الإمارات تدخل السباق الرئاسي اللبناني بأمين الجميّل

 

كتب المحرر السياسي

صار الحلف الذي تريده واشنطن للحرب على «داعش» استثماراً مالياً لشركات السلاح الأميركي وخدمات الشركات الأمنية في القطاع الخاص، وصارت أربيل عاصمة جاهزة لهذه الحرب، كأنما المستودعات وغرف العمليات التي تعجّ باستضافتها أربيل قد أعدّت لتقطف ثمارها في هذه الحرب.

قال الرئيس الأميركي لوزير خارجيته جون كيري، سندير الحرب ولن نخوضها، وستموّلها السعودية مقابل قبولنا بتبنّي موقفها من سورية، فلا نتعاون مع الدولة السورية ونكرّس من تقترحه السعودية من المعارضة السورية شريكاً بديلاً، مقابل تغطية السعودية لموازنة الحرب التي يقدرها مجلس الأمن القومي الأميركي لخمس سنوات بمئة مليار دولار.

جاء كيري والحليف السوري يتلاشى مع معارك جوبر وتفجير إدلب، ولم يرفّ له جفن، فالعقود التي تنتظرها الشركات الأميركية أهمّ من أيّ مصداقية أو جدية أو وضوح في الرؤية، وطالما تملك واشنطن في نهاية المطاف وبعد فشل الاختيارات أن تلجأ إلى الخيار المرّ، فلماذا لا تمنح هذه الخيارات فرصة وتقبض المئة مليار دولار؟

حرب المسرحية بفصول ستكون قبل أن يبدأ الجدّ، وفي قلب الفصول مناورات كثيرة منها محاولة ترتيب حلول لأزمات رديفة ومجاورة كالملف الرئاسي اللبناني، الذي منحت واشنطن لباريس فرصة استدراج الأسماء المقترحة له في مسرحية الوقت الضائع، وقد جرّب الحلفاء حظوظهم، طالما فتح البازار، وواشنطن تعرف الوقت الضائع وتتركه للاعبي الاحتياط، فتتقدم الإمارات بطرح اسم الرئيس السابق أمين الجميّل.

في ضفة مختلفة تماماً، وحيث لا مكان للوقت الضائع، تزامن تولي اللواء عباس إبراهيم ملف العسكريين المخطوفين وبدء التفاوض حوله، مع ظهور أول خطوات تنسيقية جدية بين الجيشين السوري واللبناني، عبر الحدود من جهة عرسال وجرودها، لتضييق الخناق على المجموعات المسلحة التابعة لـ»جبهة النصرة» وتنظيم «داعش»، وهو التنسيق الذي عطلته السياسة العرجاء التي قبلت التحدث مع «داعش» ورفضت التحدث مع الحكومة السورية.

سلام إلى قطر الأحد

في غضون ذلك، أكد مصدر مطلع على سير التحرك في شأن العسكريين المخطوفين، لـ«البناء» أن تراجع حدة التوتر على الأرض ومعالجة قضية الخطف الذي حصل في الأيام الأخيرة في البقاع، شكلت مناخاً أكثر ايجابية لتكثيف المساعي من أجل الإفراج عن العسكريين. واعتبر أن تكليف المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم رسمياً بهذه المهمة يعتبر عاملاً ايجابياً إضافياً نظراً إلى تجربته السابقة الناجحة في هذا المجال. وأكد أن التحرك في شأن العسكريين المخطوفين سترتفع وتيرته في الأيام القليلة المقبلة كاشفاً عن زيارة يعتزم سلام القيام بها يوم الأحد المقبل إلى قطر لإجراء محادثات مع أميرها تميم بن حمد في هذا الشأن. وأبدى المصدر ارتياحه لما حققه الجيش في جرود عرسال أخيراً، مشيراً إلى أن ذلك جاء ترجمة للتوجهات التي سادت في مجلس الوزراء.

من جهته، أكد وزير الداخلية نهاد المشنوق أن «الموفد القطري، السوري الجنسية، يواصل مهمته في قضية العسكريين الرهائن يوماً بيوم». ولفت المشنوق خلال اجتماع اللجنة الوزارية المكلفة بملف النازحين السوريين برئاسة سلام في السراي الحكومية، إلى أن اللواء إبراهيم يتابع مهمته في ملف الرهائن بالتنسيق مع خلية الأزمة الوزارية. وأكد أن «الوضع الأمني تحت السيطرة وهناك قرار سياسي لدى جميع الأفرقاء بمنع الانزلاق إلى الفتنة».

