«البناء» عدد خاص في عيد التأسيس: مستمرّون حركة صراع ومقاومة ونهضة
معن حمية
أربعة وثمانون عاماً بحساب النضال، تراكم خبرات، ومحطات انتصارات، وكبر قامات، وعلوّ هامات.
أربعة وثمانون عاماً بحساب العلم، كمال ومعرفة، رسوخ اجتماعي، وتجذّر في الأرض.
أربعة وثمانون عاماً بحساب المعادن، تجوهر وأصالة وعزّ وعنفوان.
أربعة وثمانون عاماً بحساب الحزب السوري القومي الاجتماعي، محطات مضيئة… مسيرة مقاومة وصراع لا تعرف النهايات.
لكلّ شيء نبع وأصل.
على امتداد هذه السنين يرتوي السوريون القوميون الاجتماعيون من نبع المؤسّس، يغرفون من أفكاره، يتزوّدون بتعاليمه، ويقتدون بسيرته، فكرة تتوارثها الأجيال، تتواصل على ضفاف العقيدة، التي رسّخت في النفوس وهي كالأشجار المعمّرة، فإذا سقط جذع اخضوضرت أوراقها.
نبع الفكر والانتماء تجاوز بدفقه الهلال السوري الخصيب إلى عوالم الاغتراب بكلّ قاراته وأممه، وهو يسري في دماء القوميين جيلاً بعد جيل.
السوريون القوميون الاجتماعيون تجاوزوا بمبادئهم المحييَة الحدود، بالمعنى الجغرافي، لكن موئل قلوبهم يبقى بلاد الشام، فهي الأصل والفصل، وفيها كلّ تفصيل وجودي في الصراع والمعتقد.
على أرضها ثبت القوميون بالدماء التي رووا فيها أرض الجبهات، من فلسطين إلى لبنان، ومن السويداء إلى حمص وحماة وحلب وحتى اللاذقية وكسب، وضمناً أرياف عاصمة الشام، ليؤكدوا أنّ ما أفرزه الاستعمار وقسّمته مشاريعه، لفظه التاريخ، وأنّ عقيدتنا حية لا تموت. فهي عقيدة حياة، عمادها الحق والحرية والصراع… ركيزتها المقاومة ضدّ العدو اليهودي وداعميه الدوليين… وضدّ قوى الإرهاب والتطرف وحفن المتأسرلين على امتداد العالم العربي والإقليم.
يتجاوز السوريون القوميون الاجتماعيون تعداد السنين إلى تعداد الإنجازات والبطولات والشهداء، وبكلّ ثقة يسلّمون مشاعل النضال، فإذا أغمض مناضل قومي جفنيه، بقي النبض في أجيال.
نحن… «لو لم نكن حركة صراع لما كنا حركة على الإطلاق»، وبهذا المعنى الذي رسّخه مؤسس الحزب أنطون سعاده، نؤكد أننا مستمرون حركة صراع، وحزب مقاومة ونهضة بناء…
عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي