المعارضة السورية للدفاع عن السعودية
ناصر قنديل
– التأسيس الذي تم أمس في جدة للحلف الدولي لمكافحة الإرهاب، تمخض عن تبادل معلومات أميركي سعودي تركي، حول ملف داعش المالي عبر تركيا، والتعويض الذي حصلت عليه تركيا من السعودية للتوقف عن بيع النفط المسروق من العراق وسورية، على يد داعش للالتزام بوقف شراء وبيع هذا النفط أو التغاضي عن بيعه أو تسهيل هذا البيع، وبعدما تحقق للأتراك عائد بيع مليون برميل يومياً بمقدار عشرة دولارات عن كل برميل، أي قرابة أربعة مليارات دولار سنوياً، قبل الأتراك التعاون في تسليم لوائح بالأسماء المحسوبة على داعش التي تغادر عبر تركيا، وأسماء السعوديين والخليجيين الملتحقين بصفوف داعش للقتال في سورية والعراق، وختم التأسيس بمؤتمر صحافي مرتبك وضعيف وشبه فارغ من أي جواب عن الأسئلة الغنية والمليئة بالمعاني، التي تدفقت على جون كيري وسعود الفيصل وبقيت من دون جواب.
– الأسئلة بقيت من دون جواب، خصوصاً ما يتصل بكيف سيكون العمل العسكري ضد داعش في ظل المعادلتين اللتين رسمهما الجيش الأميركي، لا حسم بالعمل الجوي وحده ولا بد من العمل البري، فمن هو الذي سيقوم بالعمل البري طالما لا تدخل عسكرياً أميركياً برياً، ولا حسم ضد داعش في العراق من دون الحسم في سورية، فكيف هو شكل الحسم في سورية طالما لا تعاون مع الحكومة هناك، وطالما الحكومة لن تسمح بالقصف الجوي من دون التعاون معها والتنسيق مع جيشها، فكيف سيتم التعامل مع الرفض السوري عند ترجمته تصدياً عسكرياً للطائرات الأميركية، في ظل موقف روسي رافض لأي تجاوز للحكومة السورية ولمجلس الأمن في أي عمل عسكري يتخطى سيادة الدول، وتأييد صيني وإيراني شديدي اللهجة للموقف الروسي؟
– بقيت الأسئلة بلا أجوبة وصار الإعلان عن الحلف عملاً فولكلورياً، يخفي وراءه سبباً لم يعلن، لكن ما تسرب يقول إن الإكثار من الكلام عن قيام السعودية بتدريب المعارضين السوريين ضمن معسكرات في الأراضي السعودية، لم يكن عملاً خيرياً لحساب هذه المعارضة ولا عملاً يقف خلفه رهان حقيقي على دور سيقوم به هؤلاء، خلال أيام قليلة مقبلة، والمشكلة لم تكن يوماً باستضافة سخية لهم وفرها الأردن طويلاً، ولا بالمدربين الأميركيين الخمسمئة، وهم خبراء عمليات خاصة وقتال مدن وشوارع سينتقلون إلى السعودية لهذا الغرض، فالمعلومات تقول إن الاستعانة بمقاتلي المعارضة لمواجهة خطر داعش في داخل السعودية، خصوصاً في موسمي الحج وعيد الأضحى، ستتم تحت عنوان استضافة معسكرات لتدريب المعارضة السورية، في ظل رعب وذعر يجتاحان المؤسسة الأمنية والعسكرية السعودية من خروقات داخلها لحساب داعش، تجعل كل ترتيب يعتمد عليها مصدر قلق بدلاً من أن يكون مصدر اطمئنان، ولذلك بعد اعتذار مصر والأردن عن نقل المزيد من القوات إلى السعودية، تم التوافق على هذا الترتيب ليقوم المعارضون السوريون الذين فشلوا بتحقيق المراد منهم بقتال الجيش السوري، بمهمة حماية العرش السعودي سداداً لفواتير الديون المتراكمة عليهم.