وأكدت مصادر أمنية لـ«البناء» أن الجيش يواصل إجراءاته الميدانية على الأرض في محيط عرسال، خصوصاً بين البلدة وجرودها وهو اتخذ أمس المزيد من الخطوات لاستكمال تموضعه هناك. وأشارت إلى أن أي خطوات إضافية تتقرر وفق المعطيات الميدانية لكنها أكدت أن القرار حاسم بمنع عمليات تسلل المسلحين إلى داخل البلدة.

وأفيد مساء عن سقوط جريحين سوريين، على أثر إطلاق النار على مخيم للاجئين السوريين في القاع، من داخل سيارة مجهولة يستقلها مسلحون.

كذلك أطلق مجهولون يستقلون دراجة نارية عدداً من الأعيرة النارية باتجاه تجمع للنازحين السوريين في منطقة الشواكير شرق مدينة صور ولم يفد عن وقوع إصابات. وحضر الجيش اللبناني وضرب طوقاً أمنياً في المنطقة.

وفي موضوع متصل، أعلن وزير العدل أشرف ريفي عن إنهاء ملف موقوفي نهر البارد قبل رأس السنة، ولفت إلى أن «المجلس العدلي أنهى في شكل قاطع ونهائي 22 ملفاً وأنهى الجلسات بملفين إضافيين وبعد أسبوعين سيتلى الحكم للملف الأول وبعد أسبوع للملف الثاني أي أننا عملياً أنهينا 24 ملفاً من أصل 39 وبقي لدينا 15».

تورط قطر وتركيا في خطف الجنود؟

في غضون نسب موقع «الشتات» الالكتروني إلى مصادر حكومية لبنانية اتهامها قطر وتركيا، بتقديم دعم سياسي غير مباشر لخاطفي الجنود اللبنانيين، وذلك من خلال «هيئة العلماء المسلمين» التي بدت منحازة في وساطتها مع الخاطفين الذين ينتمون لتنظيمي «داعش» و«جبهة النصرة»، بحسب المصادر.

وقالت: «إن الجيش كان قد أحكم الحصار على مسلحي داعش والنصرة لاستعادة عرسال، لكن تدخل هيئة العلماء أعاد الأمور إلى النقطة الصفر، بعدما اقترح وفد من الهيئة على الحكومة انسحاب الجيش والسماح للمسلحين بالخروج إلى الحدود السورية، بشرط أن لا يتعرضوا لنيران الجيش السوري».

وأشارت المصادر إلى أن «سلام نقل هذا المطلب إلى حزب الله الذي حصل على موافقة سورية، وعند هذه النقطة انسحب الجيش اللبناني لكنه فوجئ بمسلحي داعش والنصرة يختطفون أربعين عسكرياً ما أدى إلى تعقيد المسألة».

وقالت المصادر إنه «بعد أيام عاد وفد من الهيئة واقترح أن يتم الإفراج عن قرابة 300 عنصر من جماعة أحمد الأسير، الذي تطارده السلطات اللبنانية بتهمة الاعتداء على الجيش اللبناني في عبرا، وكذلك بعض التكفيريين المعتقلين في السجون اللبنانية. فشعرت الحكومة بأنها تتعرض للابتزاز وأن وفد الهيئة يتصرف وكأنه طرف وليس وسيطاً».

ولاحظ الأمن اللبناني، بحسب المصادر، «أن وفداً من الهيئة زار الدوحة ثلاث مرات في الآونة الأخيرة. وتدخل حزب الله في القضية وزود النائب وليد جنبلاط بتسجيلات عن مكالمات هاتفية أجراها أعضاء في هيئة العلماء، تؤكد تورط تركيا وقطر في خطف العسكريين واتصالها مباشرة مع الخاطفين. ونقل جنبلاط التسجيلات إلى الحكومة والرئيس سعد الحريري والمملكة العربية السعودية لتأكيد التورط القطري في الأمر، لكن النائب فؤاد السنيورة رفض الاتهامات وظل يؤكد أن هيئة العلماء وسيط نزيه».

