خطاب أوباما وحربه على الإرهاب
في ذكرى الحادي عشر من أيلول، اختار الرئيس الأميركي باراك أوباما الوقت المناسب لإعلانه الحرب على الإرهاب. أوباما أعلن أنه مستعدّ لشنّ ضربات جوّية في سورية ضدّ «داعش»، إذ لن يسمح بأيّ «ملاذ آمن» للتنظيم. وفي خطاب ألقاه للكشف عن استراتيجيته لمحاربة «داعش» قال أوباما: «هدفنا واضح، سنضعف تنظيم داعش وندمّره في نهاية المطاف من خلال استراتيجية شاملة ومتواصلة لمكافحة الارهاب». مشدّداً على أنه سيلاحق متشدّدي التنظيم أينما كانوا.
الحرب هذه التي أعلنها أوباما على الإرهاب الذي موّله بنفسه لم تعجب الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، فمن يريد محاربة الإرهاب لَما أطلقه ونظّمه وأعطاه القوة هذه. أوباما الذي أرسل «داعش» إلى سورية والعراق ولبنان، خائف على نفسه الآن، لذا يريد محاربة الإرهابيين بكافة الوسائل الممكنة. في حربه هذه على الإرهاب في سورية يصبح كمن يهدّد بإدخال المزيد من الإرهابيين إلى سورية والعراق ولبنان، وهذه سياسة صار يعرفها الجميع.
Post
دولة الإرهاب الأولى في العالم تريد محاربة الإرهاب، فما هي الخطّة الأميركية بعد فشل الخطط السابقة لضرب سورية والسيطرة عليها؟ الإجابة سنعرفها بالتأكيد في الأيام المقبلة.
أهالي العسكريين المخطوفين
منذ اختطاف الجنود اللبنانيين، انتفض أهاليهم للمطالبة بإنقاذهم من أيدي مسلّحي «داعش»، وبعد ذلك لاحظنا عدداً من التظاهرات والوقفات التضامنية التي نظّمها أهالي المخطوفين سعياً منهم إلى تحريك الأمور والتسريع في إنقاذ أبنائهم. وبعد فترة، نُقلت مطالب «داعش» من خلال الرسائل التي يتلقّاها أهالي المخطوفين وينقلونها بحسن نيّة لإنقاذ أبنائهم.
على ما يبدو أن هذه الرسائل صارت تحقّق مآرب «داعش» الذي يهدّد بكافة الطرق لنيل مطالبه. وهنا لا يقع الذنب على الأهالي المفجوعين والخائفين على أبنائهم، بل على الحكومة التي تماطل بشتّى الطرق، ولا تجد حلاً للأزمة، فضلاً عن خضوع الدولة لتهديدات «داعش»، وصارت خبايا الأمر معروفة!
Post
هذا التعليق للدكتور محمد عبيد، ويعتبر واقعياً جداً، وبالتالي لا يمكن تجاهله، خصوصاً أنّ أهالي المخطوفين الذين لا ذنب لهم، صاروا يُستخدَمون كمادة إعلامية لا تخدمهم ولا تخدم أبناءهم. فإلى متى يبقى هذا الصمت؟ وإلى متى يقبل الشعب التخاذل الحاصل من قبل الدولة؟
عزيزي المواطن
تكثر انتقادات المواطن حيال الوضع الراهن، ويكثر طرح السؤال التقليدي: «وينيي الدولة؟»، كما يكثر القلق ممّا قد يحصل في الأيام المقبلة. إلّا أنّ هذه الانتقادات تفقد قيمتها طالما أننا كمواطنين نشارك في صوغ الوضع المأسوي الذي نعيشه اليوم.
هنا تعليق من المخرج إيلي حبيب يتوجّه به إلى المواطن الذي يقول عنه: «يضحك على نفسه». ربّما ليس المواطن هو المسؤول عن الدَين العام وسيطرة الدول الأجنبية على بلده والتحالفات السياسية التي لا حول له فيها ولا قوة. إلّا أنه بمجرّد سكوته عن الحقّ، يعني أنه يقبل بالوضع المزري. وبمجرّد أنه لا يطلق صرخته في وجه الظلم، فهذا يعني أنه خاضع. المضحك أن المواطن عندما يطلب منه أحد السياسيين التوجّه إلى تظاهرة ما، فإنه يلبّي النداء بسرور، لكنه لا ينزل إلى لاشارع لرفض الظلم وانقطاع الكهرباء والماء إلح. المواطن اللبناني يقف ساكتاً بانتظار إشارة أحد الزعماء ليطلق صفارة الانطلاق. ومن هذا المنطلق يعتبر كل مواطن مسؤولاً عمّا يحصل في البلد، وبالتالي أيّ انتقاد لا معنى له.