أنا السوري
أنا السوري
وفي دمي تسير
أصالة العربي
أنا الشامخ
وما أركع
إلا في الصلاة لربي
أنا الحقّ وللقدس أقسمت
أنها دربي
أنا الوعد وللّواء المغتصب
تصبو عيني
أنا المقاوم والجولان
ينبض في قلبي
أنا المغوار
ورُحى الهيجاء تشهد لي
أنا الخيال
والبيداء خُلقت
لصهوات خيلي
أنا الرمح الذي مزّق أنوف
كلّ خائنٍ وغبي
أنا الفارس الذي هشّم ضلوع
كلّ ظالمٍ معتدي
أنا الحسام الذي بتر أيادي
الطامعين بسوريّتي
أنا الدرع التي حمت العروبة
من العربان
أنا الشبل الذي أقسم لي القدر
بالنصر المزلزل
أنا الأسد الذي حطّم رأس أميركا
وصهيون والغربي
أنا الموت لأوهام العثماني
ويهود الرمال وذاك القطري
أنا السوري
كم وكم فارقت أحبابي
أنا العطاء
وفي ذروة النكبات بذلت دمي
أنا الأبيّ
وألف طعنةٍ سكنت خاصرتي
أنا العصيّ
وألف ألف خنجر
غدرٍ يتوسّط ظهري
أنا الوفاء
وغدر العربان كغدر
أشقاء يوسف النبي
أنا قلعة الصمود
ومن دمي ترجمت
أبجدية بقاء العربي
أنا الصريع
في ساحات الوغى
وما نكّست راياتي
أنا النجاة وما خاب تائبٌ
قصد قبلتي
أنا الكرم وما نام جائعٌ
طرق بابي
أنا الجود وما بُنيت خيمةٌ
للاجئٍ عربي
أنا مهد الحضارة
أنا إيبلا وأوغاريت وبصرى وعمريت وماري
أنا زنوبيا
وأفاميا وأرواد
وراميتا والرصافة
وشهباء داري
أنا بحر البلاغة
والمتنبّي والحمداني
والمعرّي ينابيع شعري
أنا مدينة الأدب
ودرويش وأدونيس
والقباني من أبواب قلمي
أنا الفنّ
وبكلماتي رتّلت
أبيات المغنى والطرب
أنا الهوى
وأنا من أسّس للغرام
مملكةً بعشقي وغزلي
أنا المحبّة
وطيور السماء بين يدي
كانت تغنّي لي
أنا جرح الزمان
وبمصابي كربلاء الحسين
كفكفت أدمعي
أنا الشهيد
فكم وكم كفنّت طفلةً
وأشلاء صبي
أنا اليتيم
فلا أب ولا أمّ ولا أخ
ولا أخت تبقّوا لي
أنا الشهباء
أنا قلعة الشهداء
وما خارت عزيمتي
أنا الفرات عذباً سلسبيلاً
للظامئين كطهر زمزم
أنا الدير التي حاصرها
أبناء العهر
والظلام الأسود
أنا الشآم
وربوعي جنان
الرحمن في الأرض
أنا بردى
ومن ينقصه الشرف
فليستقِ من نبعي
أنا قاسيون
رمز العزّة والإباء
والوطن يشمخ
بين أضلعي
أنا الياسمين
وكل العاشقين تعبقت بشذى عطري
أنا العنوان وما من تائهٍ في الكون
إلا وبنوري يهتدي…
… أنا؟ من أنا؟
رياح الموت
وعلى الرصاص
كُتب اسمي
أنا؟ من أنا؟
أنا السمّ الزعاف
والجحيم لمن همّ بقتلي
أنا؟ من أنا؟
الغضب المدمّر
وويلٌ لكم
من براكين غضبي
أوتسأل من أنا؟
أنا السوري
أنا المقاوم العربي السوري
عدنان عزيزي