المستقبل: تحريض على حزب الله والحكومة

إلى ذلك تحول اعتصام أهالي العسكريين المخطوفين من أبناء عكار في ساحة الشهداء أمس بمشاركة عدد من نواب تيار «المستقبل»، إلى حملة تحريض ضد حزب الله وضغط على الحكومة للقبول بشرط الخاطفين. واعتبر النائب خالد زهرمان، أن مسؤوليتنا تحرير العسكريين «أما المزايدات فهي لا تخدم عملية إطلاق سراحهم». ونطمئن الأهالي أننا نقف إلى جانبهم للوصول إلى خاتمة سعيدة».

وقال مفتي عكار زيد زكريا: «جئنا نطالب اليوم هذه الحكومة وهذه الدولة بالتحرك السريع وعقد الاجتماعات السريعة والطارئة، وإن كان من معوقات فعليها أن تذللها، فلا يجوز أن نرفض الحلول تحت أي سبب أو أي طائل … ولا نقف عند كلمة الهيبة»، فيما اعتبر النائب هادي حبيش أن «على الحكومة اللبنانية أن تبذل كل الجهود، وألا توضع لها الشروط الآيلة للإفراج عن جميع العسكريين». بدوره، قال النائب معين المرعبي: «إن اعتصامنا هو في وجه «حزب الله» وفي وجه السيد حسن نصر الله الذي زج البلد كله في ما وصلنا إليه».

رعد: التهاون أمام «داعش» يؤدي إلى كارثة

من جهة أخرى، أكد رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد أن «مسلسل قطع الرؤوس وإرسال الجثث وما يسمى داعش ما كان ليتم لولا بعض غطاء لا يزال متوفراً لهؤلاء على الساحة اللبنانية والساحة الإقليمية». وقال: «لن نسمي الآن الأشياء بأسمائها ولكن لينتبهوا أن هذا الأمر لا يجوز أن يطول … ننتظر العقلاء أن يعرفوا كيف يديرون الأمور ونفسح المجال للاتصالات وعلى الحكومة أن تدرك مخاطر التريث والتسامح والتساهل في التعاطي مع هذه القضية لأننا لا نستطيع أن نستقبل كل يوم علي السيد وعباس مدلج مذبوحين ومقطوعي الرؤوس».

واعتبر خلال احتفال تأبيني في بلدة انصارية في منطقة الزهراني لحسن حيدر الذي سقط أثناء محاولته تفكيك جهاز التجسس «الإسرائيلي» في بلدة عدلون، أن «مشي القرفصاء أمام داعش و«إسرائيل» لا ينفع وأن التهاون أمام خطر داعش سيؤدي بالبلاد إلى كارثة حتى بالذين يريدون أن يتسامحوا أو يتساهلوا مع بعض التصرفات الداعشية الإجرامية سواء مع المخطوفين العسكريين أو مع اللبنانيين وقال هؤلاء ليس لهم حظ عند داعش وليس لهم من مجال لتقديم أوراق اعتماده سلفاً إلى داعش ظناً منهم أنها قوة قادرة ستنتصر وستسيطر».

ورد رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون على لافتة رفعت أثناء تظاهر أهالي العسكريين المخطوفين من ساحة الشهداء اليوم سألوه من خلالها «لو كان جبران أسيراً، ماذا يفعل الجنرال؟»، مغرداً عبر «تويتر»: «سئلت ماذا كنت لأفعل لو كان أحد الأسرى من أبنائي، وأنا أقول: اسألوني ماذا كنت فعلت لو أني في موقع المسؤولية عندها تنتفي أي حاجة للسؤال الأول».

لا جدية أميركية فرنسية سعودية بتسليح الجيش

في الأثناء، أفادت قيادة الجيش أن اللواء اللوجستي تسلم أمس عبر مطار بيروت الدولي كمية من الأسلحة والذخائر المختلفة من الولايات المتحدة الأميركية في حضور عدد من ضباط الجيش ومن مكتب التعاون الدفاعي الأميركي في لبنان. وأوضحت القيادة أن هذه الدفعة الجديدة تأتي ضمن إطار برنامج المساعدات الأميركية المقررة للجيش اللبناني، والالتزامات والاتفاقيات الموقعة بين الجانبين.

