فايا يونان… تغنّي الحبّ والوطن وترسل من دمشق سلاماً إلى حلب!
رشا محفوض
اختارت الفنانة السورية المتألقة فايا يونان الموسيقى لتتواصل مع أهلها في الوطن خلال الحفل الذي أقيم مساء الثامن من تشرين الثاني الحالي على مسرح الأوبرا في «دار الأسد للثقافة والفنون»، مع ختام مهرجان «نحنا هون» الثاني الذي تنظّمه جمعية «نحنا» الثقافية.
وخلال الحفل الذي حمل عنوان «سلام من دمشق إلى حلب»، نقلت فايا يونان جمهورها بصوتها الملائكيّ عبر انسيابية الموسيقى واللحن والكلمات إلى عالم الجمال والأمل، بعيداً من صخب الحرب وبشاعتها.
واستقت فايا عنوان حفلتها من كلمات أغنية «وجهك يا حلو» التي شبّهت بها المحبوب بمدينتَي دمشق وحلب اللتين صمدتا في وجه الحرب والموت، لتقول له: «وجهك متل حل التعب
عم شوف صورة شام
عَ الحلم جبتلك حلب
حتى بحلمك نام».
وأنصت الجمهور لفايا وهي تغنّي «بيناتنا في بحر» عنوان ألبومها الجديد الذي أطلقت بعض أغانيه مؤخراً ، فكانت هذه الأغنية خطاباً اتّسم بالمحبّة لجميع السوريين، ودعوة إلى الإصغاء للغة الحياة من خلال الموسيقى:
«نحنا قدرنا نعيش
تحت سما زرقا
قبال البحر
تحت الجبل
حدّ السهل نبقى».
واتّسمت الأغاني التي قدّمتها فايا خلال الحفل وعلى مدار ساعة ونصف الساعة، بمزج بين الصوفية والشاعرية والوجدانية، حيث حملت أغاني: «نم يا حبيبي» و«أحبّ يديك» و«أحب البلاد» و«لي في حلب» الحضور إلى فضاء لا متناهٍ، قوامه تقديس الوطن والكلمة، وإشباعها عاطفة وخيالاً ضمن قالب موسيقيّ يمكن وصفه بالجديد.
ولم يقتصر حفل فايا يونان على أغانيها الخاصة، بل شَدَت بصوتها أغاني فيروز «احكيلي عن بلدي»، و«أمّي نامت عَ بكّير» و«أهواك بلا أمل»، ولزكي ناصيف «يا عاشقة الورد»، والتراث السوري «يا مايلة على الغصون»، وأغنية للموسيقار الراحل فريد الأطرش «قلبي ومفتاحه» استحضرت عبرها روح الأغاني الأصيلة وأسلوبها الخاص المُغرق بالرومنسية والأحاسيس عبر توزيع جديد للموزّع والملحّن الموسيقي ريّان الهبر، الذي قاد الفرقة الموسيقية على خشبة «الأوبرا»، كما أشرف على توزيع أغاني ألبوم فايا الجديد «بيناتنا في بحر».
وكانت من فايا تحية خاصة إلى روح الموسيقار الراحل ملحم بركات عبر أغنية «سلّم عليهم يا هوى»، لتختتم الحفل باستضافة عازف الترومبيت نزار عمران بأغنية «موطني».
حضر الحفل حشد من الشخصيات الفنية والثقافية والأهلية، تقدّمهم النجم القدير دريد لحّام. وكانت فعاليات مهرجان «نحنا هون» الثاني الذي انطلق في 21 أيلول الماضي، قد تضمّنت حفلات لفِرقتَي «نبض» و«مخمل» الموسيقيتين، ومعرضاً للرسم للهواة والمتخرّجين، إضافة إلى تبادل الكتب الثقافية وعروض سينمائية.
يشار إلى أن جمعية «نحنا»، جمعية أهلية سورية تهتم بالتنمية الإبداعية، وتعمل على ترسيخ الثقافة والفنّ والتكنولوجيا الحديثة كأدوات فاعلة في عملية التنمية والحوار الإيجابي، لما فيه مصلحة المجتمع السوري، وذلك من خلال التنسيق مع الجهات الرسمية والأهلية المعنية بهذه المجالات كافة.