زاسيبكين: لتحديد الخطوات العملية لتسريع عملية التصدير إلى روسيا
حظرت روسيا استيراد المنتجات الغذائية من الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة الاميركية كردّ على العقوبات الاقتصادية التي فُرضت عليها، ففتح باب التصدير إلى السوق الروسية فرصاً للعديد من الدول التي استطاعت اتخاذ الخطوات العملية اللازمة لرفع حجم صادراتها.
أمّا في ما يخصّ البضائع اللبنانية، فقد حدّد العديد من التجار الروس حاجاتهم إلى المنتجات اللبنانية لا سيّما التفاح والبطاط والبندورة. وكان رئيس جمعية رجال الأعمال اللبنانية – الروسية جاك صراف قد تقدّم بـ الطلبات الروسية للاستيراد من لبنان الى روسيا، إلى الوزراء المعنيين ورئيس غرفة بيروت. وتجدر الإشارة إلى أنّ أسعار المنتجات اللبنانية مناسبة ومواصفاتها تتطابق مع مواصفات النوعية المطلوبة للاستهلاك الروسي. إلا أنّ المقلق هو التلكؤ والتأخر في اتخاذ القرار. فهل نصدّر المنتجات المطلوبة في القريب العاجل، أم تصدّر الفرصة إلى غيرنا؟
شدّد السفير الروسي في لبنان ألكسندر زاسيبكين على «ضرورة تحديد الخطوات العملية لتسريع عملية التصدير الى روسيا»، مبدياً استعداده «القيام بكل ما يلزم والمساعدة في تحقيق كلّ الامور المطلوبة لتسهيل ادخال المنتجات اللبنانية الى روسيا».
كلام زاسيبكين جاء بعد الاجتماع الموسع الذي دعا إليه رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة في لبنان رئيس غرفة بيروت وجبل لبنان محمد شقير، وعقد أمس في مقر الغرفة، في حضور عدد كبير من رؤساء الهيئات الاقتصادية والغرف اللبنانية والنقابات الصناعية والزراعية وكبار المصدّرين اللبنانيين، بهدف متابعة البحث في موضوع التصدير إلى روسيا لا سيّما التحديد في شكل دقيق كلّ الامور اللوجستية المطلوبة، اي السلع والاسعار والمواصفات والتغليف وغير ذلك لتكون بتصرف المنتج اللبناني الراغب في التصدير الى روسيا.
ورحّب زاسيبكين «بهذه المبادرة القيمة التي من شأنها تنمية التعاون بين الشركات اللبنانية ونظيرتها الروسية»، داعياً الى «التركيز في هذا الاجتماع على الأمور العملية التي تؤدي الى تحقيق الأهداف المرجوّة من الاجتماع». وشدّد في الوقت نفسه على «ضرورة الاستفادة من الفرص الجديدة المتاحة لا سيما على مستوى تصدير المنتجات الزراعية والغذائية الى الاسواق الروسية».
كما لفت إلى أنّ «هذا الحضور في اجتماع اليوم يؤكد جدية مجتمع الأعمال اللبناني وإرادته الصادقة لتوسيع التعاون بين بلدينا». كما أبدى ترحيبه «بإنشاء المكتب في غرفة بيروت وجبل لبنان لمتباعة هذا الموضوع»، مؤكداً «تعاون المكتب التجاري والاقتصادي في السفارة الروسية مع المكتب المذكور والتنسيق معه لتسهيل كل الأمور المطلوبة».
وأكّد زاسيبكين «الرغبة المشتركة بتطوير وتنمية التعاون الاقتصادي بين البلدين»، مشدداً على «ضرورة تحديد الخطوات العملية لتسريع عملية التصدير الى روسيا».
شقير
وأعلن شقير «إنشاء مكتب لاتحاد الغرف في مقرّ الغرفة لمتابعة موضوع التصدير الى روسيا مع المؤسسات اللبنانية المعنية والمصدرين والمزارعين، على أن يعمل هذا المكتب بالتنسيق الكامل مع المكتب التجاري والاقتصادي في السفارة الروسية في لبنان». كما أعلن «زيارة وفد اقتصادي لبناني روسيا في مطلع تشرين الاول المقبل لمتابعة عملية تصدير الخضر والفاكهة واللحوم والالبان والاجبان وبعض المنتجات الغذائية الى الأسواق الروسية بعد قرار الاخيرة حظر استيراد هذه المنتجات من الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة الاميركية».
ولفت الى أنّ «زيارة السفير الروسي اليوم زيارة قيّمة ولا يسعنا الا أنّ نعبّر عن امتنان القطاع الخاص اللبناني لدعم دولتكم للبنان وعملها الدؤوب لتحقيق الاستقرار والامن فيه، وخصوصاً أنّ لبنان يمرّ في ظروف اقتصادية صعبة نتيجة الاوضاع في المنطقة». وأضاف: «نحن نعلم العقوبات التي فرضها الاتحاد الاوروبي على بلدكم والقرار الذي اتخذته السلطات الروسية بحظر استيراد الخضار والفاكهة واللحوم والأجبان والألبان وبعض المنتجات الغذائية من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية الى روسيا. في هذا الإطار، نعلن امامكم اننا نضع كلّ امكاناتنا وصناعاتنا تحت تصرفكم». وتابع: «صحيح انه ليس لدينا صناعات كثيرة وانتاج كبير، لكن لدينا صناعات ذات نوعية جيدة وعالية الجودة ومعروفة عالمياً. ونحن نطمح من هذا اللقاء تفعيل العلاقات بين لبنان وروسيا وفتح الاسواق الروسية امام المنتجات اللبنانية».
كما دعا شقير السفير الروسي الى «المساعدة في تسهيل» ادخال «الانتاج المميز في قطاع المجوهرات، إضافة الى تأسيس وإقامة شراكات عمل بين القطاع الخاص في البلدين في كل المجالات لا سيما الاستثمار إن كان في لبنان أو روسيا أو المنطقة».
نقاش
وبعد نقاش طويل بين المجتمعين، أشار شقير الى وجود «طلبات كثيرة من قبل الجانب الروسي لمنتجات زراعية وصناعات غذائية، وكلها سيتم وضعها في تصرف المزارعين والصناعيين بالتنسيق والتعاون مع الجمعيات والنقابات المعنية، للنظر في إمكانية تلبيتها من ضمن المواصفات والكميات المطلوبة».
ولفت إلى أنّ «غرقة بيروت وجبل لبنان قامت في ارسال كتاب الى عدد كبير من الصناعيين والمزارعين الذين يصدرون الى اوروبا، طالبة منهم الاجابة عن اهتمامهم بالتصدير الى روسيا»، وقال: «بدأت تردنا اجابات وهي مشجعة».
كما اقترح إقامة معرض للمنتجات اللبنانية في روسيا خلال عام 2015، على أن يتم التعاون مع السفير الروسي في هذا الإطار لتحديد الموعد المناسب لتنظيمه.