نقاط انطلاق الضربات الأميركية على «داعش»
بإعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما استراتيجيته لمحاربة تنظيم «الدولة الاسلامية» الارهابي، تستعد الولايات المتحدة لاستخدام قواتها المتمركزة في المنطقة لضرب التنظيم المسيطر على مساحات شاسعة من سورية والعراق.
فقبل 13 شهراً أرسلت الولايات المتحدة سفنها الحربية المتكونة من أربع مدمرات في اتجاه سورية، وحشدت قواتها المتمركزة في قواعدها ببلدان الخليج العربي، إضافة إلى غواصاتها التي تجوب البحر بهدوء، وذلك استعداداً للاعتداء على سورية بدعوى استخدام الأسلحة الكيماوية.
حينئذ أيد الكونغرس الأميركي شن هذه العدوان، إلا أن الدبلوماسية الروسية نجحت في منع هذا الهجوم بعد التوصل في 14 أيلول 2013 إلى اتفاق يسمح بتدمير ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية في البحر وبإشراف الأمم المتحدة.
الآن وقد تنامت الرغبة الأميركية ولا سيما الدولية والعربية في درء الخطر الذي بات يمثله تنظيم «الدولة الإسلامية»، وقيامه بالعديد من الجرائم بحق المدنيين وتهجيرهم من منازلهم، أعلن أوباما استعداد بلاده لتوجيه ضربات جوية للتنظيم الارهابي وتسليح من أسماهم «المعارضة السورية المعتدلة» وتدريبها في السعودية لخوض المعارك البرية ضد «داعش».
وقالت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية إنه بات شبه مؤكد أن البنتاغون سيعتمد على قواته المنتشرة في سبعة أماكن على الأقل في دول منطقة الشرق الأوسط التي تواجه خطر تنظيم «الدولة الإسلامية»، وبالتالي استخدام مدمرات «اليو اس اس كول» المجهزة بصواريخ «التوماهوك» والتي لا تزال في البحر الأبيض المتوسط، لكن استخدام هذه الصواريخ على الأراضي السورية سيثير حفيظة السلطات السورية التي حذرت منذ أسبوعين من أي عمل عسكري على أراضيها من دون التنسيق معها مسبقاً، وهو ما لم يحصل فعلاً حيث أعلن أوباما في خطابه أنه لن يتحالف مع نظام الرئيس بشار الأسد الذي يعتبره «فاقداً للشرعية» على حد قوله.
في السياق ذاته، يمكن للولايات المتحدة أيضاً أن تعتمد على مجموعة قواعدها المنتشرة في الخليج العربي، إذ رجحت صحيفة «واشنطن بوست» أن تنطلق الغارات من قاعدة العديد الجوية في قطر، وقاعدة علي سالم الجوية في الكويت، وقاعدة الظفرة الجوية في الإمارات العربية المتحدة، والاعتماد أساساً على الطائرات من دون طيار التي توجه ضربات لأهداف محددة، إضافة إلى إمكان استخدام قاعدة انجرليك الجوية في تركيا وحاملة الطائرات الأميركية جورج ووكر بوش القريبة من المنطقة، ناهيك عن استخدام القواعد الأردنية في بعض الأحيان، كما يمكن أن تستخدم الولايات المتحدة مقاتلات أخرى تقلع من قواعد عسكرية في أوروبا.