عود على بدء
الحديث عن أميركا وقطبيها في السباق الرئاسي المتفرّد بمستواه الوضيع، خصمان لكلّ منهما ماضٍ حافل بما يندى له الجبين. مستوى هابط في تبادل الاتهامات، وما نسميه في لغتنا المحكية «نشر الغسيل المتّسخ».
ممثلة الديمقراطيين كلينتون يصفها الجمهوريّ ترامب بأنها من أسباب انتشار الفوضى العارمة في الشرق الأوسط، وفي ظلّ إدارتها انتشر تنظيم «داعش»، وهو اليوم يحظى بأنصار في ثلاثين دولة، وتدّعي أنها تريد التصدّي له عندما تفوز.
وهي تتّهمه بأنه كاذب إقصائيّ يكره الإسلام والمسلمين وأهان النساء، له صفات على المستوى الشخصي كالفساد والغباء، بما لا يليق بالرئيس. وللشعب الخيار في اختيار من هو أقلّ سوءاً ليتوّجه رئيساً.
وأمس، حدث الزلزال المريع، فاهتزت له دول العالم قاطبة. دونالد ترامب بشخصيته المثيرة للجدل والتشكيك، أصبح رئيساً متوّجاً في البيت الأبيض. فوز وُصف بأنه مقزّز لكنّه يعني الكثير. فالشعب الأميركي ملّ أسلوب الرؤساء السابقين، وجاء اختياره لمن يعد بإيجاد أرضية مشتركة مع جميع دول العالم التي تهدف إلى نشر السلام والاستقرار، ويتوعّد دولاً بعينها بالتعامل وفق أسلوب جديد.
يحترم روسيا بوتين ولو كره الكارهون، وبالنسبة إلى سورية لا يهمه القضاء على رأس نظامها السياسيّ، بل يعتبره المعنيّ الأول في القضاء على الإرهاب، لا الأخير.
تُرى، ما صرّح به الرئيس الجديد هو للإعلام فقط؟ أم أنه صادق في نيّته وقف نزيف الدم في الشرق الأوسط بشكل عام وسورية بشكل خاص؟ وفتح صفحة جديدة يعاد فيها العمل الدبلوماسيّ ورفع العقوبات الجائرة عن الشعب السوري؟
أم أننا سنصل إلى لحظة نقول فيها: في الرئاسة الأميركية فاز «أبو لهب» على «حمّالة الحطب»، والويل الويل للعرب من شرّ قد اقترب؟
رشا مارديني