الراعي: للإسراع في تأليف حكومة قادرة ومنسجمة
تمنّى البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي للرئيس سعد الحريري التوفيق في تأليف حكومة قادرة ومنسجمة في أسرع وقت ممكن، آملاً أن تنهض بالاقتصاد وبوضع حدّ لنزيف هجرة الشباب.
وكان الراعي أجرى أول من أمس، اتصالاً هاتفياً برئيس الحكومة المكلَّف سعد الحريري، وهنّأه بتكليف رئيس الجمهورية له بتشكيل الحكومة الجديدة وبالثقة الكبيرة التي نالها من النوّاب. وكانت مناسبة عُرضت فيها التطوّرات على الساحة الداخلية، وقد تمنّى الراعي للحريري «التوفيق في تأليف حكومة قادرة ومنسجمة في أسرع وقت ممكن للشروع في مواجهة التحدّيات الكبرى في البلاد».
و زار الراعي كرسيّ أبرشيّة أنطلياس المارونيّة في قرنة شهوان، في إطار جولاته على المطرانيّات ومشاركته في اجتماعات الكهنة الشهرية فيها، وكان في استقباله راعي الأبرشيّة المطران كميل زيدان ولفيف من الكهنة، ورافق الراعي النائب البطريركي العام المطران حنّا علوان والمعاون البطريركي المطران جوزف نفّاع والمطران طانيوس الخوري.
في مستهلّ اللقاء، رحّب زيدان بالراعي «في أبرشيّته الأم»،
ثمّ كان عرض مفصّل قدّمه على عدد من رجال الدين، بعد ذلك كانت كلمة للراعي نوّه فيها بحسن سير العمل في أجهزة الأبرشيّة وبالمكننة التي أحدثها راعي الأبرشيّة في الإدارة، كما وبالنشاط الروحي والراعوي والاجتماعي الذي تضطلع به، ثمّ أجاب على أسئلة الكهنة.
وإذ شكر الله على انتخاب رئيس للجمهوريّة، أمل «أن يستطيع الرئيس الجديد مع الحكومة النهوض بالاقتصاد اللبناني وبوضع حدّ لنزيف الهجرة الذي يطال الطاقات الشابة من اللبنانيّين»، معتبراً أنّ «الأدوية المهدّئة والمخدِّرة لم تعد تنفع في هذا الإطار». أضاف: «ما يزال المسيحيّون أقوياء جداً، وقد رأينا ماذا يمكنهم أن يفعلوا حين يوحّدون جهودهم، ولا ينقصنا سوى التعاون أكثر لمصلحة لبنان والشرق».
وأكّد «أنّنا نتضامن إنسانيّاً مع أزمة النازحين ونتفهّم معاناتهم، ولكن لا يمكن أن يتحمّل لبنان أكثر من طاقته»، مشيراً إلى أنّنا «نعمل مع الأسرة الدولية أيضاً على وجوب خلق أماكن آمنة للنازحين في بلدانهم، تتمّ فيها مساعدتهم على الصُّعد كافة كي لا يتمّ استبدالهم بإرهابيّين وأصوليّين يحتلّون مكانهم وأراضيهم».
وكان الراعي قد زار المجمّع الماروني في ذوق مصبح.
وترأّس الراعي أمس قدّاساً على مذبح الباحة الخارجيّة للصرح البطريركي في بكركي «كابيلا القيامة»، عاونه فيه لفيف من المطارنة والكهنة.
وألقى الراعي عِظة، قال فيها: «نرفع الصلاة إلى الله من جديد، كي يمكِّن رئيس الحكومة المكلّف الشيخ سعد الحريري من تأليفها في أسرع وقت ممكن بمؤازرة الكتل السياسيّة والنيابيّة وتوجيهات فخامة رئيس الجمهورية، فحالة البلاد الاقتصاديّة والمعيشيّة والماليّة والإنمائيّة والأمنيّة لا تتحمّل أيّ إبطاء أو تأجيل».
وتابع: «بذات الرّجاء نضرع إلى الله، بثقة البنين، أن يوجّه ذوي الإرادة الحسنة إقليميّاً ودوليّاً إلى إيقاف الحروب الهدّامة في سورية والعراق واليمن وفلسطين وسواها، وإلى إجراء مفاوضات جديّة لإيجاد حلول سياسيّة للنزاعات».
بعدها، دشّن الراعي مزار العذراء وباركه في الباحة الخارجية للصرح، الذي قدمّه يوسف إبراهيم كنعان مع عائلته.