف بالقوة».
وبحسب قناتي «ان. تي. في» و «سي. ان. ان. تورك» الاخباريتين، فإن السلطات اعتقلت أيضا، سبعة نواب آخرين من الحزب نفسه، بموجب مذكرات توقيف صدرت بحقهم وبحق عدد آخر من رفاقهم سيجري اعتقالهم بدورهم.
وتأتي هذه الاعتقالات الليلية، في وقت تشهد فيه دياربكر، «عاصمة» جنوب شرق تركيا ذي الأغلبية الكردية، توترات متزايدة مع انقرة، منذ اعتقال السلطات التركية رئيسي اثنين من بلدياتها.
وفتحت السلطات التركية تحقيقات عديدة بحق دمرطاش ويوكسي داغ، بشبهات تتعلق بالارتباط بحزب العمال، إلا أنهما أكدا مرارا أنهما لن يمثلا بملء ارادتهما أمام القضاء إذا ما استدعاهما. وفي أيار/مايو أقر البرلمان التركي رفع الحصانة عن النواب المهددين بملاحقتهم قضائيا، في خطوة مثيرة للجدل استهدفت خصوصا نواب «حزب الشعب الديمقراطي».
وأفادة شبكة «سكاي نيوز» الإخبارية، أن الخارجية الألمانية استدعت السفير التركي لدى برلين، للاستفسار عن الإتهامات التي واجهها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للألمانيا بشأن إيواء الإرهابين.
من جهة ثانية، قال الوزراء التركي بن علي يلديريم: لدينا حتى الآن ثمانية قتلى بينهم شرطيان. وأضاف: إن «حزب العمال الكردستاني» كشف مجددا عن وجهه الغادر، لقد فجروا سيارة محشوة بالمتفجرات». وقع الانفجار بعد توقيف رئيسي حزب الشعوب الديموقراطي المدافع عن القضية الكردية وعدد من نوابه خلال الليل.
وقالت محافظة دياربكر إن التفجير نجم «عما يبدو أنه عربة مفخخة لعناصر المنظمة الإرهابية الانفصالية»، وهي التسمية المستخدمة للدلالة على حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره انقرة إرهابيا.
ويأتي هذا التفجير بعد ساعات على توقيف رئيسي «حزب الشعوب الديمقراطي» وعدد من نواب هذا الحزب الموالي للأكراد في البلاد في إطار تحقيق «لمكافحة الارهاب» مرتبط بمتمردي حزب العمال الكردستاني.
قال حزب الشعوب الديمقراطي، وهو ثالث أكبر كتلة سياسية في تركيا، إن اعتقال زعيميه وعشرة أعضاء يمثلون الحزب في البرلمان بمثابة خطوة نحو تنفيذ «انقلاب» من قبل الحكومة.
ووصف الحزب الموالي للأكراد في بيان ما حدث بأنه يوم حالك بالنسبة إلى البلد بأكمله.
ووقعت مصادمات بين الشرطة التركية وأنصار الحزب الذين نظموا احتجاجات ضد الاعتقالات. وفي اسطنبول، أطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع على المحتجين.
واتهم نائب رئيس الحزب، هيشيار أوزسوي، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بأنه يقرب تركيا من حافة الحرب الأهلية.
ومن بين الموقوفين، إدريس بالوكان، نائب رئيس الكتلة النيابية لحزب الشعوب الديمقراطي، من مقر الحزب بالعاصمة أنقرة.
وقال الاتحاد الأوروبي إنه يشعر بالقلق البالغ بسبب الاعتقالات، في حين وصف وزير الخارجية الألماني الوضع بأنه تصعيد خطير.
وقالت الحكومة التركية إنهم اعتقلوا لفشلهم في المثول أمام المدعين العامين من أجل استجوابهم بشأن علاقاتهم المزعمومة مع حزب العمال الكردساتي.
وقبضت السلطات التركية على صلاح الدين دميرطاش وفيغان يوكسك داغ، الرئيسين المشاركين لحزب الشعوب الديمقراطي المعارض وعدد من نواب الحزب، المؤيد للأكراد، في البرلمان.
واعتقل دميرطاش، بقرار من الادعاء العام في منزله بمنطقة ديار بكر في إطار تحقيقات متعلقة بمكافحة الإرهاب، حسب وكالة أنباء الأناضول التركية.
وتتهم السلطات التركية صلاح الدين دميرطاش وفيغان يوكسك بنشر دعاية لصالح مسلحين يحاربون الدولة التركية.
وبعد ساعات من اعتقال زعماءوأعضاء الحزب، انفجرت سيارة مفخخة في ديار بكر وقتل 8 أشخاص وجرح أكثر من 100 آخرين.
ويشن مسلحون أكراد هجمات في تركيا من أجل الحصول على الاستقلال للأكراد الذين يشكلون أكثر إقلية إثنية في تركيا.
وتعيش تركيا حاليا حالة طوارئ فرضتها السلطات بعد الانقلاب الفاشل الذي حدث في 15 يوليو/تموز.
وتسمح حالة الطوارئ للرئيس التركي والحكومة بتجاوز البرلمان عندما تريد سن قوانين جديدة تتعلق بالحريات والحقوق.
وتقول الحكومة إن هؤلاء الأشخاص اعتقلوا بسبب فشلهم في التعاون مع تحقيقات لها صلة بمكافحة الإرهاب والتي سبق لرئيسي الحزب في يونيو/حزيران الماضي أن تعهدا بمقاطعته.
وقال وزير العدل التركي «إن هؤلاء لم يحترموا القانون».
وتصنف تركيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حزب العمال الكردستاني بأنه منظمة إرهابية.
وبالرغم من أن حزب الشعوب الديمقراطي يمثل أساسا الأكراد، فإنه يجذب يساريين وليبراليين وأنصار البيئة ومدافعين عن حقوق المثليين ومسلمين متدينين.
وحصل الحزب على 59 مقعدا في البرلمان التركي وذلك لأول مرة في انتخابات نظمت السنة الماضية.
وبالرغم من تعرض أنصار الحزب ومكاتبه لهجمات متكررة، وأبرزها هجوم مميت قبل يومين من موعد الانتخابات، فإنه خاض حملة تميزت بخطاب معتدل.
وينفي الحزب أي صلة له بحزب العمال الكردستاني المحظور.
وقال عضو عن الحزب في البرلمان يوجد حاليا في الخارج لبي بي سي إن الحكومة التركية تتصرف وكأنها تمثل النازيين.