وفي سياق متصل، أوضحت مصادر أمنية أن أحداً لم يتصل بالجهات المعنية بخصوص منحة المليار دولار السعودية المخصصة لتسليح القوى الأمنية بعد أن كانت رفعت قيادة الجيش لائحة بما تحتاجه من سلاح عندما جرى الاتصال بها بهذا الخصوص. وبدورها لاحظت مصادر عسكرية غير رسمية عدم جدية واشنطن وباريس والسعودية بتسليح الجيش. وقالت إن ما وصل من مساعدات أميركية ليس كافياً لمواجهة خطر الإرهاب خصوصاً ما يمثله «داعش»، معتبرة أنه «لو كان هناك رغبة بتسليح الجيش لكان على الأقل جرى تزويده بسلاح مماثل للسلاح الذي أعطي لقوات البشمركة الكردية».

مخيمات تجريبية للنازحين

على صعيد معالجة قضية النزوح السوري، أكد وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس لـ«البناء» أن مجلس الوزراء أقر مبدأ المخيمات التجريبية في المناطق الفاصلة بين لبنان وسورية، وأنه سيدرس الإمكانيات لذلك، لافتاً إلى أن وزير الخارجية جبران باسيل أيد ذلك، وأن حزب الله وحركة أمل لن يعارضا.

وأعلن بعد اجتماع لجنة النازحين برئاسة سلام، أنه تم التوافق على تأليف لجان مشتركة بين الأمن العام، ووزارة الشؤون الاجتماعية والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين للتدقيق بوضع النازحين على الحدود، فكل من يذهب إلى سورية من النازحين يفقد صفته كنازح، وبالتالي على من يتابع تحصيله العلمي في لبنان أن يكون حاملاً بطاقة تعرف عن ذلك، ومن يعمل في لبنان عليه أن يبرز إجازة العمل. وأشار درباس إلى أنه لم يعد هناك من داع للنزوح، ولا سيما من المناطق التي لم يعد فيها عائلات سورية كالقلمون وتلكلخ.

لا حلحلة في الملف الرئاسي

سياسياً، غاب الاستحقاق الرئاسي عن واجهة الاهتمامات الداخلية، بينما تواصل تقديم طلبات الترشيح للانتخابات النيابية المقبلة. وبدت مصادر في فريق «14 اذار» غير متفائلة بإمكان حصول حلحلة في الملف الرئاسي قريباً، ورأت أن المعطيات الداخلية والخارجية لا تؤشر إلى نضوج الملف الرئاسي. واعتبرت أن موقف العماد عون يعرقل أي تفاهم داخلي، في حين أن الوضع اللبناني ليس في أولوية العواصم المؤثرة إقليمياً، لافتة إلى أن الأميركي والسعودي منشغلان بخطر الإرهاب الذي يمثله «داعش»، كما أن لا معطيات بحسب المصادر بحصول توافق مع إيران حول الملف اللبناني والدليل على ذلك استبعاد إيران من الحلف الدولي الذي تعمل له واشنطن لمواجهة الإرهاب.

لكن المصادر أشارت إلى أن الأسبوع المقبل سيشهد تنشيط الاتصالات السياسية بعد عودة رئيس المجلس النيابي نبيه بري والرئيس فؤاد السنيورة إلى بيروت من أجل البحث في الخيارات الممكنة حول التمديد لمجلس النواب أو إجراء الانتخابات، لكن المصادر رجحت التمديد لأن الأوضاع الأمنية لا تسمح بإجرائها، وكذلك البحث في إمكان إقرار سلسلة الرتب والرواتب وعدد من الأمور المالية الملحة.

ومن المقرر أن يقدم مرشحو حزب الكتائب طلبات ترشيحهم اليوم وهم موزعون على كل المحافظات.

30 امرأة يترشحن للانتخابات

وفي سابقة انتخابية، قدمت أكثر من 30 امرأة، ترشيحاتهن إلى الانتخابات، وأكدن في بيان مشترك رغبتهن وإصرارهن على حقهن في المشاركة في الحياة السياسية لإثبات وجودهن كعنصر فعال في بناء سياسة الوطن، واعتبرن أن «كثافة مشاركة المرأة سيكون لها أثر بالغ في إنجاح كامل عملية الإصلاح السياسي في لبنان وبناء الوطن الحضاري الذي لطالما حلمنا به».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى