«البيشمركة» تسيطر على «بعشيقة».. والجيش العراقي يبدأ عمليّاته في المدخل الجنوبيّ للموصل
سيطرت قوات البيشمركة بالكامل على ناحية بعشيقة بعد ساعات من إطلاق عمليّة عسكرية بإسناد من قوات التحالف الدولي، رغم بعض المعارك في بعض المباني التي تحصّن فيها عناصر «داعش».
وكانت قوات البيشمركة أطلقت صباح أمس عملية عسكرية من أربعة محاور لاستعادة مركز ناحية بعشيقة وبعض القرى المحاصرة التابعة لها من تنظيم «داعش» بغطاء جويّ من التحالف الدولي.
وقد أكّد قائد عمليات «قادمون يا نينوى» أنّ قوات البيشمركة حرّرت حيّ الانتصار والعسكري وبحزانية القديمة ورأس العين في ناحية بعشيقة.
وبحسب مصادر إعلامية كرديّة، فإنّ عملية واسعة انطلقت باستخدام الأسلحة الثقيلة، سبقها قيام مقاتلات التحالف بشنّ سلسلة من الغارات على مواقع «داعش» في بعشيقة منذ ليل الأحد، وقام التنظيم بحرق الإطارات والنفط لحجب الرؤية عن الطائرات سعياً لتجنيب مواقعه وآليّاته وعناصره من القصف الجويّ.
وبحسب المصادر، فإنّ قوات البيشمركة وصلت إلى الأحياء الأولى من المدينة وتمكّنت من إحباط عدّة عمليّات انتحاريّة بأحزمة ناسفة حاول تنظيم «داعش» تنفيذها ضدّ قوات البيشمركة، وقتلت 11 مسلحاً من التنظيم في ناحية بعشيقة وأسرت عنصرين.
من جهته، أفاد قائد قوات البيشمركة في محور بعشيقة، اللواء بهرام ياسين، بأنّ «بعشيقة محاصرة من أربع جهات، ومسلّحو «داعش» الذين كانوا في القرى فرّوا إلى داخل بعشيقة، ولا يوجد منفذ ليهرب منه الإرهابيّون، فإمّا أن يستسلموا جميعاً، أو أن يُقتلوا».
وأوضحت المصادر، أنّ عدد مسلّحي «داعش» في بعشيقة حالياً هو 60 مسلّحاً مع وجود عدد من القناصة الذين يحاولون إحباط تقدّم قوات البيشمركة.
وتحاصر قوات البيشمركة مركز ناحية بعشيقة منذ أسبوعين، وأغلقت جميع المنافذ وقطعت خطوط الإمداد عن التنظيم، حيث أعلن رئيس «إقليم كردستان» العراق مسعود البرزاني في وقت سابق أنّ بعشيقة تعدّ «مستعادة من الناحية العسكرية».
وتكمن أهميّة ناحية بعشيقة كونها تقع شمال شرقي الموصل وتبعد 20 كم عن مركز المدينة، وكان تنظيم «داعش» سيطر عليها منذ سنتين ونصف السنة.
وفي السّياق الميداني، واصلت القوات العراقيّة عمليات تمشيط ناحية حمام العليل بعد تحريرها، بينما الاشتباكات تتركّز في شمال الناحية.
وقال مصدر، إنّ الجيش العراقي رفع العلم العراقيّ فوق مبنى مصرف المتقاعدين في حمام العليل.
ونُقل عن مصادر عسكريّة قولها، إنّ العمليات باتجاه الشمال قد تنطلق اليوم للسيطرة على المدخل الجنوبيّ لمدينة الموصل.
وقد طوّقت قوات مكافحة الإرهاب مناطق الكرامةِ والملايين ثلاثة وأحياءَ الزهراءِ وكركوكلي وعدن والذهبيّ، حيث تستمرُّ عملياتُ التطهير في تلك المناطق.
وفي المحور الجنوبي الشرقيِ للموصل، دخلتِ القوات المشتركة الساحلَ الأيسر للمدينة وتوغَّلَت داخلَ حيِّ الانتصارِ وجديدةِ المفتي، كما حرّرت القوات العراقية قرى نجيرة وباخيرة شمالَ حمّامِ العليل.
واقتحمت الفرقة الـ»16» في الجيش العراقي حيّ السادة أوّلَ أحياء المُوصل من الجهة الشمالية، وبدورها حرّرت الفرقة المدرّعة التاسعةُ في الجيش العراقيّ قرية الرزاقية من الجهة الجنوبيّة الغربيّة للموصل.
إلى ذلك، لقيَ أحد أبرز خبراء التفخيخ لدى تنظيم «داعش» الإرهابي حتفه مع أحد مرافقيه بانفجار عبوة ناسفة أثناء محاولتهما نصبها على طريق زراعي جنوب غربي محافظة كركوك في العراق.
وقال مصدر أمنيّ في محافظة كركوك، إنّ «أحد أبرز خبراء المتفجّرات في تنظيم «داعش»، ويُطلق عليه «أبو غانم العراقي» قُتل مع أحد مرافقيه بانفجار عبوة ناسفة أثناء محاولتهما نصبها في طريق زراعي قرب ناحية الرياض جنوب غربي كركوك».
وأضاف: «داعش عمد منذ أشهر عدّة إلى نصب عبوات ناسفة بشكل عشوائيّ في مناطق متفرقة من الأراضي الزراعية، لمواجهة أيّ تقدّم محتمل للقوات الأمنية العراقية المشتركة لتحرير الناحية من قبضة التنظيم».
وفي سياقٍ متّصل، اتّهمت منظمة العفو الدولية السلطات الكرديّة في كركوك بشنّ موجة جديدة من عمليات التهجير القسري للسكان العرب في المدينة التي لم يتمّ تسوية وضعها الإداري نهائيّاً منذ سقوط نظام صدام حسين.
وذكرت المنظمة في تقرير نُشر أمس، أنّ سلسلة من عمليات هدم المنازل، التي اضطر بسببها مئات المواطنين العرب للهروب من كركوك، جاءت ردّاً على الهجوم الدموي الذي شنّه تنظيم «داعش» الإرهابي على المدينة يوم 21 تشرين الأول الماضي.
وفي التقرير الذي نُشر تحت عنوان» أين من المفترض أن نذهب؟»، تحدّثت المنظمة عن تهجير المئات من العرب السنّة في هذه المدينة، والذين سبق للعديد منهم أن لجؤوا إليها هرباً من المعارك أو الانهيار الأمنيّ في المحافظات المجاورة.
وحسب التقرير، تلقّى بعض المهجرين أوامر بأن يذهبوا إلى أماكن إقامتهم السابقة، أو تمّ نقلهم إلى معتقلات للاشتباه بتورّطهم في دعم الهجمات الـ»داعشيّة».
وقالت لين معلوف، نائبة مدير البحوث بالمكتب الإقليمي لمنظمة العفو الدولية في بيروت، إنّ الخطر الأمنيّ الكبير الذي تواجهه السلطات في كركوك لا يبرّر هدم منازل مدنيّين وتهجير المئات من السكان العرب قسراً.