موسكو تؤكّد استخدام المسلّحين لمادة الكلور.. وتمديد مشاورات الخبراء الروس والأميركيّين
أكّدت وزارة الدفاع الروسيّة أمس، أنّ العيّنات المأخوذة من مكان القصف الذي نفّذه مسلّحون في حلب تُشير إلى استخدامهم لمادة الكلور السّامة.
وقال المتحدّث الرسمي باسم الوزارة، اللواء إيغور كوناشينكوف، إنّ نحو 30 من الجنود السوريّين أُصيبوا بحالات تسمّم متفاوتة الخطورة، مشيراً إلى نقل أغلبهم إلى مستشفى في حلب.
ووفقاً لكوناشينكوف، فقد سبقت حالة «اختناق الجنود السوريّين بالغاز، انفجار قذيفة أو إسطوانة للغاز أُطلقت من قاذفة صواريخ بدائيّة الصنع، والتي تُسمّى بقذائف جهنّم».
وأكّد المتحدّث الرسمي، أنّ جميع العيّنات التي أخذها ضباط من المركز العلمي لوحدات الحماية الإشعاعيّة والبيولوجيّة التابعة للقوات الروسيّة من المكان أشارت إلى استخدام المسلّحين غاز الكلور كمادّة سامّة.
وأضاف: «الإرهابيّون في حلب أصبحوا يستخدمون الكلور ضدّ الجنود السوريّين والمدنيّين أكثر وأكثر، لكن أيّاً من السياسيّين، الذين يتظاهرون بالقلق حول حلب في فرنسا، وعلى وجه الخصوص في بريطانيا، لا يرون هذه الجرائم، أو بالأحرى، يريدون رؤية السلطات السوريّة كمرتكبة للجريمة».
وقال كوناشينكوف: «ندعو قيادة منظمة حظر الأسلحة الكيميائيّة إرسال خبراء من بعثة تقصّي وقائع استخدام المواد الكيميائيّة كأسلحة إلى حلب في أسرع وقت للعمل المشترك مع خبراء وزارة الدفاع الروسيّة».
وأشار إلى أنّ وزارة الدفاع الروسيّة تتوقّع أن ترى «أولاً، وقبل كلّ شيء، خبراء متخصّصين بالمواد السامّة، وليس أشخاصاً مسيّسين لقراءة الخطب».
في الأثناء، اتّفق وزير الخارجيّة الروسي سيرغي لافروف مع نظيره الأميركي جون كيري على تمديد مشاورات الخبراء للبحث عن تسوية سلميّة للوضع المتأزّم في حلب.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي بين الجانبين أمس، أكّد خلاله الوزير الروسي على أنّ الجماعات المسلّحة والمجلس المحلّي في المدينة يرفضون التعاون لتسوية الوضع.
إلى ذلك، أكّدت مصادر خاصة بأنّ «جيش الفتح» عمّم على مسلّحيه أخذ الحيطة والحذر من انطلاق أوسع هجوم للجيش السوري وحلفائه في حلب. وأضافت المصادر، أنّ جيش الفتح دعا مسلّحيه إلى شنّ هجوم استباقي في المدينة.
من جهتها، أعلنت القيادة العامّة للجيش السوري والقوات المسلحة أنّ المجموعات الإرهابيّة في أحياء حلب الشرقيّة استهدفت منطقة النيرب بقذائف تحتوي على مادة الكلور.
وأكدّ بيان الجيش، أنّ القصف أدّى إلى وقوع عشرات الإصابات في صفوف المدنيّين والعسكريّين، وأضاف أنّ «هذه الأعمال ستزيد الإصرار على ضرورة الإسراع في حسم المعركة مع الإرهاب، وتخليص أحياء حلب الشرقيّة من الإرهابيّين الذين يتّخذون المدنيّين رهائن».
وأفاد مصدر بنقل الإصابات إلى المستشفيات للمعالجة، وقد حضر خبراء روس للكشف على نوع الغاز الذي استخدمه المسلّحون.
وأعربت الخارجيّة السوريّة عن أسفها لاعتماد المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائيّة قراراً بشأن سورية من خلال إجراء التصويت في خروج عن قواعد العمل المتّبعة في المنظمة، وبما يعكس على نحو واضح حدّة الانقسام بين الدول الأعضاء في هذا المجلس.
وتحدّث مصدر عن رفض الجماعات المسلّحة الخروج من أحياء حلب الشرقيّة، بعد دعوتهم من قِبل الجيش السوري إلى مغادرة شرق حلب قبل بدء استخدام أسلحة عالية الدّقة.
وجاءت هذه الدعوة من خلال رسائل نصيّة، وذلك قبل بدء الهجوم على مواقع المسلّحين في أحياء حلب الشرقيّة.
وكان الجيش السوري أنجز الترتيبات على معبر الكاستيلو للرّاغبين في الخروج من الأحياء الشرقيّة.
يأتي ذلك بعد ساعات على تحرير الجيش السوري بلدة منيان، بعد مواجهاتٍ عنيفة شهدها المحور الغربي لمدينة حلب بين الجيش السوري والجماعات المسلّحة، حيث تمكّن الجيش السوري وحلفاؤه من خرق دفاعات المجموعات المسلّحة فيها.
وفي ريف دمشق، استعاد الجيش السوري، الأحد، السيطرة على عدّة أبنية من مساكن الدفاع الجوي في مزارع خان الشيح بريف دمشق الجنوبيّ الغربيّ وعدّة مزارع في محيطها.
وكان وزير العدل السوري نجم الأحمد، أكّد أنّ الحكومة السوريّة وعدداً من المواطنين سيرفعون دعاوى قضائيّة أمام القضاء السوري والقضاء الدولي ضدّ الاعتداءات الإرهابيّة على المنشآت الاقتصاديّة في حلب ومناطق أخرى.